الحقيقة أن الإنسان لا يُمكنه تحقيق المُمكن إلا إذا قرر الوصول إلى المُستحيل، فالحياة مثل المزاد، لابد من طلب الأكثر، حتى تحصل على حقك، وهذه مُعادلة لا خلاف عليها.
فهناك شخص كان يلعب كرة القدم منذ فترة، وكان دائم التدريب، وقرر أن يجري حول الملعب ثلاث مرات مُتواصلة، وكان حينما يصل للمرة الثالثة يشعر بالتعب الشديد، لأن الملعب كان كبيرًا، فقرر أنه لابد وأن يُزيد من تدريباته، ويجري حول الملعب سبع مرات، فحدث شيء لم ينتبه له وقتها، حيث إنه لم يشعر بالتعب هذه المرة إلا حينما أنهى المراحل السبع، فالثلاث مرات كانوا أصعب كثيرًا.
وهذا يُؤكد أنه حينما قرر أنه يُجرب المستحيل، وصل إلى المُمكن بسهولة، وحقق المُستحيل كذلك. فهكذا الإنسان لابد له أن ينظر إلى أبعد درجة من أحلامه ويُقرر أن يصل لها، حينها فقط يمكن أن يصل إلى مراحل تلك الأحلام دون أن يشعر بالكلّ والملل والتعب.
فالنفس الذي نستنشقه يستمد طوله من إرادتنا، والإرادة تتحرك وفقًا لقدر وقوة الأحلام، ومَنْ يقرر أن يصل، بالقطع سيصل، ولكن وفقًا لقراره، أو بمعنى أدق، وفقًا لاستعداده.
فمزاد الحياة ليس للتعجيز، ولكن لشحذ الهمم، فهو يُعلم الإنسان كيف يطمح ولا تقف أحلامه عند مرحلة بدائية بسيطة، بحُجة أن هذه إمكانياته، ولا يستطيع أن يقفز فوقها.
لذا، علينا أن نتعلم كيف تهفو أنفسنا وتتطلع إلى الوصول إلى أهدافنا، والعمل على تحقيقها، فحينها فقط سنُدرك أن لدينا القدرة على الجري لأبعد مدى، وأن أنفاسنا طويلة وطاقتنا غير محدودة، وأننا بإمكاننا أن نُحقق المُمكن والمُستحيل معًا.
فصدقوني، لا شيء مُستحيل، الأمر برُمته مُرتبط ارتباطًا وثيقًا بقرارنا فى الوصول لشيء ما وتحقيقه، فلو قررنا يُصبح مُمكنًا، ولو تقاعسنا أطلقنا عليه كلمة "مُستحيل"، والأمر في النهاية ما هو إلا قرار إلزامي من صاحب الشأن، يُؤهل نفسه لتنفيذه، ويُجري استعداداته لتحقيقه، ويبذل قصارى جهده للوصول إليه.
والفرق بين المُمكن والمُستحيل خُطوة واحدة أساسها قرار داخلي نابع من إرادة قوية لا تقبل بالهزيمة.