نحو أربعة ملياراتٍ أو يزيد أَحيوا مُناسبتَهم أمسِ، ربّما من فَرط الاعتياد صار «عيد العُمّال» يومًا روتينيًّا لا يسترعى انتباه المعنيِّين به بالجدّية الواجبة، وحَسبُهم منه أن يغتبطَ العامل بالراحة، ويتأسَّى صاحبُ العمل على يومٍ مُهدَرٍ أو أجرٍ إضافى، وما وراء المسألة أكبرُ من الاختزال البسيط؛ ولعلَّه يحملُ شيئًا من روائح الشجارات الأيديولوجية القديمة، بجانب ما يُعبِّر عنه من احتفاء بقيمة الجهد والعَرَق، ومُصالحة المنظومة الاقتصاد على أثمن ما لديها من عناصر الإنتاج؛ ألا وهى القوَّة البشرية التى أخرجت العالم من النُدرة إلى الوَفرة، وكانت وما تزال أهمَّ من التقنية والآلات؛ لا سيّما لناحية أنها ضِلعُ الاستهلاك الذى لا تنتظمُ العلاقة إلَّا لو كان صلبًا مُستقيمَ العُود.
اختلفَ الرأسماليّون والشيوعيّون فى كلِّ شىءٍ تقريبًا، واتّفقوا فى مسألة الأيدى العاملة. كان الاتِّفاق إيجابيًّا حينًا، وسلبيًّا فى أحايين أُخرى. الأوَّلون اعتبروهم وقودًا يتدفَّق فى شرايين الكانتونات الاقتصادية ومراكز الثروات الخاصة، والآخرون أَمَّموهم لصالح الدولة تحت لافتة مجتمع العدل والكفاية، وأن يكون الأخذُ من الكلِّ على قَدر الطاقة والعطاء وفق الحاجة فحسب، الصيغةُ البدائية التى عاشها البشر فى شَطر وجودهم المُبكِّر، منحتهم جميعًا مراكز متساوية، وفضَّلت بينهم بمعيار القوَّة العضلية، والقُدرة على إحراز المُكتسبات وحمايتها، ومع تطوُّر الاجتماع نشأت صورٌ من تكتيل الثروة وحَبسها، فكانت صيغة الإقطاع الزراعى أوَّلَ نُسخةٍ مُختلّة، وعزَّزتها الثورةُ الصناعية عندما أحلَّت المصنعَ بدلاً من الحقل، وضاعفت القُدرةَ على زيادة الإنتاج ومُراكمة فائض القيمة. وبينما أنتج «ماركس» تنظيراته فى بيئةٍ صناعية ناهضة؛ كان تطبيقها الأوَّل فى مجتمعٍ ريعى لم يُغادر رجعيّتَه بعد، ما سمحَ بالجمع بين أسوأ أمراض المجالين: الاستعباد المُتوارَث فى سلالات الإقطاعيين، والاستغلال الذى اختبره الرأسماليِّون فانتفعوا منه وأحبّوه. وعلى سِعة التفاوت الفكرى والثقافى بينهما؛ ما تبدَّلت النظرةُ إلى العمال إلَّا فى نطاق الترضية المعنوية، بينما ظلَّت أُمورُهم الماديّة مشبوكةً ببعضها فى خلفيّة المشهد؛ رغم الاختلاف الظاهر فى أساليب الحياة وحجم المنفعة.
باختصار؛ نظرَ أنصارُ الليبرالية للعُمّال باعتبارهم تِرسًا مُضافًا إلى آلاتهم، فلا تصلُهم المزايا إلَّا بقدر ما يُبقيهم فاعلين فى المنظومة، مثلما هى حاجة المصانع إلى المُتابعة والصيانة الدورية. أمَّا الماركسيون فاعتبروهم جنودًا فى معركة النظرية، وعلى تلك النزعة الرساليّة فإنهم قِدِّيسون يترفَّعون على طبيعتهم البشرية، أو هكذا يجب أن يكونوا، فلا غضاضةَ فى أن يخرجوا جميعًا من قالب واحد، وتذوى فى نفوسهم الشهوةُ العادية وطموحات الترقِّى والرفاهية. وبهذا المنطق يُمكن القول إنَّ فريقًا منح العُمّال والآخر مَنعَهم؛ لكنهما كانا يتّفقان فى جوهر نظرتيهما على أنهم وقودٌ يحترق وينفد فى النهاية، وخلال الرحلة يُغريه طرفٌ بالتعويض المادى الزهيد، ويكتفى مُقابله بأثر الدعاية والشعارات. ولعلَّ اتّفاقهما الضمنى يتبدَّى على أوضح صُوره فى التتبُّع التاريخى ليوم العُمّال نشأةً وتطوُّرًا.
لا أحدَ فى العالم اليوم لا يحتفلُ بالمناسبة؛ إنما ما يزال بعضُ غُلاة الليبرالية يعتبرون الأوَّلَ من مايو يومًا شيوعيًّا «لا سُلطويًّا»، يُعبِّر عن أيديولوجيا جارحةٍ بأكثر ممَّا يحتفى ببشرٍ مجروحين. أمَّا فى الذاكرة فثمَّة مُفارقات؛ لقد بدأ العيدُ من أستراليا قبل 168 سنة تقريبًا، وامتدّ بعدها إلى بيئاتٍ غربية أُخرى؛ كانت أبرزها كندا عندما سنَّت قانونًا باسم الاتحاد التجارى، يحمى العاملين ويمنح تنظيمَهم صفةً قانونية مُعتبرة، وقد حضر أحدَ احتفالاتهم القائدُ العُمَّالى بيتر ماكجواير؛ فأعجبته الفكرة وسعى لنقلها إلى الولايات المُتّحدة، وكانت التجربة الأولى خريفَ العام 1882، وبعدها بعدَّة سنوات وقعت الحادثة التى ستُغيِّر المسار كاملاً. وقتها كانت أوضاع العمالة الأمريكية سيِّئةً ومُشينة، وتُلامس فى أغلب تفاصيلها شروطَ الاستعباد فى مجتمع الإقطاع القديم. اعترض الناشطون فى شيكاغو مطلعَ مايو 1886 فيما عُرف باحتجاجات الثمانى ساعات، طالبين ظروفًا عادلةً ويومًا طبيعيًّا مُقسَّمًا على ثلاثة: العمل والراحة والترفيه، فتحت عليهم الشرطةُ النارَ فى حرم إحدى شركات الحاصلات الزراعية؛ فمات أربعةٌ وتفرَّق الباقون. لكنَّ الحدث أثار حفيظةَ زملائهم وبقيَّة القوى الاجتماعية، فالتقوا صبيحةَ اليوم التالى فى ساحة «هايماركت» ووقع اشتباكٌ مع الأمن، وأُلقِيت قنبلةٌ بين الجموع، والحصيلة مقتل اثنى عشر شخصًا ثمّ إعدام سبعةٍ آخرين فى مُحاكماتٍ على خلفيّة الأحداث. ولم يُفوِّت الماركسيِّون الفُرصةَ فى أوّل نشاطٍ مُعلَن لهم؛ إذ أحيت الاشتراكية الأُمميَّة الذكرى فى باكورة مُؤتمراتها الدولية بباريس 1899، ودعت لتظاهُرةٍ دولية فى العام التالى مع الاعتراف باليوم حدثًا عُمّاليًّا سنويًّا، واعتبارًا من 1904 حفَّزت كلَّ النقابات والمُنظّمات العُمَّالية على مقاطعة أعمالهم فى أوّل مايو واعتباره عُطلةً رسميّة.
كانت واشنطن قد تجاهلت الحادثةَ المُؤسفة فى بادئ الأمر؛ لكنها اصطدمت بجدارٍ أشدّ صلابةً بعد وقتٍ قصير. أضرب العُمّال فى بولمان 1894 واستُدعِى الجيشُ فأراق الدمَ كعادته، وحاول الرئيس جروفر كليفلاند احتواءَ الغضب ومُصالحة الغاضبين؛ فأقرَّ الاحتفال بالمناسبة. وهنا تداخلت الذكرى الأليمة مع الهلع الأيديولوجى، فكان المَخرج أن يبتعد العيدُ الجديد عن حادثة هايماركت وأجوائها، وأن يُتَّخَذ الاثنين الأوَّل من سبتمبر بديلاً عن أوَّل مايو. وبينما بدا أنها توصَّلت لحلٍّ وسيط؛ ظلَّت جراحُ اللوثة الأمنيّة وتوحُّشها مع القاعدة الإنتاجية غائرةً ونازفة، ولم يتوقَّف الاستثمارُ الشيوعى للمسألة بإحياء ذكراها، أو باتِّخاذها مُنطلَقًا للفرز والتصنيف الأخلاقى بين اليسار واليمين؛ ما اضطرَّ الكونجرس عام 1958 إلى اعتبار مطلع مايو يومَ وفاءٍ لضحايا ساحة الاحتجاج فى شيكاغو، وقِيل صراحةً إنهم نَحوا هذا المسار فى ضوء التقدير العالمى للحدث وذكراه؛ لا سيِّما من جانب الاتحاد السوفيتى، وقبلها بثلاثة أعوامٍ كانت الكنيسة الكاثوليكية قد باركته، واعتبرت القديس يوسف النجار؛ بكلِّ قيمته الروحيّة والرمزية فى الاعتقاد المسيحى وإرشاد المسيح ورعايته، شفيعًا للعُمَّال والحِرفيِّين فى أرجاء الأرض.
عيدُ العُمَّال الآن عطلةٌ فى قرابة مائة دولة، بما فيها الولايات المُتّحدة. صحيح أنها تُعطِّل العمل فيه تحت عنوانٍ آخر، وتكتفى بالاحتفال بعُمَّالها فى سبتمبر؛ إلَّا أنه لا يُمكن الفصل بين نظرة الأمريكيين لليوم وتاريخه المُؤسِّس، ولا ما تفرَّع عنه وصار حدثًا دوليًّا مُقدَّرًا لدى البشر جميعًا. ولعلَّ الضبابيةَ الأمريكية بشأنه قد منحته أبعادًا أكثر اتّساعًا، وزَخمًا شعبيًّا ورمزيًّا أكبر وأعمق أثرًا. فقد صار فى العقود الأخيرة يومًا لمُساندة القضايا الإنسانية والأخلاقية العادلة، والاحتجاج السياسى على انحيازات واشنطن ومُمارساتها. ومن نماذجه السابقة التظاهرات الحاشدة دعمًا للمُهاجرين والعُمَّال من دون وثائق، والخروج ضد جورج بوش على خلفيّة حرب العراق الظالمة، واحتلال ساحة وول ستريت الشهيرة اعتراضًا على حال الاقتصاد وانعدام العدالة. وحينما حلَّ أمسٍ بصَخبه الاحتفالىّ الكونى، ومرارته المخزونة فى عُمق الذاكرة الأمريكية، كانت جامعات النخبة على موقفها الراديكالىّ الحاشد ضد العدوان الإسرائيلى فى غزّة، وانحياز إدارة بايدن للصهيونية فى أردأ صُورها وأكثرها وحشيّة؛ كأنَّ الرغبة فى طَمْر الوجيعة القديمة تأبى أن تتحقَّق، وأحفاد القتلى القُدامى يتمرّدون على كَنس الدم فى مجارير النخبة السياسية، ولن يعدموا بالضرورة رافدًا عظيمًا من الأحداث والإجراءات والسلوكيات التى لا تختلف عن عنف هايماركت، ولا تشذّ كثيرًا عن ثابت الانتصار للعُمّال بوصفهم قطاعًا مُهمّشًا ومسحوقًا ومسلوبَ الإرادة والحقوق، وكلّها تنطبق على المدنيِّين الأبرياء فى غزّة؛ وقد نُزِعَت منهم بيوتُهم وأشغالهم، ونُزِعت الحياةُ نفسها.
الجذورُ الأنجلوساكسونية لم تحرِم الشجرةَ من فُروعها الماركسية. يصحُّ فى جانبٍ أن يُنظَر لليوم باعتباره مُحاولةً للاحتواء وتجديد العقود الجائرة؛ قديمًا على شرط الإذعان لشياطين الغرب أو لملائكة الشرق، وحديثًا بنكهةٍ موحَّدة بعدما ذابت الفوارق، وفرضت العولمةُ منطقَ السوق المُنفلتة حتى فى المعاقل الشيوعية العتيدة. إنما لا يُمكن أن تنفى القراءةُ الأيديولوجية ما وراء الحدث من رموزٍ ودلالات، ومعانٍ إنسانية، وإشاراتٍ يكتنزُ بها لجِهة تبادُل الرسائل وتحسين كفاءة الاتصال وتوازُن العلاقات. والمعنى؛ أنَّ الاحتفاء بالمناسبة يتّخذ صيغةً مُضادّة لدلالتها الأساسية؛ ربما بغرض إفساح المجال لأنْ يُقيِّم كلُّ طَرفٍ موقعَه من مُعادلة الإنتاج، باعتدالٍ ودون استلابٍ بمشاعر الخصومة والعداء. فالقيمةُ المركزيّة هنا تتجسَّد فى العمل جوهرًا، والطبيعى أن يُحتَفَى به بمزيدٍ من العمل والمنفعة لطَرفيه؛ لكن رسالة التعطيل أنه مُكافأةٌ معنويّة بمثابة رسالة الشُّكر وفُسحة الترفيه، ومن داخلها يشعرُ صاحب الآلة بقيمة ثروته البشرية، ويكتشفان معًا أنَّ التوقُّفَ المُتّفق عليه يكون مُثمرًا بقدر الاتفاق، وقد يعصف بالطرفين فى حال الشقاق والتنازع.. وفى كلِّ الأحوال، لا غنىً عن اشتباك الدولة مع المُناسبة وأطرافها؛ إذ هى الراعى للاحتفال، والضامن لبيئةِ عملٍ سويّة، وصاحبة سُلطة التنظيم والرقابة والضبط؛ حتى مع احتماء العمال بالنقابات والتجمُّعات المهنية، فإن أصحاب الأعمال ينتظمون فى روابط ومُنتديات ائتلافية ومصلحية؛ والصراعات التى تنشأ بينهما قد تستعصى على التفاوض المُباشر، وتتطلَّب تدخُّلاً وازنًا من جهة الإدارة، إمَّا بمُحفّزات الاستثمار، أو بالمزايا الاجتماعية فى الرعاية الصحية وضرائب الدخل.
محليًّا؛ يعودُ تاريخنا مع الحدث إلى قرنٍ كامل. عندما نظَّم عُمَّال الإسكندرية احتفالاً كبيرًا فى العام 1924، وتضاعفت القيمةُ العملية والرمزية بعد ثورة يوليو، مع اتجاه الدولة إلى تحديث هياكل الاقتصاد، والرهان على التصنيع والإنتاج بدلاً من الاحتباس فى قُمقم الموارد الريعيّة المُتولّدة عن أصولٍ ثابتة كالرقعة الزراعية وقناة السويس. وقد شهدت سنواتُ الستينيَّات ذروةَ الاهتمام بالعمالة، وتضاعَفَ الاستثمارُ الصناعىُّ والمُشتغلون به ونسبته من إجمالى الناتج، ثم اهتزّت القاعدةُ الصلبة بأثر النكسة وأعبائها أوّلاً، ثمّ مع الذهاب إلى الانفتاح منذ أواخر السبعينيات، وقد سادته القِيَم الاستهلاكية وتقدَّمت التجارة والاستيراد والخدمات والتسهيلات على ما عداها من أبواب العمل. ولاحقًا عادت الأمورُ للتحسُّن ببطءٍ منذ مطلع الألفية؛ ثمّ اتَّسعت الخُطى وتزايد الرهان فيما بعد ثورة 30 يونيو، والخروج من فوضى 2011 ومخاطر الرجعيّة الدينية التى أثارها الإخوان؛ فكانت السنواتُ العشرُ الأخيرة أليفةً وحميميّةً مع العُمّال؛ بالاهتمام الإنسانى والمُشاطرة الوجدانية، وبالإجراءات العملية لتحسين المعيشة وظروف العمل، والاجتهاد والدأب الدائمان لتَوسعة القاعدة الإنتاجية؛ بغرض رفع مُعدَّلات التشغيل. وإن كان فى حقوق البشر شىء يتقدَّم على غيره؛ فإنّه الحق فى العمل، ثم تتلوه مسائلُ التقييم والتقويم والتدرُّج الإيجابى الصاعد، وصولاً إلى الصيغة المثالية أو النموذج الطوباوى المأمول.
قوَّة العمل فى مصر حاليًا تتجاوز 31 مليونًا من أصل 105 ملايين مواطن، مع مُعدَّل بطالةٍ يتجاوز 7% بقليل. ما يعنى أنَّ لدينا مُعدَّلاً عاليًا للإعالة، يضغطُ بالضرورة على مداخيل العُمّال ومعيشتهم. وإذا كانت التشوُّهات الهيكلية لسوق العمل موروثةً وبعيدةً فى الزمن؛ فإنَّ مُداواتها على نحوٍ مُستدام وديناميكىّ تتطلَّب مجالاً عريضًا من الزمن والموارد. وقد قطعت الدولة شوطًا واسعا ومحمودًا فى السنين الأخيرة؛ فولَّدت ملايين الوظائف من خلال المشروعات القومية وقاعدة التوسُّع العمرانى، ورفعت الحد الأدنى للأجور سِتَّ مرّات فى سبع سنوات، أحدث زياداتها تُطَبَّقُ على القطاع الخاص خلال مايو الجارى، وصولا إلى 6 آلاف جنيه من مستوى 1200 بالعام 2017. وإلى ذلك؛ فإنَّ برامج نوعيّةً مثل «حياة كريمة» والمُبادرات الرئاسية الصحية تفيدهم وأُسرَهم ضمن المجموع، فضلاً على التدريب والتأهيل المهنى، وتطوير التعليم الفنى، ورفع حدِّ الإعفاء الضريبى، وتنشيط النقابات واتحاد العمال؛ إذ أُجرِيت الانتخابات فى 2018 بعد اثنتى عشرة سنةً تقريبًا من آخر نُسَخِها. حلَّت المُناسبة أمس، ويحتفلُ بها الرئيس اليوم، ويجمعُ العُمَّال إجازتَها مع «شَمِّ النسيم» بعد أيام. وإذا كانت جذورُها التاريخية بعيدةً عنّا؛ فإننا نتشاركُ قيمَها السامية مع العالم شرقًا وغربًا، ونشتغل بعزمٍ على تجربتنا الإصلاحية؛ بما لا يُهمل التنمية، ولا يضعُ الاقتصادىَّ فوق الاجتماعى.. تحيّة لكلِّ عُمَّال العالم فى عيدهم؛ وقبلهم وبعدهم لأبطال مصر وسواعدها العفيَة عند كلِّ ثغرٍ وحقل وموقع إنتاج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة