تمر الأيام وتمضى السنين وتبقى ذكراهم خالدة خلود الدهر لا تندثر باندثار أجسادهم التى وراه الثرى، فما قدموه من تضحية وفداء دون مقابل أو نظير تجاه هذا الوطن الغالى، يوجب علينا تقديرا وإجلالا لهم أن نحفظ هذه السيرة العطرة التى تركوها لنا لنورثها للأجيال القادمة لتكون درسا لا ينسى فى الحفاظ على الوطن من المتربصين به من أهل الشر.
والدة الشهيد
"وربما جاء يوم نجلس فيه معا لا لكى نتفاخر ونتباهى ولكن لكى نتذكر وندرس ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلا بعد جيل، قصة الكفاح ومشاقه ومرارة الهزيمة وآلامها وحلاوة النصر وآماله"، هكذا قال الرئيس الشهيد البطل محمد أنور السادات واصفا أبطال هذه الأمة العظيمة، ونحن مع كل مناسبة سواء دينية أو اجتماعية، نتذكر فيها دائما أبطالنا الأبرار الذى ضحوا بالغالي والنفيس، وقدموا أرواحهم الزكية ثمنا لأمن مصر وشعبها، ونستعرض خلال شهر رمضان المبارك قصص هؤلاء الأبطال الشهداء، حتى تظل ذكراهم خالدة وشاهدة على ما قدمه أبناء هذا الوطن من تضحيات لا تقدر بثمن من أجل رفعة الوطن واستقراره.
قصتنا اليوم مع الشهيد البطل النقيب محمود أبوالعز، ابن منطقة مصر القديمة، أحبه الجميع من زملائه، فهو عريس السماء، استشهد على يد مجموعة من الخارجين عن القانون فى 5 مارس 2013، قبل زفافه بثلاثة شهور فقط.
الشهيد البطل محمود أبو العز
وقالت والدة الشهيد فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إن ابنها دفع حياته أثناء مطاردة أمنية له مع مجموعة من العناصر الإجرامية الخارجة عن القانون، فى 5 مارس 2013 ، وكان عمره وقتها 22 سنة، مشيرة إلى أن محمود كان أصغر أشقائه، وتوفى والده وهو فى الصف الثانى الابتدائى.
وأضافت أن محمود أبو العز استشهد قبل زواجه بثلاثة أشهر، وكان خاطب ابنة عمه ولكن رصاص الغدر لم يمهله حتى يعيش ليفرح بزفافه، وأنها فخورة بلقب "أم الشهيد".
وأضافت والدة الشهيد، أن نجلها كان يأخذ كمية كبيرة من الأطعمة ويقوم بتوزيعها على الجميع، مضيفة أن الشهيد طيلة فترة حياته وخدمته فى الشرطة لم يستغل منصبه فى يوم الأيام ضد أى شخص، موضحة أن أبنها كانت له طقوس معينة في رمضان معهم، لافتة إلى أنه كان دائما يقوم بجمع الأسرة فى رمضان فى منزل العائلة، مشيرة إلى أنها أصبحت تفتقد هذه الروح بعد رحيل الشهيد، إلا أن ما يصبرها الآن هو أن نجلها نال الشهادة وأنه فى مكانة عالية فى الجنة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة