بينما تحتفل مصر بالذكرى الـ42 لتحرير سيناء، تتواصل المواجهة مع إسرائيل على كل الجبهات، حيث تواصل مصر دعمها للقضية الفلسطينية والفلسطينيين فى غزة، الذين يواجهون حرب إبادة متواصلة لأكثر من 200 يوم.
وعلى مدار الشهور الماضية، تقف مصر فى مواجهة العدوان الذى تشنه دولة الاحتلال، ضد سكان غزة من المدنيين، وتواصل قتل الأطفال والنساء والشيوخ، فى واحدة من أكثر الجرائم عنفا ودموية، ولا تكتفى إسرائيل بالعدوان لكنها تواصل الأكاذيب ضد مصر وتحاول تصفية القضية الفلسطينية أو تهجير سكان غزة، لكنها واجهت خطوط مصر الحمراء.
حرر المصريون سيناء على مدى السنوات منذ الخمسينيات من القرن العشرين وحتى العبور فى 6 أكتوبر 1973، بدماء وأرواح أبنائها الذين استعادوها بالقتال حربا وسلما، وظلت سيناء طوال هذه العقود سؤالا وإجابة، وخطا أحمر فى مواجهة تحديات الأمن القومى والتنمية، وظلت سيناء عصية على الإرهاب بفضل أبنائنا من القوات المسلحة والشرطة وأبناء سيناء، الذين تصدوا يدا بيد مع الدولة، وقام اتحاد قبائل سيناء بدور تاريخى يمثل استمرارا لكفاح أهالينا فى سيناء على مدى العصور.
عادت سيناء إلى واجهة الأحداث بمناسبة خطوط مصر الحمراء فى غزة عندما تسربت مخططات العدو الخبيثة لتطبيق مخططات سابقة وإحيائها للضغط على الفلسطينيين ليتركوا أرضهم إلى سيناء، وهو ما تصدت له الدولة المصرية وأعلنت أن سيناء وكل شبر من أرض مصر خط أحمر، وأن مصر قادرة على حماية أمنها القومى، فضلا عن التزامها بدعم وحماية الفلسطينيين ومواجهة العدوان على كل الجبهات السياسية والدبلوماسية والدولية.
منذ بداية العدوان على غزة، عادت سيناء إلى الواجهة، وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، خطوط مصر الحمراء، ورفض مصر لتصفية القضية الفلسطينية عموما، أو على حساب مصر، كان الرئيس يحسم ويقطع الطريق على خيوط وتصريحات وخطط من سنوات تدفع للضغط على سكان غزة، وتهجيرهم إلى سيناء، وهو ما تصدت له الدولة المصرية، حيث تم التأكيد على ثوابت مصر فى كون القضية الفلسطينية هى قضية القضايا، وأن مصر لا تتخلى عن فلسطين وحق الشعب فى أرضه ودولته المستقلة وعاصمتها القدس.
والواقع أن ما واجهته مصر، وسيناء من إرهاب، ودعايات كاذبة، يشير إلى أن الأمر لم يكن بعيدا عن مخططات التلاعب، التى أحبطتها مصر، بينما استمرت الدولة والرئيس السيسى فى مخططات تنمية سيناء، بما يكشف كيف كانت الدولة منتبهة إلى الأمر، وعلى مدى سنوات كانت مخططات التنمية تضع سيناء فى القلب، حلم التنمية المصرى، والأمن القومى والجغرافيا والتاريخ، وأن سيناء يجب أن يتم تعميرها، وتنميتها وبناء مجتمعات لا تترك فراغات.
تبنت الدولة منذ عام 2014 الخطة الوطنية لتنمية شبه جزيرة سيناء، لوضعها على مسار التنمية الحقيقية، وتغيير وجه الحياة بمشروعات كبيرة واستثمارات أكثر من 600 مليار جنيه خلال 9 سنوات، باعتبار سيناء أرضا مصرية دفع فيها المصريون دما، وأنهم يتصدون لكل مخططات تستهدف تهجير سكان غزة، ومنها أكاذيب الاحتلال الإسرائيلى الذى يصر مثل أى مجرم على الإنكار، وهو يمارس أكثر الجرائم عنفا ودموية، وأبرز ما يقدمه العدوان خلال أكثر من 200 يوم بجانب الإبادة هو الكذب، كذب الاحتلال قبل ذلك أمام محكمة العدل الدولية وفى مواجهة اتهامات دامغة بالإبادة الجماعية، حيث زعم محامو الاحتلال أن مصر تغلق معبر رفح، بينما كل الأدلة والفيديوهات والصور تؤكد أن مصر تسعى لإدخال المساعدات، وأن الاحتلال هو من يعرقل دخولها، بجانب مزاعم أن مصر تعمل على إدخال السلاح إلى غزة، بينما التقارير الإسرائيلية والأمريكية تكشف عن تورط قيادات بالجيش الإسرائيلى فى تهريب وبيع السلاح إلى الفلسطينيين.
وآخر الأكاذيب ما نشرته إحدى الصحف الأمريكية الكبرى، بادعاء أن مصر قد تداولت مع الجانب الإسرائيلى حول خططه للاجتياح المزمع لرفح، وهو ما ردت عليه مصر ورئيس هيئة الاستعلامات ضياء رشوان، مؤكدا أن الموقف المصرى الثابت والمعلن عدة مرات من القيادة السياسية، بالرفض التام لهذا الاجتياح الذى سيؤدى إلى مذابح وخسائر بشرية فادحة وتدمير واسع، تضاف إلى ما عانى منه الشعب الفلسطينى الشقيق فى قطاع غزة، موضحا أن تحذيرات مصر المتكررة قد وصلت - من كل القنوات - للجانب الإسرائيلى، منذ طرحه فكرة تنفيذ عملية عسكرية فى رفح، وأن مصر ودول العالم ومؤسساته الأممية تقف ضد الاجتياح، بل وحتى الولايات المتحدة حذرت من اجتياح يخلف مجازر، ولم تتوقف الدولة المصرية عن بذل كل جهد للتوصل إلى وقف إطلاق النار وتبادل والمحتجزين، والسعى لدخول المساعدات لسكان غزة بالقدر الكافى، ولكل مناطقها وخاصة الشمالية ومدينة غزة، وإخراج مزيد من الجرحى والمرضى لعلاجهم خارج القطاع الذى انتهت به تقريبا كل الخدمات الصحية.
الشاهد أن مصر فى الذكرى 42 لتحرير سيناء تقف حجر عثرة فى مواجهة العدوان ومخططاته، وتعمل بدقة وشمولية واحترافية لمواجهة العدوان والأكاذيب الإسرائيلية، وتتمسك بخطوطها الحمراء من دون أن تتوقف التنمية فى أرض سيناء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة