قال الدكتور كريم العمدة، خبير الاقتصاد السياسي، إنه لا يمكن الفصل بين الحروب والإرهاب والاقتصاد، موضحًا أن الاقتصاد يتأثر بكل العوامل، لكن تتباين في أن تأثيرها قد يكون مباشرا على الدول الداخلة في الصراع، ودول أخرى تتأثر بشكل غير مباشر.
وأضاف خلال لقائه مع الإعلامي الدكتور محمد الباز، في برنامج "الشاهد"، أن المؤشرات الاقتصادية لبعض الدول كان يمكن أن يحققوا مكاسب في الاقتصاد، أو تتحسن مؤشراتهم في المستقبل، ولكن مع وجود الأزمة مؤشراتهم تزيد بشكل أقل، مما يمثل تراجعًا.
ولفت إلى أن بعض المواطنين يقارنون أنفسهم بالدول الأوروبية أو الآسيوية، لكن الظروف الإقليمية تختلف من مكان لآخر.
وقال كريم العمدة، إن البنك الدولي أجرى دراسة في عام 2016 عن تأثير التوترات والحروب على الاقتصاد، وتناول إقليم الشرق الأوسط على وجه الخصوص.
ولفت إلى أن البنك الدولي في دراسته قال إن الأزمات أثرت على دول بعينها، وحددها، وهي العراق واليمن وسوريا وليبيا، وقال 88 مليون شخص تأثروا بشكل مباشر، وأن العراق بها 40 مليون مواطن بحاجة لمساعدات عاجلة، وأن نصف سكان اليمن قد يمر بمجاعة، وبحاجة لمساعدات إنسانية.
وأوضح أن الدراسة كشفت عن تأثيرات غير مباشرة على مصر والأردن وتركيا، وأن كل مواطن في مصر والأردن وتركيا خسر 1.1% من الناتج المحلي نتيجة تأثرات الإقليم وانخفاض الاستثمارات ووجود اللاجئين.
ولفت إلى أن حجم الاستثمارات الوافدة للدول العربية في 2007 بلغت 64 مليار دولار، إلا أنها تراجعت بعد ذلك بسبب أزمات الإقليم، ووصل إلى 22 مليار دولار تقريبًا، رغم أن الاستثمارات العالمية في 2015 كانت 2.7 تريليون دولار، وهو رقم كبير عالميًا.
وأشار إلى أن: "الدولة المصرية كانت تستورد بعض السلع الهامة من السودان مثل اللحوم، وكانت أغلب حركة التجارة المصرية من اللحوم مع السودان، لذلك تأثر أسعار اللحوم بشكل كبير في الآونة الماضية، فضلًا عن تصدير مصر للسودان مواد البناء والتشييد والسلع الكمياوية، بالإضافة إلى الأجهزة الكهربائية وأدوات المطبخ وغيرها".
وأضاف العمدة، أن: "حركة التجارة مع السودان تعطلت كثيرا بعد الأزمة الأخيرة، خاصة اللحوم السودانية التي كان يعتاد عليها الشعب المصري بشكل كبير، ولكن منذ حوالي عامين، تأثرت أسواق اللحوم في مصر بشكل ملحوظ للغاية".
وتابع: "كان هناك أيضا مشروعات مشتركة مع السودان تأثرت بشكل كبير، والأمر تكرر مرة أخرى منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ولكن قطاع السياحة المصرية كان الأكثر تأثرًا هذه المرة، فالأحداث في غزة أثرت على السياحة الوافدة إلى مصر، التي تعد موردًا دولاريًا مهمًا للغاية".
