الشعور بالإرهاق أو التوتر الشديد يؤدي عادة إلى عدم التأقلم وعدم الشعور بالراحة، وإذا تُرِك دون علاج أو اعتراف، فقد يكون له تأثير ضار على صحتنا العقلية وحياتنا بشكل عام.
ما هو التوتر وكيف يؤثر على دماغك؟
يوضح تقرير موقع صحيفة " Metro"،البريطانية أن التوتر يؤدي إلى إثارة سلسلة من ردود الفعل في دماغك، بدءًا من اللوزة الدماغية، التي تستشعر الخطر وتشير إلى منطقة ما تحت المهاد.يؤدي هذا إلى تنشيط استجابة الجسم للقتال أو الهروب، وإطلاق هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول، وعلى المدى القصير، تكون هذه الاستجابة مفيدة، حيث تعمل على إعداد جسمك للتعامل مع التحديات الفورية.
ومع ذلك، يضيف التقرير أن التوتر المزمن يؤدي إلى "إطلاق مستمر لهرمون الكورتيزول"، وهو ما قد يبدأ في إحداث تأثيرات سلبية على الدماغ والجسم.
في الدماغ، يمكن أن يؤدي "الكورتيزول الزائد إلى تغييرات في الحُصين، المنطقة المسئولة عن الذاكرة والتعلم".ورغم أن الكورتيزول لا يؤثر على الحُصين جسديًا، فإن "التعرض لهرمون الكورتيزول لفترات طويلة قد يضعف وظيفته ويساهم في انكماش الحُصين بمرور الوقت"، وهذا يعني في الأساس أن الإجهاد المزمن قد يجعل تعلم أشياء جديدة أو استرجاع الذكريات أكثر صعوبة، ويمكن أن يؤدي هذا إلى الشعور بالقلق والتوتر والبقاء في حالة تأهب دائم.
الكورتيزول يلعب دورًا في تنظيم الالتهاب
في ظل الظروف العادية، يساعد الكورتيزول في السيطرة على الالتهاب، ولكن مع الإجهاد المزمن، يمكن أن يصبح الجسم مقاومًا لتأثيرات الكورتيزول، وهذا من شأنه أن يسمح بزيادة الالتهاب، مما يساهم في مجموعة من المشاكل الصحية، بما في ذلك التدهور المعرفي وأمراض أخرى مرتبطة بالإجهاد.
ما هي علامات التوتر التي تشعر بها؟
1. الانفعال وتقلبات المزاج
إذا وجدت نفسك تنزعج من الأشياء الصغيرة ، فهذه علامة واضحة على أن التوتر قد يتسلل إلى حياتك، فتقلبات المزاج غالبا ما تأتي من الضغط الذي يتعرض له دماغك عندما يقوم بمعالجة الضغوطات بشكل مستمر، مما يترك لك نطاقا تردديا محدودا للتنظيم العاطفي.
2. عدم النوم الكافى
التوتر قد يتسبب في تسارع نشاط عقلك، مما يجعل النوم أمرًا صعبًا، بالإضافة إلى ذلك، قد تستيقظ كثيرًا أثناء الليل نتيجة لذلك.
في الأساس، بدون الراحة المناسبة، يكافح جسمك للتعافي، مما يخلق حلقة مفرغة حيث يتغذى كل من التوتر والحرمان من النوم على بعضهما البعض.
3. توتر العضلات والصداع الناتج عن التوتر
يعتبر توتر العضلات، وخاصة في منطقة الرقبة أو الكتفين أو الفك، أحد الأعراض الجسدية الشائعة للتوتر، يمكن أن يؤدي هذا التوتر إلى الصداع المتكرر - وخاصة الصداع الناتج عن التوتر - بسبب تقلص العضلات في الرأس والرقبة، وهى طريقة جسمك في تحمل التوتر.
4. ألم وانتفاخ المعدة
الدماغ والأمعاء مرتبطان ارتباطًا وثيقًا من خلال محور الدماغ والأمعاء، ويعني هذا الارتباط أن التوتر يمكن أن يسبب دمارًا في جهازك الهضمي، وقد تعاني من الانتفاخ، أو عسر الهضم، أو تغييرات مفاجئة في حركات الأمعاء، مثل الإمساك أو الإسهال، فالتوتر يحول الطاقة بعيدًا عن عملية الهضم، مما يجعلك تعاني من اضطراب في الأمعاء".
5. انخفاض معدل ضربات القلب لديك
يؤدي الإجهاد المزمن إلى انخفاض معدل ضربات القلب، مما يدل على أن جهازك العصبي اللاإرادي غير متوازن.
6. الإصابة بنزلات البرد بشكل متكرر
يؤدي الإجهاد المزمن إلى إضعاف جهاز المناعة لديك، مما يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، فالأشخاص الذين يعانون من الإجهاد المزمن أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد عند تعرضهم للفيروسات.
فالتوتر يضعف قدرة الجسم على تنظيم الالتهاب، مما يجعل من الصعب على الجهاز المناعي محاربة الأمراض الشائعة مثل نزلات البرد والإنفلونزا، ويرجع ذلك إلى أن التوتر يقلل من كفاءة خلايا المناعة لديك، مما يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالعدوى
7. تواجه صعوبة في التركيز
كما يعلم أي شخص تعرض للتوتر، فهو لا يؤثر على جسدك فحسب؛ بل يؤثر أيضًا على قدرتك على التفكير بوضوح، فعندما تشعر بالتوتر فإن المخ يعطي الأولوية للبقاء على قيد الحياة، مما يجعلك أقل قدرة على التركيز أو الاحتفاظ بالمعلومات، بالإضافة إلى ذلك، قد تجد أن مدى انتباهك يتقلص، وأن المهام التي كانت بسيطة في السابق تبدو مرهقة.
ماذا تفعل إذا كنت متوترًا؟
إذا وجدت نفسك تعاني من التوتر، فإن أول شيء يجب عليك فعله هو التراجع عن كل شيء والتنفس فقط.
في كثير من الأحيان، عندما تأخذ بعض الوقت لنفسك للحصول على منظور أكثر وضوحًا، فإن الأمور لا تكون سيئة أبدًا كما تبدو.
ومع ذلك، إذا كنت لا تزال تشعر بعدم قدرتك على التأقلم، وأن التوتر يستهلك حياتك اليومية، تساعدك هذه الخطوات :
تحدث مع أصدقائك أو عائلتك أو أحد المتخصصين حول ما تشعر به.
استخدم تمارين التنفس المهدئة
استخدم تقنيات إدارة الوقت لمساعدتك على السيطرة
التخطيط مسبقًا للأيام أو الأحداث المجهدة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة