أكرم القصاص

مصر والعدل الدولية ومواجهة جرائم الاحتلال الإسرائيلى

الثلاثاء، 21 مايو 2024 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لأسباب كثيرة يجب التركيز مع الدعوى التى رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية ضد الاحتلال الإسرائيلى، والاتهامات الموجهة بالإبادة والعنصرية، والتى يمكن أن تمثل خطوة مركزية وديناميكية جديدة فى القضية الفلسطينية، كما لا يمكن الاستهانة بتوقعات إصدار أوامر اعتقال بحق قادة إسرائيليين، من قبل المحكمة الجنائية الدولية، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وهو تحرك يثير غضب الاحتلال وقادته، حتى لو كانوا يحتمون بالولايات المتحدة أو الفيتو، فإن هذه المنظمات مثل العدل الدولية أو الجنائية الدولية، تبدو مناسبة لعالم مختل ونظام دولى عاجز تخترقه الولايات المتحدة وتحمى المجرم بشكل تام.

دعوى جنوب أفريقيا فى بدايتها، لكنه تجذب اهتماما والتفافا عالميا، بجانب أنها يمكن أن تكون جاذبة لمواطنين ومجتمعات فى الولايات المتحدة والغرب، والدول التى تدعم حروب الإبادة المستمرة من شهور، وما سبقها، فهذه الجرائم لا تسقط بالتقادم، وهناك ملايين المواطنين فى العالم اختلفوا مع أنظمتهم وحكوماتهم، وخرجوا ليعلنوا تضامنهم، بعد أن تعرفوا على قضية الشعب الفلسطينى وتاريخه مع استعمار استيطانى عنصرى لا يسمح لمن يحتلهم بالحياة.

وبقدر ما كانت الحرب على غزة كاشفة عن ازدواجية فيما يتعلق بحقوق الإنسان، فهى أيضا قادرة على استقطاب المزيد من البشر ممن يمكنهم الدعم والتحرك لمساندة شعب يتعرض للقتل والإبادة والحصار، فى مخالفة حتى لقواعد الاحتلال، بل إن وزراء إسرائيل يمارسون التحريض، وينكرون حق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم أو التمتع بأى حقوق، وهى تصريحات انطلقت من وزراء الحكومة المتطرفة، التى تخوض حربا بلا أفق، لم تنجح فى منح الأمان للإسرائيليين، الذين يشعرون بقلق وخوف أكثر من السابق ومستقبل مجهول بعد أن أعادهم نتنياهو إلى زمن حرب العصابات الصهيونية بما يلغى عن الكيان أوصاف الدولة، إلى صورة العصابة المجرمة، بجانب أن هذا السلوك غالبا ما يولد ردود أفعال عنيفة تفتح أبواب دوائر العنف، وهى توقعات وتحليلات تسود حتى داخل إسرائيل، ويعلنها متظاهرون يطالبون بإزاحة حكومة نتنياهو التى عجزت قبل 7 أكتوبر عن توقع الاختراقات، ثم عجز رئيس الوزراء عن تنفيذ وعوده بإعادة المحتجزين بالحرب، أو بالاتفاقات.

وبالتالى فإن الخطاب المتطرف والدموى من وزير الأمن القومى إيتمار بن جفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، فى ردهما على وزير الدفاع  يوآف جالانت، وإعلان رفضهم لإقامة دولة فلسطينية، وهو ما من شأنه أن يشعل ردة فعل دموية، وكل هذا يعكسه الانقسام داخل معسكر نتنياهو  واتهام الأخير بعدم امتلاك خطط لما بعد الحرب، وفى نفس الوقت وجود خطوط لحروب أخرى تضاعف من الضغط والشد والتوتر داخل المجتمع الإسرائيلى.

ولعل هذا كله يدعم التوجه إلى محكمة العدل الدولية فى دعوى جنوب أفريقيا التى انضمت لها مصر، وتمثل خطوة جديدة وغير مسبوقة لمواجهة الاحتلال، الذى يعجز عن تقديم أى مبرر للقتل والإبادة والتجويع والحصار.. جنوب أفريقيا سبق وواجهت العنصرية، وناضل أهلها حتى هزموا النظام العنصرى، بما يمنح أملا لأن تكون المواجهة المستمرة والواسع قادرة على جذب مؤيدين فى العالم، بما يعالج القصور فى النظام الدولى للأمم المتحدة ومجلس الأمن.

وبالطبع فإن انضمام مصر إلى دعوى جنوب أفريقيا يمثل خطوة مهمة، لأن مصر هى الدولة الوحيدة التى هزمت إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية فى قضية طابا، وتمتلك الخبرة الأكبر فى التعامل مع إسرائيل حربا وسلما، وهى التى تمتلك قدرات قانونية ومفاتيح متعددة للتعامل مع كيان محتل عاجز بالرغم من كل تسليحه.
الشاهد أن هذا التحرك يستحق الجهد، ويمثل خطوة لمواجهة جرائم الاحتلال الإسرائيلى.

 

p.8









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة