كل مصنع أو مجمع صناعى هو إضافة للاقتصاد توفر عوائد وفرص عمل وتفتح الباب لمزيد من الاستثمارات، ومن بين اللفتات المهمة فى عيد العمال هذا العام هو انعقاد الاحتفالية فى مجمع «هاير مصر الصناعى»، وهو أحد المجمعات الصناعية المهمة التى تلبى حاجة السوق وتوفر إنتاجا للتصدير بجانب أن منتجاتها طبقا لمعايير الجودة العالمية، وبنسبة كبيرة من المكون المحلى، وعلى مدى السنوات الماضية كانت الدولة تتجه نحو إقامة مشروعات صناعية توفر منتجات مطلوبة مثلما جرى فى مصانع الرمال السوداء بكفر الشيخ أو الكوارتز بالعين السخنة، والتى تقوم على استغلال الخامات المحلية التى كانت تباع بسعر منخفض أو يتم إهدارها، لخلق قيمة مضافة.
مجمع «هاير مصر» الصناعى صديق للبيئة فى مدينة العاشر من رمضان، بإجمالى استثمارات أجنبية بقيمة 135 مليون دولار، وقام بشراكة مصرية صينية، وتضم المرحلة الأولى من المشروع 4 مصانع بإجمالى استثمارات 85 مليون دولار، مصنع لإنتاج التكييفات وآخر لصناعة الغسالات، وثالث لإنتاج التليفزيونات والشاشات الإلكترونية. ومصنع لتشكيل المعادن وحقن البلاستيك والدهانات، وهو صديق للبيئة بمعنى التزامه بالمعايير الخاصة بالطاقة وصفر انبعاثات، كما أنه ينتج تكييفات صديقة للبيئة ضمن أجيال حديثة، والأهم أن هذا المجمع يوفر أكثر من 3 آلاف فرصة عمل للشباب، وتشمل المرحلة الثانية من المجمع استثمارات تصل لـ50 مليون دولار.
فى نفس الوقت تصل نسبة المكون المحلى فى منتجاته بين 40-70%، وحصة تصديرية تصل إلى 30%، وعائده الحالى 120 مليون دولار تتضاعف لتصل إلى 500 مليون دولار خلال 4 سنوات، ويضم المصنع جزءا خاصا بالصناعات المغذية، مثل الصاج وحقن البلاستيك والدهانات، وتلك الصناعات المغذية توفر ملايين الدولارات، من توفير بديل للمستورد وأيضا عائد التصدير.
وينتظر أن يفتتح مجمع هاير الصناعى، مركز صيانة رئيسيا ومراكز أخرى خلال عام فى مناطق مختلفة، كما يتم إعداد الفنيين والعاملين فى الإدارات المختلفة بشكل محترف وفق أعلى المعايير الدولية، وهو ما يضمن خدمة ما بعد البيع بنفس المستوى الإنتاجى، المجمع نموذج مهم للتعاون المصرى الصينى نحو توطين صناعة مطلوبة، مع الالتزام بمعايير البيئة والصيانة.
نفس الأمر فيما يتعلق بما تم استعراضه من مشروعات مبادرة «ابدأ» لدعم الصناعة الوطنية والتى نجحت فى جذب استثمارات أجنبية مباشرة ودعم الاستثمارات المحلية وتنميتها خاصة فى مجالات صناعية مهمة مثل المنتجات الحيوية والخمائر، بجانب أن هذه الصناعات تقوم فى محافظات الوجه البحرى والقبلى، فى بنى سويف أو المنصورة.
ومن بين الصناعات المهمة التى تم شرح تفاصيله فى احتفالات عيد العمال مصنع « أنجل بيست إيجيبت» هو أحد مصانع مجموعة أنجل بيست الصينية، والمتخصص فى مجال التكنولوجيا الحيوية بمحافظة بنى سويف، بطاقة إنتاجية ستصل إلى 60 ألف طن من الخمائر الحيوية ومستخلصاتها، ويُعد المصنع الأكبر فى الشرق الأوسط وأفريقيا، وبدعم مبادرة ابدأ بالتعاون مع الجهات المعنية تم تسهيل العديد من الإجراءات لا سيما الأعمال الخاصة بمرفق المياه للبدء فى التوسعات المستقبلية.
نفس الأمر مع مصنع «فانتازيا» المتخصص لتصنيع وإنتاج مكونات الإسفنج كالمراتب والفرش الفندقى، ويقع المصنع بالمنطقة الصناعية فى جمصة بمحافظة الدقهلية على مساحة 15 ألف متر، وبدعم مبادرة ابدأ، للمصنع الحالى والتوسعات المستقبلية التى تضاعف خطوط الإنتاج وتوفر مزيد من فرص العمل، مبادرة ابدأ أيضا دعمت مشروع «نوفا» الأول من نوعه فى الشرق الأوسط وأفريقيا الذى يقوم بإنتاج المكونات اللازمة لمحطات الصرف الصحى ومحطات معالجة المياه، بالإضافة إلى المعدات المستخدمة فى صناعات البيئة والطاقة.
ودعمت المبادرة مشروع مصنع محركات وسائل النقل الخفيف، وهو المصنع الأول من نوعه فى أفريقيا والشرق الأوسط لتصنيع وإنتاج محركات البنزين الخاصة بوسائل النقل الخفيف كالدراجات النارية والتروسيكلات (2-3) عجلات من نوعية أربعة أشواط بقدرات من 200-250 سى، بـ5 موديلات مختلفة وهو مصنع مغذى لمجمع صناعات وسائل النقل الخفيف، وتم مرحلته الأولى فى مايو 2023، وفى مايو الجارى تم إنتاج أول محرك مصرى بعد اجتيازه لجميع أعمال اختبارات الجودة طبقًا للاشتراطات العالمية والصينية.
كل هذه الخطوات وغيرها من فرص ومشروعات تمت بدعم من مبادرة ابدأ للصناعة الوطنية، تجذب المزيد من الاستثمارات وتوفر فرص العمل، وتوضح توجيهات الرئيس السيسى للحكومة بافتتاح مراكز تدريب، وللتعليم العالى والفنى بدراسة احتياجات السوق والعمل على توفيرها، بما يضاعف من فرص العمل بالدخل والخارج.