عام على عملية طوفان الأقصى 7 أكتوبر 2023، وأكثر ما يؤلم معاناة الفلسطينيين وما آلت إليه الأمور من وحشية وتدمير ممنهج وقتل كل مقومات الحياة في غزة والضفة والمدينة المقدسة، وذلك بسبب أعمال الإبادة الجماعية التي يشنها الكيان المحتل، وارتكاب جرائم حرب يوميا وبلا توقف، وليل نهار، وساعة بساعة، وأمام العالم بأسره صوتا وصورة.
وفى ظل هذه الظروف القاسية والأوضاع الصعبة والخراب الممنهج الذى يحل في غزة والضفة، وأشلاء الأطفال تتناثر تحت الركام ما زال هناك من يتحدث عن أحقية المقاومة في المقاومة .. وماذا فعلت قبل عملية الطوفان؟ والحديث عن الاختلافات والانقسامات والتوجهات.
صحيح، قد يبدو الحديث منطقيا، وقد يكون هناك أخطاء للمقاومة في الماضى، لكن يجب أن نتوقف قليلا – الآن - لأن العدو واحد ومشترك للجميع، ويفعل الأفاعيل من أجل أحلامه وطموحاته التي تقوم على إبادتنا جميعا في ظل حكومة متطرفة تؤمن بهذا، وتخوض معركة هي نفسها قالت عنها معركة وجود وبقاء، وفى ظل حضارة غربية تجتمع جميعا لخدمة ودعم هذا الكيان غير عابئة بقرارات الشرعية الدولية ولا القانون الدولى ولا بالأعراف الدولية والمعايير الإنسانية، ولا تهتم بدماء أطفالنا ونسائنا..!
وأيا كانت الأمور.. أصبح العالم أمام صورتين، حيث تتسلح المقاومة بالصمود، وتتمسك بالكرامة والعدالة – مهما كان تقييمها – فهى من من تخوض المعركة وفقا لفقه الواقع، وأمام صورة أخرى تكشف تصميم كيان محتل لا يعرف إلا الإبادة وتغيير المعادلة في الشرق الأوسط، بل وصل به الحال أن يقول: إنه سيعيد ترتيب النظام في المنطقة كلها، ويمسك بالخرائط في الأمم المتحدة والكونجرس ويظهرها للعالم على أنه ملك المنطقة، وهو من سيعيد تشكيلها حتى ولو هجر الملايين وأباد الجميع..
ورغم ذلك كله تبقى الحقيقة، إنه لا مناص من انتصار الحق والعدالة، على الظلم والعنصرية، والإجرام، هكذا تكون سنة الله في كونه، لذا، مهما كانت المأساة والمعاناة والتقييمات فلا نجاح إلا بعد معاناة ولا نصر إلا بعد معركة، لذا نقول إن الحقيقة الدامغة التي تتشكل الآن أنه العالم على أبواب عالم جديد أكثر عدالة مهما طال الظلم والإجرام..