اختُتمت أمس فعاليات ملتقى شباب الباحثين الأنثروبولوجيين الذي انعقد بكلية الدراسات الإفريقية - جامعة القاهرة، واستمر على مدار يومين، وشهد حضورًا متميزًا من الباحثين الشباب والمتخصصين في مجال الأنثروبولوجيا، الذين تجمعوا لمناقشة أحد أبرز التحديات التي تواجه القارة الإفريقية، وهي الأزمات الصحية وآثارها الاجتماعية والثقافية على شعوب القارة السمراء.
الملتقى الثاني لشباب الباحثين الأنثروبولوجيين حرص خلال انعقاده على أن يكن عنوانه الرئيسي "رؤى أنثروبولوجية للأزمات الصحية بالقارة الإفريقية ما بين التأثير والاستجابة"، إذ تضمن سلسلة من الجلسات النقاشية والمحاضرات التي قدمت رؤى جديدة حول التحديات التي تواجه النظم الصحية في إفريقيا، إضافة إلى الأبعاد الأنثروبولوجية التي تؤثر على التفاعل مع الأزمات الصحية.
ولعل أهم ما ركزت عليه النقاشات خلال فعاليات الملتقى وكانت محور الجلسات هي قضايا ضعف البنية التحتية الصحية، تحديات التوعية الصحية في المجتمعات الريفية الإفريقية، ودور الأنثروبولوجيا في فهم وتحليل السلوكيات الاجتماعية المرتبطة بالصحة العامة لدى شعوب القارة الإفريقية التي تعاني كثيرا من قلة الإمكانيات رغم وفرة الموارد التي تؤهلها أن تصبح في مكان أفضل مما عليه الآن.
الحقيقة أنني كنت أحد أعضاء اللجنة المنظمة للملتقى الثاني لشباب الباحثين الأنثروبولوجيين، باعتباري باحث ماجستير في ذات التخصص، لكن أهم ما لمسته هو طاقة النشاط والحب من كافة أعضاء اللجنة المنظمة ومشرفيها لإنجاح الفعالية، ما يعكس اهتمام العلم والعلماء بالقضايا الإفريقية كافة، باعتبارها الهم والشاغل الأول داخل الكلية، إذ تُطرح باستمرار توصيات عديدة لتطوير الدول والشعوب الإفريقية من خلال التركيز على ثقافتهم، وصولا إلى تطويعها في خدمة المجتمعات المحلية.
خلال الملتقى، كان للدكتور محمد عبد الراضي والدكتور محمد جلال والدكتور محمد مسعد وكافة أعضاء اللجنة المنظمة، أدوارًا بارزة في إنجاح هذه الفعالية وإدارة الجلسات والنقاشات، حيث جرى تقديم رؤى قيمة وثرية بالمناقشات العلمية بخبراتهما العميقة وتوجيهاتهما السديدة، وكان هناك دعما مستمرا من الباحثين الشباب لإيمانهم بقدرتهم على إحداث تغيير ملموس بالمجتمعات الإفريقية.
ومن الجيد أن في ختام الملتقى تم رفع عدة توصيات من شأنها تحسين حياة الشعوب الإفريقية، فقد أشار العديد من المشاركين إلى أهمية الملتقى، ليس فقط من حيث تعزيز البحث العلمي، بل أيضًا كفرصة لتبادل الأفكار وطرح حلول مبتكرة لمواجهة التحديات الصحية التي تواجه القارة الإفريقي، لتكون خطوة إيجابية نحو بناء مجتمع بحثي شبابي يسعى لحلول عملية ومستدامة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة