تمر اليوم ذكرى فتح الجيش المصري بقيادة "أحمد المونوكلي" مدينة عكا بعد حصار دام 6 أشهر، إثر إعلان حاكم مصر محمد علي باشا الحرب على والي عكا "عبد الله باشا" بحجة إيوائه 6 آلاف من المصريين الفارين من التجنيد ورفضه إرسال الأخشاب لبناء الأسطول المصري، وعلى اثر ذلك نوضح دور إبراهيم باشا في تلك المعركة.
حسب ما ذكرته بعض الكتب التاريخية: "مكث ابراهيم باشا في بعلبك يراقب الجيش العثماني مخافة ان يعاود الهجوم، لكنه ما لبث أن علم ان عثمان باشا انفذ يطلب المدد من الاستانة، وهذا دليل على ضعفه، ولما كان المدد لا يمكن ان يصل الا بعد شهرين اذا اعجله الباب العالي، فقد اطمأن ابراهيم باشا من هذه الناحية؛ وعاد الى عكا وشدد الحصار عليها من البر والبحر، ثم حمل على المدينة ورمى سورها بالمدافع القوية، وما زال الضرب مستمرا حنى تصدع السور وفتحت فيه تُغرتان كبيرتان واخرى صغيرة، وعندئذ صمم ابراهيم باشا على مهاجمة المدينة بجيشه وحدد للهجوم يوم 27 مايو سنة 1832.
ففي صباح ذلك اليوم حملت الحنود المصرية على الثغرات الثلاثة. فاستولوا على اثنتين منها، وتردد الجنود الذين قصدوا الاستيلاء على الثغرة الثالثة ولقوا مقاومة شديدة، ودار قتال استمر حتى المساء، ودافعت الحامية دفاعا مجيدا، وابدى الفريقان شجاعة كبيرة الى ان عظمت خسائر الحامية، وكلت عن مواصلة الحرب، فطلب عبد الله باشا التسليم وسلم المدينة في مساء ذلك اليوم.
وبذلك اتنهى حصار عكا بتسليمها للجيش المصري بعد ان استمر ستة أشهر حيث كان لفتح عكا دوي عظيم تجاوب في الخافقين، فان عكا هي التي امتنمت على نابليون منذ نيف وثلاثين سنة وعجز عن فتحها وارتد عنها فانتصار ابراهيم باشا في فتحها هو صفحة مجد وفخار للجيش المصري.
وقد كان لسقوط عكا تأثير ابتهاج عظيم في مصر فاقيمت الزينات في القاهرة ثلائة أيام متواليات.