ونحن فى رمضان الشهر الفضيل الذى يدعو إلى البر والإحسان وصلة الرحم والإحساس بمعاناة الآخرين، وفى ظل ما نعيشه الآن من ارتفاع سقف الطموحات والارتباط بالحياة الافتراضية أكثر من الحياة الواقعية، أتذكر مقولة لأمى رحمها الله تعالى "عيش واقعك كما هو تكسب وتسعد" والتى أعتقد أنه لو تم تطبيقها ومراعاتها فى حياتنا لحلت مشكلات كثيرة فى مجتمعنا، خاصة فيما يتعلق بحالة القلق والخوف من المستقبل، والأخطر الجرى وراء المظاهر والتفاخر والتباهى، بل أقول البحث عن التفاهات بحجة التحضر والرفاهية والتمدن.
نعم علينا أن نعيش واقعنا لا واقعا افتراضيا، نروض أنفسنا عليه، ونقبله كما هو حتى ولو كان كان صعب علينا احتماله وأن نتعاطى معه بأريحية وصبر لأنه قدرنا فى النهاية ولا مفر منه ولا مهرب.
فما أجمل أن يتأقلم الإنسان مع قدره وواقعه لتحل الرضا والقناعة وتقبل الآخر مهما كان الخلاف أو الاختلاف، وهذا لا يأتى – يا عزيزى - إلا بالبحث عن ما يُريحك وما يجعلك أكثر تأقلما مع ظروفك وقتها ستنجوا بنفسك من محرقة الحياة وطواحينها ومن مهلكة الطلبات وجحيمها، وأنا هنا لا أدعوك للخنوخ وعدم السعى والأخذ بالأسباب بقدر دعوتك للرضا بواقعك وبقدراتك وبنصيبك من الدنيا.
فكم منا حلم أو تمنى حياة يعيشها ويعيش حياة مختلفة كل الاختلاف عن ما تمناها، لذا يجب أن لا نبتئس ولا نتألم وعلينا فقد نسعد بواقعنا وبحياتنا مهما كانت ومهما اختلفت عن أمنياتنا وطموحاتنا، فالأعمار بيد الله والأرزاق بيده هو سبحانه وما علينا إلا السعى والأخذ بالأسباب.
وأخيرا.. كم من أقدار تمرد عليها أصحابها ثم اكتشفوا أنها كانت الأنسب لهم، وكم من واقع رفضه صاحبه ثم تبين له مدى قسوته، لذا، علينا أن لا ننسى أنه لو اطلع أحدكم على الغيب لا ختار الواقع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة