صورة لطفلتين تتوسدان أيديهما وهما راقدتان ، تضمان ساقيهما على صدرهما بسبب الصقيع، فوقهما سقف مكون من القماش الرديء المسنود بأخشاب وتحتهما بؤر مياه.. المشهد حقيقي دون مبالغة كفيل بتأنيبك وإزعاجك وشعورك بالتقصير والحزن في آن واحد.
الطفلتان فلسطينيتان تنامان تحت الأمطار ووسط الصقيع دون غطاء ولصحة القول دون أي مقومات بدائية للحياة والعيش، فوقهم أمطار وتحتهم أرض متغذية بمياه الأمطار، تنامان هربا من عدوان الكيان الصهيوني الغاشم، هربا من القصف الجوي، وهربا من رصاصات المتحل الجائر، هربا من دباباته المعتدية وعساكره الظالمة.
المشهد حقا مليء بالأشجان والهموم والأحزان والضعف والهوان، مليء بباقات الألم والأوجاع، هو مشهد مستكملا لحلقات المشاهد المأساوية لأطفال غزة، ففي مشهد تري رجال الإنقاذ في فلسطين يخرجون طفلا من تحت الأنقاض تناثرت أجزاء منه، و في مشهد آخر تحمل سيارات الإسعاف أطفالا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ومشهد لآخر لا يجد إلا الصراخ والعويل للتعبير عن أوجاعه وآلامه.
أطفال غزة يضعون المجتمع الدولي أمام المسئولية، فالإحصائيات الرسمية الصادرة عن فلسطين تكشف للجميع حجم تخطي سقوط الضحايا من أطفال غزة ل10 آلاف وهو رقم كفيل بجلب الحزن والخراب لكوكب الأرض.
ورغم كل السواد القاتم والظلم الداكن، إلا أن هناك جهود تؤكد أن هناك من تمتلأ قلوبهم بالإنسانية، ومازالوا يدركون مسئولياتهم الاجتماعية والإنسانية إزاء الشعب الفلسطيني.
مؤخرا وتحديدا من 30 يوما، أطلق النائب حازم الجندى عضو مجلس الشيوخ ومساعد رئيس حزب الوفد، مبادرة إنسانية لإنقاذ أطفال غزة، حملت عنوان "صرخة طفل" أكد خلالها أن أطفال غزة أكثر من تأذي من العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، نظرا لتعرضهم للقصف اليومي الذي بدأ منذ أكتوبر الماضي، داعيا المجتمع الدولي للتحرك وتقديم الدعم إلى أطفال غزة، موضحا أنه قبل الحرب كانت التقارير تشير إلى أن ثلث أطفال غزة كانوا بحاجة بالفعل إلى الدعم في مجال الصدمة المتصلة بالنزاع، ومع اندلاع العدوان الإسرائيلي الغاشم وما تعرض له الأطفال من أهوال بسبب فقدان أسرهم أو إصاباتهم بإصابات بالغة تؤثر على مستقبلهم وفقدان شعورهم بالأمان بعد فقدان بيوتهم وذويهم و تحويلهم إلى لاجئين يعانون من الجوع والعطش والحصار وغياب الخدمات الأساسية، أصبح هؤلاء الأطفال في حاجة إلى مزيد من الدعم النفسي – الاجتماعي إلى جانب المساعدات الإنسانية وتوفير مياه الشرب المأمونة والخدمات الصحية.
وتضمنت أيضا مبادرة النائب حازم الجندي السياق العام الذي يجب أن تسير فيه، قائلا:" أول خطوة لدعم أطفال غزة هو خلق رأي عام مؤيد لوقف العدوان الإسرائيلي نهائيا، حتي تعود الحياة إلى طبيعتها، ويتمتع هؤلاء الأطفال بالحياة العادية التي يستحقها كل طفل في العالم، كما وردت في اتفاقية حقوق الطفل التي تنص على أن تتعهد الدول الأطراف بأن تحترم قواعد القانون الإنساني الدولي المنطبقة عليها في المنازعات المسلحة وذات الصلة بالطفل وأن تضمن احترام هذه القواعد، وأن تحمي الدول السكان المدنيين في المنازعات المسلحة، لكي تضمن حماية ورعاية الأطفال المتأثرين بنزاع مسلح.
المبادرة راقية وهدفها سام تحتاج جهودا لتفعيلها، واتصالات داخلية وخارجية، وهو ما يتطلب من النائب حازم الجندي الإمساك بزمام المبادرة وتفعيلها علي أرض الواقع لأن مثل هذه الأعمال تدخل تحت إطار "وأما ما يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة