قال الدكتور محمد سالم أبو عاصي، أستاذ التفسير وعميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر، إن الله عز وجل لا يحابي أحدًا في سنن الخلق.
وأضاف "أبو عاصي" خلال حواره لبرنامج "أبواب القرآن" المُذاع على قناة "الحياة": "نفترض أن شخصًا عاصيًا يقوم لشغله الصبح بدري يراعي عمله ويتقنه متتبع الأمور وناجح، وأنت سايب شغلك وقاعد تظن أنك تعبد وبعيد ولا تأخذ بعالم الأسباب".
وأشار إلى أن الأخذ بعالم الأسباب ليس به مؤمن وكافر، متابعًا: "مفيش فيه طائع وعاصي الله بس في هذا الكون قانون السببية وقال لك أنت عاوز تأخذ بأي شيء يعني عايز تصل لأي شيء لا بد أن تاخذ بقانون الأسباب ثم هناك استدراج".
وتابع: "الله عز وجل قد يعطي للعاصي الكثير من باب الاستدراج، لكن الأهم هو الوقوف عند قانون السببية، وابن عطاء الله يقول "رب معصية أورثت ذلًا وانكسارًا خير من طاعة أورثت عجبًا واستكبارًا".
وأردف: "هنا هو في الظاهر يقارن بين معصية وبين طاعة لكن هو في الحقيقة يقارن بين معصيتين المعصية الثانية العجب الاستكبار أكبر من المعصية الأولى التي أورثت العبد الذل والانكسار".
كما أشار إلى أن العبد الذليل المنكسر سيكون أقرب إلى الله يوم القيامة وأنينه وبكاءه ووقوفه على باب الليل يجعله قريبًا من ربنا أكثر من العبد المستكبر بعبادته.
وقال أبو عاصي، هناك بعض التيارات المنتمية للجماعات الإسلامية فيها استكبار على عباد الله بالطاعة، مضيفا :"يعني في استكبار أنه هو ملتزم ويقرأ القرآن ويعمل باحكام الله وأنه ملتزم بالسنة، تجد علوًا حتى يمكن على أهله".
وتابع: "هنا التعالي بالظواهر يعني هو ينظر إليك على أنك عاصي وأنك غير ملتزم وهو بهذه الأمور، وهذا ينطبق عليه حديث مسلم اللي هو تنازع عبدان".
وقال أبو عاصي، إن الرزق ليس له علاقة بالطاعة أو المعصية، و"الأهم الأخذ بالأسباب، يعني أفرض إني طائع وأجلس في المسجد ولا أعمل هل يأتيني الرزق؟ لا لا بد أن تأخذ بالأسباب".
وأشار إلى أن ربنا سبحانه وتعالى بنى الكون على قوانين الأسباب والمسببات، متابعًا: "وتبدأ الأسباب تتضاءل إلى أن نصل إلى المسبب الأوحد وهو الله عز وجل".
وتابع: "ربنا قال لك عندما تمرض تذهب للطبيب ولما تمرض تأخذ الدواء، هذه أسباب لكن في النهاية أنت ستصل إلى المسبب الأوحد وهو الله الشافي".
واستكمل: "لا بد أن نأخذ بعالم الأسباب لأنه سنة كونية، واحد عاوز يدخل كلية الطب عاوز تدخل كلية الإعلام لازم تذاكر لا بد من أسباب وجودك والنتائج في يد ربنا مش في السبب، فالطبيب مش هو اللي بيشفي ولا الدواء هو الشافي في النهاية ده سبب والذي يشفي في النهاية هو الله عز وجل".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة