استمرارا لأزمة إضرابات قطاع الصحة فى إنجلترا، كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن رئيس الوزراء البريطانى، ريشى سوناك متهم شخصيا بعرقلة صفقة لإنهاء إضرابات الأطباء فى إنجلترا على الرغم من تحذيرات وزارة الصحة وهيئة الخدمات الصحية الوطنية فى إنجلترا من أن قوائم الانتظار ستستمر فى الارتفاع ما لم يتم حل المشكلة المتعلقة بزيادة الأجور.
وعلى مدار أكثر من عامين، استمرت إضرابات قطاع الصحة فى بريطانيا، بالإضافة إلى إضرابات فى مختلف القطاعات للضغط على الحكومة من أجل رفع الأجور.
وقالت مصادر لصحيفة "الجارديان" إنها وضحت لرئيس الوزراء "بكثافة وبشكل متكرر" أنه لن يكون هناك تقدم فى تعهده بخفض قوائم الانتظار الخاصة بهيئة الخدمات الصحية الوطنية حتى يتم التوصل إلى اتفاق. واعتبرت المصادر أن عدم الوفاء بهذا التعهد الأساسى سيلقى بظلاله على حظوظ المحافظين فى الانتخابات البريطانية المقبلة المتوقعة فى أكتوبر المقبل.
وقال أحد المسئولين، إن سوناك كان "عائقًا" أمام التقدم خلال المحادثات مع كل من الاستشاريين والأطباء المبتدئين فى نهاية العام الماضى بسبب مخاوف من أن يؤدى العرض الأكثر سخاءً إلى دعوات لصفقات أجور أعلى عبر الخدمة الصحية، لا سيما بالنسبة للأطباء والممرضين.
ونظم الأطباء المبتدئون سلسلة من الإضرابات بعد انهيار المحادثات بين الجمعية الطبية البريطانية ووزارة الصحة والرعاية الاجتماعية، حيث قالت نقابة الأطباء أن الحكومة لم تتمكن من تقديم عرض ذى مصداقية.
وفى الوقت نفسه، رفض الاستشاريون عرض الأجور الأخير الذى قدمته الحكومة بفارق ضئيل الشهر الماضى، وحثوا الوزراء على تحسين الصفقة المعروضة. وتتواصل المحادثات بين الجمعية الطبية البريطانية والوزراء.
وقالت مصادر لصحيفة "الجارديان" إن سوناك تم تحذيره من أن الحكومة لن تلبى هدف خفض قوائم الانتظار خلال كل اجتماع تقريبًا عقده مع هيئة الصحة الوطنية البريطانية والنقابات.
وأطلعت الصحيفة على مستندات تحمل عنوان "رسمية حساسة " والتى تم إرسالها إلى مجلس الوزراء، حذرت من أنه "فى جميع السيناريوهات، إذا استمر الإضراب الصناعى، فلن تنخفض قوائم الانتظار".
واعترف سوناك يوم الاثنين بأنه فشل فى الوفاء بوعده بتقليص قوائم الانتظار، وهو أحد الالتزامات الخمسة الرئيسية التى تعهد بها عند توليه منصبه والتى قال أنه سيتم الحكم على كفاءته على أساسها. لقد ساء الوضع فى إنجلترا بالفعل، على حد تعبير الصحيفة.
وكانت شهد قطاع الصحة الشهر الماضى فى مستهل العام الجديد، أطول إضراب فى تاريخ الخدمة الصحية منذ تأسيسها فى عام 1948، حيث أضرب الأطباء للمرة التاسعة ولكن استمر إضرابهم لمدة 6 أيام.
ومع عدم وجود نهاية فى الأفق للنزاع بين الحكومة والأطباء المبتدئين، الذين يشكلون حوالى نصف القوى العاملة الطبية، ورفض الأطباء استبعاد المزيد من الإضرابات، قال أطباء الأورام وقادة السرطان لصحيفة "الجارديان" أن الجمود يقلل بلا داع من فرص بقاء المرضى على قيد الحياة.
وأصبح أطباء الأورام والسرطان يشعرون بالقلق والإحباط بشكل متزايد إزاء التأثير المدمر الناتج عن إضرابات هيئة الخدمات الصحية البريطانية الوطنية على الرعاية والعلاج. وقد تم إلغاء مواعيد وعلاجات وعمليات السرطان لعشرات الآلاف من المرضى منذ بدء الإضرابات قبل حوالى 13 شهرًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة