انتصر المسلمون في مثل هذا اليوم بقيادة خالد بن الوليد على جيش الفرس في معركة الولجة عام 633، والتي تعد من أطول وأشرس المعارك التي خاضها المسلمون بسبب زيادة أعداد الجيش الآخر، وقد وقعت في بلاد الرافدين يوم 2 مايو 633 ميلادية، بين جيش المسلمين والإمبراطورية الفارسية وحلفائها من العرب المسيحيين وكانت قوات الفرس ضعف قوات المسلمين، وهزم خالد بن الوليد القوات الفارسية رغم تفوقها العددي.
وحسب ما جاء في كتاب عصر الخلفاء الراشدين: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثالث) لـ محمد أسعد طلس: بعد أن أتم خالد ترتيب أموره عقب فتح المذار بعث إليه أردشير بقائدٍ قوي الشكيمة يُدعى "أندرزغر"، ثم ألحق به القائد "بهمن جاذويه"، فسار "أندرزغر" حتى أتى كسكر، ثم سار نحو الولجة، وسار بهمن في طريقٍ آخر وسط السواد، ولما بلغ خالدًا قدوم هذين الجيشَين عليه نادى المسلمين أن يتأهَّبوا ويحذروا ويتركوا الغفلة والاعتزاز، حتى إذا بلغ بهم "الولجة" تلقاه "أندرزغر"، فاقتتلوا أشد قتال حتى ظن الفريقان أن الصبر قد فرغ، ثم إن الله ثبَّت جنده وأعانهم، فغلبوا الفُرس وهزموهم وتفرَّقَت جموعهم، وانهزم أندرزغر يهيم على وجهه والقوم من ورائه حتى مات عطشًا، والمسلمون يتبعون الفرس وخالد يحثهم على اتَّباعهم، ويقول للعرب مُرغِّبًا إياهم ببلاد العجم، ومُزهِّدًا إياهم ببلاد العرب، فكان مما قاله: "ألا ترون إلى الطعام كرفغ التراب، وبالله لو لم يلزمنا الجهاد في الله والدعاء إلى الله عز وجل ولم يُكتب إلا للمعاش لكان الرأي أن نقارع على هذا الريف، حتى نكون أولى به، ونولي الجوع والإقلال من تولاه ممن اثَّاقل عما أنتم عليه". حتى كتب الله النصر للعرب، وفُتحت "بلاد الولجة"، وسار خالد بالفلاحين سيرته بهم في المذار فلم يقتلهم بل أبقاهم في أرضهم بعد أن أخذ الجزية، ولم يسبِ إلا ذراري المقاتلة ومن أعانهم من عرب بكر بن وائل الذين انضموا إليهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة