بنسيم الرحمة، وعبير المغفرة، يهل علينا شهر رمضان حاملاً المودة والخير والبركة، "يطبطب" على قلوبنا، ويزرع فيها السكينة والمودة والمحبة.
ساعات قليلة ويصطف المصلون في صلاة القيام، ويتحرك "المسحراتي" لايقاظ النيام للسحور، حيث روائح الشهر الكريم تهل علينا بالخير والبركة.
"رمضان" فرصة لإعادة ترتيب أوراقك، حاول في الشهر الكريم إغلاق مدن أحقادك واطرق أبواب الرّحمة والمودّة فأرحم القريب وودّ البعيد وأزرع المساحات البيضاء وتخلّص من المساحات السّوداء داخلك.
30 يوم من الخير والبركة، فأعد ترتيب نفسك، ولملم بقاياك المبعثرة، واقترب من أحلامك البعيدة، واكتشف مواطن الخير في داخلك واهزم نفسك الأمّـارة بالسوء.
عظموا شعائر الله في رمضان، وأسعدوا قلوبكم، فصافحوا القلوب وابتسموا لذاتكم، وصالحوا أنفسكم، وأطلقوا أسر أحزانكم، وعلموا همومكم الطيران بعيدًا عنكم.
"رمضان" فرصة للتسامح والود وصلة الأرحام والبعد عن الضغائن، فحاولوا أن تفقدوا ذاكرتكم الحزينة قدر استطاعتكم فلا تتحسسوا طعنات الغدر في ظهوركم، ولا تحصوا عدد هزائمكم معهم، ولا تسجنوا أنفسكم في زنزانة الألم، ولا تجلدوا أنفسكم بسياط الندم، واغفروا للذين خذلوكم، والذين ضيّعوكم، والذين شوّهوكم، والذين قتلوكم، والذين إغتابوكم وأكلوا لحومكم ميتا على غفلة منكم.
قبل أن تغسلوا أياديكم للافطار مع إنطلاق مدفع الإفطار، اغسلوا قلوبكم، وأفسدوا كل محاولاتهم لإفساد صيامكم واحذروا أن تكونوا من أولئك الذين لا ينالهم من صيامهم سوى العطش والجوع.. اللهم تقبل.