نظمت كلية الإعلام جامعة القاهرة حلقة نقاشية تحت عنوان "تجارب إعلامية لدعم أهداف التنمية المستدامة 2)، برئاسة الدكتور عادل عبد الغفار، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، والدكتور عادل فهمي معقبا، والدكتور شريف نافع مقررا للحلقة النقاشية.
وخلال مفتتح لحلقة النقاشية، تحدث الدكتور عادل عبد الغفار عن أن التحول نحو تفعيل جهود التنمية المستدامة يلزمه التنسيق بين المؤسسات والوزارات والجامعات المختلفة والمجتمع المدني لتكثيف وتوجيه الجهود نحو حماية البيئة.
وتضمنت الحلقة النقاشية طرح المناقشة حول عدد من الموضوعات والقضايا الفرعية، ومنها : المؤثرون ودعم أهداف التنمية المستدامة: قصص نجاح، خارطة طريق الاستدامة بجامعة القاهرة، السوشيو دراما والوعي البيئي، ”آليات تفعيل Literacy Ecomedia بصناعة الإعلام تدريسا وممارسة، تجارب مصرية في دعم التنمية المستدامة، التحديات والفرص في مجال التنمية المستدامة وآثارها على البيئة والمجتمع.
في هذا السياق، أكدت د هبة السمرى، عميدة كلية الإعلام جامعة النهضة، على أن المؤثر هو صانع المحتوى الذى يمتلك ملايين من المتابعين، منهم متخصصون ونشطاء و قادة فكر، كما يوجد أيضًا أشخاص مؤثرين مفترضين كشخصية ابلة فاهيتا، يُضاف إليهم مؤثرون غير حقيقين اشتروا الشهرة من شركات معروفة.
وأوضحت "السمري" أن من سمات هؤلاء المؤثرين إنهم يستخدمون لغة بسيطة ولديهم إبداع قادر على جذب الجميع إليهم، ومع إعادة تقييم نظرية الرصاصة زاد التأثير أكثر وأكثر.
وعقب ذلك، استكملت الدكتورة سهير رمضان مدير مكتب الاستدامة بجامعة القاهرة والوكيل السابق لكلية العلوم لشؤون البيئة وخدمة المجتمع، موضحة بأن بناء المستقبل يحتاج إلى تعزيز من أجل شبابنا ولكن الجهوظ نحو وضع خارطة طريق لتنفيذ رؤى الاستدامة حتى نستطيع بناء جيل المستقبل، موضحة بأن الكثير من الجامعات كانت مهتمة بخارطة طريق الاستدامة، كما استطاعت جامعة القاهرة تحقيق مرتبة عالية، بالإضافة إلى تنفيذ عدة محاور لتحقيق ذلك لجعل جامعة القاهرة افضل جامعة صديقة للبيئة، وفازت كلية الصيدلة بالمركز الأول.
وأشار دكتور عمر غالي، رئيس مجلس إدارة المركز المصري للبصمة الكربونية، إلى اهتمام جامعة القاهرة وكلياتها بالاطلاع على التقارير الدورية الخاصة بتقليل البصمة الكربونية، موضحًا أن تعداد مصر عام 2050 سيكون تقريبا 160 مليون، ومن ثم فكل جهود تتم الآن تخدم المستقبل والأجيال القادمة، من خلال أجندة التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030 التي يتم ترجمتها فعليًا من خلال المشروعات والمبادرات، ومن أهم تجارب مصر في دعم التنمية المستدامة مشروع تكافل وكرامة لدعم الأسر المصرية بالتركيز على النساء المعيلات، ومشروع حياة كريمة للإطعام والتعليم والتمكين والصحة، واللذان يترجمان الهدف الأول من أهداف رؤية مصر 2030 وهو الارتقاء بجودة حياة المواطن وتحسين مستوى معيشته.
واستطرد "غالي" بأن الهدف الثاني الخاص بالعدالة والاندماج المجتمعي فيتم تحقيقه من خلال مشروع تحويشة، الذي يستهدف تنمية الأسرة المصرية وشئون المرأة المصرية في القرية الريفية، موضحا بأن مصر انشأت كثير من المشاريع والمبادرات لتحقيق باقي الأهداف مثل مبادرة تحويل السيارات للغاز الطبيعي كأحد المشروعات التي تستهدف تحقيق الهدف الثالث الخاص بتحقيق اقتصاد تنافسي ومتنوع، كما أنشأت مصر محطة بحر البقر على مساحة 155 فدان لانتاج 2 مليار متر مكعب من المياه، واستخدامها لاستصلاح أكثر من مليون فدان، مؤكدًا أن هذه المبادرات تتفق مع مبادرات الأمم المتحدة للقضاء على الفقر والجوع والارتقاء بجودة التعليم والمساواة بيم الجنسين.
فيما ركزت كلمة الدكتور سارة فوزي، المدرس بقسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، على آليات تفعيل Ecomedia Literacy بصناعة الإعلام تدريسًا وممارسة، وهو المصطلح الذي بدأ منذ عام 2009، ثم دخل لاحقًا إلى مجال الإعلام للاهتمام بنشر الثقافة والتربية الإعلامية حول البيئة، مشيرةً إلى أن هناك عدة مبادرات في صناعة الإعلام والسينما والتي تستهدف الحد من التغيرات البيئية والمناخية الضارة، كما أن هناك مبادرات من عدة شركات إعلامية للتعهد بالالتزام بتقليل الانبعاثات الكربونية، ومبادرة أخرى تقوم على العمل على استخدام الخلايا الشمسية في صناعة المعدات والكاميرات والميكروفونات المستخدمة في استديوهات الإعلام.
واشارت "فوزي" إلى أن صناعة السينما العالمية تشهد حاليا اتجاها يعرف ب Green film making، الذي يقوم على الاستعانة بالذكاء الاصطناعي لتصميم مشاهد الحركة التي تتضمن الإنفجارات المسببة للانبعاثات الكربونية بدلًا من تنفيذها فعليًا على أرض الواقع والذي يسبب بدوره مشكلات كثيرة للبيئة، مضيفةً أن هناك أزمة كبيرة في المؤسسات الإعلامية وهي توظيف محررين وإعلاميين لا يمتلكون المهارات والوعي والثقافة البيئية اللازمة مما يؤدي إلى انتشار مفاهيم ومعلومات مغلوطة، مشيرة إلى وجود عدة توصيات مهمة منها، السعي نحو توطين مصطلح Ecomedia Literacy في مصر ومؤسساتها الإعلامية والأكاديمية وهي: إعداد وتأهيل المحررين والصحفيين والإعلاميين في المؤسسات الصحفية والإعلامية المختلفة وتربيتهم بيئيًا، بجانب الاهتمام بصناعة ودعم مؤثرين في البيئة، وتخصيص دبلومات مهنية متخصصة أكاديميًا في مجال البيئة والإعلام البيئي، وصناعة عمل درامي واحد على الأقل تقوم فكرته بسكل أساسي على البيئة ونشر الثقافة البيئية، وأهمية تدريس مقررات عن البيئة في المدارس الابتدائية لتربية طفل لديه الوعي والمهارات ليكون فاعلًا في مجال البيئة والعمل المناخي، وأخيرًا أهمية توجيه كلية الإعلام جهودها نحو تحويل استديوهاتها ومعاملها لتكون صديقة للبيئة.
وخلال كلمته، قال المهندس أدهم المهدي، الخبير في مجال التنمية المستدامة، أن المجتمع المصري في حاجة إلى وجود تشريع قوي في مجال التنمية المستدامة وأكد على أهمية تطبييقه، بالإضافة إلى الحاجة إلى تسويق للمشاريع المختلفة التي تخدم البيئة، وتمويلها .
وأوضح " المهدي" أهمية مشروع كمشروع الاستفادة من غاز ثاني أكسيد الكربون الصادر من الصناعات المختلفة، وتحويله لغازات جديدة، لكن تكمن المشكلة في التمويل، منوها إلى أن هذا المشروع يحتاج نصف مليار دولار استثمار، منوها إلى أن الأمر يحتاج تشريع قوي يلزم بالاستثمار في هذه المشروعات.
وعقب "المهدي" أنه بعد الاحساس بخطورة التغيرات المناخية في المجتمع، أصبح هناك دعم للمشروعات التي تخدم البيئة، وأصبح هناك اتجاه في العالم بأكمله لتقليل انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون.
وأكد " المهدي" على أهمية دور الإعلام، فينبغي أن يعلم الناس في المجتمع أهمية الحفاظ على البيئة، لكي يمكن التمكن من تغيير سلوكياتهم.
وأوضح " المهدي" وجود نماذج عملي يتم تطبيقه في الصناعات لتقليل انبعاث الغازات الضارة، كغاز ثاني أكسيد الكربون، كتصنيع أسمنت يستهلك كربون أقل، واستخدامه في المحارة فقط، وتوعية الجمهور بذلك
وأكد " المهدي" على سعي مؤسسته لتقليل المخلفات الكربونية، وأن هذا التوجه ساهم في توفير ١٤٥ فرصة عمل.
أكد علي عبده، المؤثر بمجال المناخ والتنمية المستدامة، ومؤسس The ride to 2030، أن الرحلة إلى 2030، هي مبادرة تستهدف الأفراد وتوعيتهم بمفهوم التنمية المستدامة، للتمكن من تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأوضح " عبده" نموذج تم تطبيقه من المبادرة، وهي رحلة إلى مؤتمر المناخ، بواسطة موتوسيكل كهربي، بالإضافة إلى رحلة من مصر للإمارات، كما أكد على مشاركتهم في مؤتمر cop29 بأذربيجان، وأوضح أن هذه المبادرة هدفها استخدام وسيلة نقل قليلة الانبعاثات، وذلك لتشجيع الناس على استخدام وسائل نقل صديقة للبيئة، وأوضح أن مبادرته تسعى لزيارة الجامعات والمدارس، وعقد اللقاءات، لتوعية الفرد بدوره والترويج لذلك.
وأكد "عبده" أنه يسعى من خلال مبادرته لتوضيح التحديات في الأماكن التي يتم زيارتها، وتحديد الفرص في هذه الأماكن التي تمكن من مواجهة التحديات، مشيرا إلى أن مبادرته عملت مع الحكومة المصرية ومعظم الوزارات، ولكنها تسعى إلى التنسيق مع وزارة التعليم العالي، كما عملوا مع جامعة الدول العربية، ومنظمة اليونيسكو.
وأوضح أن الجمهور الأساسي للمبادرة هم الشباب، لأنهم أكثر فئة متضررة من تغير المناخ، وأكثر فئة لديها قدرة على تقديم حلول لمواجهة تغيرات المناخ.
وفي نهاية الجلسة، عرض الدكتور شريف نافع، المدرس بقسم الصحافة، مجموعة من التوصيات، التي خرجت بها مداخلات المنحدثين خلال الحلقة النقاشية منها، استثمار كافة الفرص لخدمة اهداف التنمية المستدامة، تحديد تشريعات أكثر ملاءمة، تضمين مناهج التنمية المستدامة، تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص والمجتمع المدنى، تبني جامعة القاهرة مزيد من الاهتمام بطلابها و تثقيفهم بالتنمية المستدامة، توعية العاملين فى الشركات البيئية بأهمية التعرف على المنتجات والخامات الصديقة للبيئة
الجدير بالذكر، أن المؤتمر الدولي الـ 29 لكلية الإعلام جامعة القاهرة يُقام يومي 8 و9 مايو 2024، بمقر الكلية، بعنوان "الإعلام والتحول نحو الاقتصاد الأخضر في ضوء التغيرات البيئية والمناخية"، وذلك برعاية الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس الجامعة، وبإشراف الدكتورة ثريا البدوي، عميد الكلية ورئيس المؤتمر، والدكتورة وسام نصر، وكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث وأمين عام المؤتمر، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والخبراء والممارسين للمجال الإعلامي، وبرعاية وزارة التضامن الاجتماعي، وبنك ناصر الاجتماعي، و"الرابطة الدولية لأبحاث الإعلام والاتصال" International Association for Media and Communication Research (IAMCR)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة