مصطفى عبد التواب

كوميديا الإيفيه.. الضحك مش بالعافية

الجمعة، 29 مارس 2024 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الكوميديا مدارس، منها ما يعتمد على الموقف فيضحك الجمهور بينما يبكى البطل، ومنها ما يعتمد على "الإيفيه"، عبارة ساخرة يلقيها البطل فيضحك الجمهور، أو لا يضحك، وهنا تكمن أزمة الأعمال الكوميدية على مدار السنوات الماضية، حيث ذهب الغالبية العظمى من نجوم الكوميديا إلى استسهال كوميديا الإيفية، ومن استسهال إلى آخر بات نجوم الكوميديا يعيدون إنتاج إيفيهات السوشيال ميديا ويقدمونها للجمهور فى قوالب فنية "سينما وتليفزيون".

تنتج منصات التواصل الاجتماعى، كوميديا لحظية تشتبك مع الأحداث اليومية والتريندات اليومية، لكنها لا تعش لما أبعد من الحدث أو الإيفيه، أو للدقة لا ينجو منها لما بعد الحدث الذى ولدت فيه إلا القليل، وحتى هذا القليل لا يحدث الضجة نفسها عندما يعاد بعيدا عن الموقف الأصلى الذى رسم فيه الضحكة للمرة الأولى على وجه الجمهور، وهو الأمر الذى لا ينتبه له صناع الكوميديا ويعيدون الخطأ ذاته مرات ومرات، دون الانتباه إلى أن الجمهور أقرب إلى أن يقول لهم "سينما أونطة عايزين فلوسنا" كما جرت العادة قديمًا.

بحر الضحكة فى مصر لا ينضب، فالمصريون لا يكفون عن السخرية، حتى فى أحلك الظروف، وهو ما يصعب مهمة الكوميديان، وكتاب الأعمال الكوميدية، أن تتوجه بعمل ليضحك جمهورهم بالأصل لا يكفون عن الضحك حتى فى أصعب ظروفهم يخلقون النكات ليضحكون على همومهم لتخفيفها، الأمر الذى يحتاج إلى أعمال كوميدية تخلص للضحكة حتى تنجح فى أضحاك الجمهور المتلقى، وفى الإخلاص للضحك مكمن السر، فالكوميديان لا يجب أن يتورط فى خطابة أو رسائل مباشرة، أو حتى معالجة قضايا، هذا ليس دوره، وأن أخذ هذا الدور على عاتقه، يجب أن يعرف جيدًا أن الأصل هو الإخلاص للضحكة، وأن القضية التى دسها وسط العمل الكوميدى باتت حملًا يزيد من صعوبة مهمته.


وختامًا، تعمدت ألا أذكر أى مثال فى هذه السطور، بالإشادة أو النقد، لغرض واحد، هو أن خطأ استسهال كوميديا الإيفيه وعدم بذل جهد من أجل كوميديا الموقف، بات فخًا متكررًا ينجو منه النجم اليوم، ويقع فيه غدًا، وهو ما يحتاج نظرة من جميع المخلصين لاستمرار الكوميديا المصرية فى مكانتها التى تسلموها انتقالًا من أجيال نجيب الريحانى، على الكسار، وإسماعيل يس، وعبد السلام النابلسى، وفؤاد المهندس، وصولًا إلى علاء ولى الدين ومحمد هنيدى وأحمد حلمى، مرورًا بنجاح الموجى، وغيرهم من الأسماء التى تحتاج ملفًا كاملًا وصفحات جريدة كاملة لنوفيهم حقهم.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة