يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي جرائم الإبادة الجماعية ضد أبناء الشعب الفلسطيني في غزة بشكل عام ومدينة رفح الفلسطينية بشكل خاص، وذلك بدعم سياسي ومالي وإعلامي من الولايات المتحدة الأمريكية التي تعد أحد أبرز الدول الشريكة للاحتلال في ارتكاب جرائمه ضد المدنيين الفلسطينيين العزل.
وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي عدد من المجازر الجماعية ضد النازحين الفلسطينيين خلال الساعات الماضية، استشهد عدد من المدنيين الفلسطينيين بينهم أطفال، الأربعاء، وأصيب آخرون في قصف مدفعي وجوي على الأحياء الغربية لمدينة رفح الفلسطينية وشرق مدينة غزة، وعلى مخيمي النصيرات وجباليا وسط وشمال القطاع.
وفي اليوم الـ236 للعدوان الإسرائيلي، استشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون بقصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية لعائلة شتات بالقرب من العيادة الحكومية وسط حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، وأصيب 3 فلسطينيين في استهداف لمنزل في النصيرات وتم نقلهم إلى مستشفى العودة وسط غزة.
وشهدت المناطق الشرقية من مدينة غزة، إطلاق نار مكثف من آليات الاحتلال العسكرية الإسرائيلية، بينما أغارت طائرة حربية على المناطق الغربية لبلدة جباليا شمال القطاع، ما أسفر عن إصابة عدد من النازحين الفلسطينيين، كما شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية على مناطق متفرقة وسط وغرب رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة.
وانتشلت طواقم الدفاع المدني الفلسطينية 3 شهداء بعد قصف إسرائيلي استهدف، الليلة، منزلاً في منطقة معن شرق مدينة خان يونس.
بدورها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الأربعاء، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 36171، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين أكتوبر الماضي، مؤكدة أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 81420، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
وأشارت الصحة الفلسطينية إلى وصول عدد من الشهداء والجرحى الفلسطينيين في مجازر إسرائيلية متفرقة بغزة 75 شهيداً و284 إصابة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.
في غزة، أظهرت صور مسربة لعدد من الفلسطينيين من قطاع غزة يتم التنكيل بهم وتعذيبهم بعد أن اعتقلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام الماضية، وذلك في ظل ظروف إنسانية ومعيشية صعبة يعيشها المعتقلون الفلسطينيون في سجون الاحتلال.
إلى ذلك، توصل تحليل لقناة CNN الأمريكية لفيديو من المكان الذي شنت فيه طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارة على مخيم للنازحين في رفح يوم الأحد الماضي، وكذلك مراجعة أجراها خبراء أسلحة إلى أن ذخائر أمريكية الصنع استُخدمت في الغارة.
وأشارت القناة، إلى أن الموقع الجغرافي لمقاطع الفيديو يُظهر خياما مشتعلة بالنيران في أعقاب الغارة على مخيم النازحين المعروف باسم "مخيم السلام الكويتي".
وفي مقطع فيديو تمت مشاركته على وسائل التواصل الاجتماعي، الذي حددت القناة موقعه جغرافيا، بما في ذلك لافتة مدخل المخيم والبلاط الموجود على الأرض، حيث يظهر في الفيديو ذيل قنبلة أمريكية الصنع من طراز GBU-39، وفقا لـ4 خبراء في الأسلحة المتفجرة قاموا بمراجعة الفيديو للقناة.
وقال الخبير كريس كوب سميث، إن GBU-39، التي تصنعها شركة بوينغ، هي قنبلة عالية الدقة "مصممة لمهاجمة أهداف مهمة استراتيجيا"، وتؤدي إلى أضرار جانبية منخفضة.
بدوره، أوضح العضو السابق في فريق التخلص من الذخائر المتفجرة بالجيش الأمريكي، تريفور بول، الذي حدد أيضا الشظية على أنها من قنبلة GBU-39، كيف توصل إلى استنتاجه، إذ قال إن "الرأس الحربي للذخيرة متميز، وقسم التوجيه والجناح فريد للغاية مقارنة بالذخائر الأخرى".
ويتوافق تحديد CNN للذخيرة مع ما صرح به المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري، في مؤتمر صحفي، إذ قال إن الغارة استخدمت ذخيرتين برؤوس حربية صغيرة تحتوي على 17 كيلوجراما من المتفجرات، مضيفا أن هذه القنابل كانت "أصغر الذخائر التي يمكن أن تستخدمها طائراتنا".
ويمتلك الرأس الحربي التقليدي GBU-39 حمولة متفجرة تبلغ 17 كيلوجراما، بالإضافة إلى ذلك، تتطابق الأرقام التسلسلية الموجودة على البقايا مع تلك الخاصة بشركة مصنعة لأجزاء GBU-39 ومقرها في كاليفورنيا، وهو دليل إضافي على أن القنابل تم تصنيعها في الولايات المتحدة.
في سياق آخر، دعا الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، الأربعاء، إلى وقف إطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى قطاع غزة.
وقالت رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر كيت فوربس لـ"رويترز" في مقابلة بالعاصمة الفلبينية مانيلا "نحن بحاجة ماسة إلى حل سياسي يسمح لنا بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار لإيصال المساعدات".
وأضافت "نحن مستعدون لإحداث فرق. علينا أن نتمكن من الوصول، ولكي نتمكن من الوصول إلى هناك يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار".
وقالت فوربس إنها شاهدت الوضع "الفظيع" في رفح الفلسطينية خلال زيارة لها في فبراير قبل أشهر من شن إسرائيل لهجوم عسكري على المدينة الواقعة بجنوب قطاع غزة وكانت تؤوي أكثر من مليون فلسطيني نزحوا جراء الهجمات على مناطق أخرى من القطاع.
وأضافت "لم تكن هناك مساكن كافية. لم تكن هناك مياه، ولم يكن هناك ما يكفي من مراحيض الصرف الصحي. كان لدينا مستشفى بلا معدات… وللأسف حدث ما كنت أخشاه، وهو أنه لن يكون هناك ما يكفي من الغذاء".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة