حازم صلاح الدين

حسام حسن على طريق الجنرال والمعلم

الأربعاء، 16 أكتوبر 2024 10:44 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من منا لا يتذكر العبارة الشهيرة "عدالة السماء تنزل على ستاد باليرمو"، التي أطلقها المعلق الرياضى الكبير الراحل محمود بكر، خلال مباراة المنتخب الوطنى أمام نظيره الهولندى فى بطولة كأس العالم بإيطاليا 1990، بعد أن أرسل هشام يكن كرة طويلة إلى حسام حسن انفرد على أثرها بالمرمى بعد تخطيه النجم الشهير رونالد كومان الذى قام بعرقلته على خط منطقة الجزاء، ليحتسب الحكم ركلة جزاء، وكانت النتيجة تشير إلى تقدم "الطاحونة" بهدف، ثم يدخل مجدى عبد الغنى ليسدد الكرة ويضعها على يمين الحارس فان بروكلين مسجلاً هدف التعادل، وتنطلق الأفراح وقتها فى شوارع المحروسة، خاصًة أن كل العالم وقتها توقع أن تنتهى تلك المباراة بفوز الهولنديون بنتيجة لا تقل عن 6 أهداف.

فى هذا التوقيت، كان عمرى لم يتخط 10 سنوات، ومثلي مثل العديد من محبي الساحرة المستديرة، بدأنا نرى موهبة رائعة وطاغية تتمثل في حسام حسن، لكونه واحدًا من أهم المهاجمين فى تاريخ الكرة المصرية، واليوم نجد "العميد"، كما يطلق عليه، ومعه توأمه إبراهيم، والذي يعد واحدًا من أهم النجوم أيضًا وأفضل ظهير أيمن مر على المنتخب الوطني، يكتبان تاريخًا جديدًا، مع قيادة الفريق القومي إلى نهائيات بطولة كأس أمم أفريقيا 2025، بتحقيق العلامة الكاملة بعد الفوز في 4 مباريات متتالية خلال التصفيات حتى الآن.

حسام حسن مثالًا يُحتذى به، خصوصًا أن قصته تعكس الجهد المستمر والتفاني، وتثبت أن النجاح يمكن أن يُحقق بالإرادة القوية والعمل الجاد، فهو  واحدًا من الأساطير التي تُذكر دائمًا في تاريخ كرة القدم المصرية والعربية والإفريقية، لما قدمه من تاريخ طويل كلاعب سواء مع المنتخب أو الأندية التى لعب لها، ووارد جدًا أن تتفق أو تختلف معه في بعض الأوقات، لكن الذي لا تستطيع الاختلاف عليه هو مدي موهبة وعشق العميد وتوأمه إبراهيم لمصر.

"التمسك بالأحلام"، أكثر ما يعجبني فى قصة التوأمان، فرغم كل المحاولات التى تعرضا لها، فى سنوات فائتة، لمنع تحقيق حلم تدريب المنتخب، لكن الإصرار الدائم على الحلم ومحاولات تحقيقه تحت وطأة أي ظروف، لعب دورًا هامًا جعل مشوارهما فيه شيئًا ما هو الذى صنع البداية التدريبة مع المنتخب الوطني بتلك الطريقة، شىء ما يجمع بين المهارة والإرادة والاجتهاد والتوفيق.

اليوم، أرى أمامى نسخة حسام حسن الحقيقية، النسخة التى تعلقنا بها منذ الصغر، فهو حينما كان لاعبًا أحب الكرة فأحبته هى الأخرى وأعطته من الشهرة والمجد ما يحلم به كل شخص، بدأ مشواره مع كرة القدم كأي طامح فى أن يكون اسما ذهبيا يوما ما، حياته مليئة بالصراعات من أجل تحقيق حلمه فطريقه لم يكن مكللا بالورود، انتقادات كثيرة لم يسلم منها كانت كفيلة بأن تحبط من عزيمته، وكان في كثير الأحيان يخرج عن شعوره، وكنا نطلب منه، ألا يهتم بما يقال ويستمر فى تحقيق إنجازاته وأحلامه، لكون أن النتائج وحب الجماهير له، هو الرهان الحقيقي على النجاح.

هنا أكرر بأننى أعلم جيدًا أن حسام حسن "بالبلدي كده.. زي ما بنقول دمه حامي"، فهو معروف عنه بأنه عنوانه "التحدى"، وأيقونة من أيقونات هذا الزمن، لاعب ومدرب من نوع خاص، هي حقيقة لا تحتاج إلى جدال، آراه طوال الوقت مثل أى شخص بسيط بيننا يجرى وراء أحلامه، كأنه يلوذ بمكان مسحور لم يكن فى حسه تمامًا أنه سيقوده إلى أحلام كبيرة فيما بعد، كان الاختلاف عنده من طبيعة الأمور، ويشعر بشىء من الرهبة والأحلام نحو مستقبل غامض مليئا بالصراعات والطموحات والآمال، وهو ما يدفعني في العديد من الأحيان أن أوجه له نصائح، بحكم عشقى له منذ الطفولة، كما أشرت سابقًا، وذلك عندما أجده يخرج عن قطار حلمه بسبب ضغوط أو شعوره بوجود مؤامرات ضده.

الآن، أطالب حسام حسن أن يستمر على نفس النهج الحالي عبر التركيز في العمل فقط، فهذا يكون أبلغ رد على هواة "الصيد في الماء العكر"، ونحن لمنتظرون أن يواصل السير على طريق أستاذه ومثله الأعلى "الجنرال" محمود الجوهري، بالتأهل إلى كأس العالم 2026، واستعادة الأمجاد بحصد لقب أمم أفريقيا الغائب عنا منذ ثلاثية الجيل الذهبي تحت قيادة "المعلم" حسن شحاتة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة