في ظل الحرص على تحقيق رؤية مصر 2030 واستهداف التنمية المستدامة للارتقاء بجودة حياة المصريين، وكسلاح مهم في إطار الحفاظ على محددات الأمن القومى، يأتي المؤتمر العالمى للصحة والسكان والتنمية، في ظل عالم يموج بالمتغيرات والتحولات السياسية والاقتصادية، وخاصة أن الزيادة السكانية بمثابة التحدي الأكبر الذي يعرقل جهود التنمية والنمو الاقتصادي، خاصة إذا لم يتم الاستثمار في الثروة البشرية والعمل على بناء الإنسان تعليميا وصحيا وثقافيا واجتماعيا، وهنا تأتي أهمية هذا المؤتمر العالمى في ظل حرص الدولة المصرية على بناء الإنسان المصرى كأولوية قصوى خلال الفترة المقبلة، وهو ما ترجمته على أرض الواقع من خلال المبادرة الرئاسية بداية جديدة.
الأمر الآخر الذى لا يقل أهمية، أن هذا المؤتمر بمثابة منصة دولية وعالمية لطرح حلول لقضية الزيادة السكانية، ولتبادل الخبرات للتأكيد على الترابط بين السكان والصحة والتنمية المستدامة، وتعزيز صحة ورفاه السكان مع دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، في ظل العمل على تحقيق أهداف المبادرات الرئاسية الحالية والتي تهدف إلى تحسين مستوى معيشة الفرد وتحسين خصائص السكان، مثل: مشروع تنمية الأسرة المصرية، وحياة كريمة، ومشروع تكافل وكرامة، ولتتماشى أيضاً مع أهداف الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة ، وتمكين الشباب، ومبادرات ذوى الهمم، فضلًا عن دعم المبادرات القومية الحالية الخاصة بالمجال الصحي ومتابعة تنفيذها، مثل، مشروع التأمين الصحي الشامل، ومبادة 100 مليون صحة، ومبادرة صحة المرأة للكشف عن أورام الثدي، ومبادرة صحة الأم والجنين.
إذن،.. نحن أمام مؤتمر ناجح بامتياز ومكاسبه عديدة ، ومن المؤكد توصياته ستكون بمثابة خارطة طريق لسبل التكيف لمواجهة التحديات العالمية، وهنا يأتي دور الوعى باعتباره الركيزة الأساسية ونقطة الانطلاق للتعاطى مع تحديات القضية السكانية على وجه الخصوص في ظل الثقافات السائدة وفقا للعادات والتقاليد، خاصة تحسين الخصائص السكانية للمواطنين باتت ضرورة حتمية ومسئولية الجميع..