هنا دارت الأحداث الحقيقية لفيلم المرأة والساطور.. قصة سميحة عبد الحميد أول سيدة تقتل زوجها وتقطعه فى 20 كيس..أهملها شريك حياتها فاستعانت بصديق.. وضعت مخدرا بالشاي وتخلصت منه.. وهذه كلماتها على حبل المشنقة.. صور

الأربعاء، 10 يوليو 2024 07:00 م
هنا دارت الأحداث الحقيقية لفيلم المرأة والساطور.. قصة سميحة عبد الحميد أول سيدة تقتل زوجها وتقطعه فى 20 كيس..أهملها شريك حياتها فاستعانت بصديق.. وضعت مخدرا بالشاي وتخلصت منه.. وهذه كلماتها على حبل المشنقة.. صور الزميل محمود عبد الراضي بمدخل سوهاج
سوهاج ـ محمود عبد الراضي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكثر من 500 كيلو متر، قطعناها من القاهرة نحو مدينة جرجا بسوهاج، التي تقع على بعد 33 كيلو متر جنوب مدينة سوهاج، حيث تعتبر نقطة انتصاف الصعيد المصري، بها جرت تفاصيل والأحداث الحقيقية للفيلم العربي الأشهر "المرأة والساطور".

مدخل محافظة سوهاج
مدخل محافظة سوهاج

 

جريمة عمرها 40 عاما

جريمة عمرها نحو 40 عاما، بدأت خيوطها من هنا في مدينة جرجا، وتم تنفيذها في محافظة السويس، والتي باتت بعد ذلك مادة دسمة، لتحويلها لعمل درامي، ظل عالقا في وجدان المواطنين.

مدينة جرجا
مدينة جرجا

 

مدينة جرجا

داخل مدينة جرجا، التي تبلغ مساحتها المأهولة بالسكان 151.12 كم2، ويبلغ عدد سكانها 551,449 ألف نسمة حسب تقدير يناير 2019، ولدت "سميحة عبد الحميد"، تلك المرأة سمراء الملامح نحيفة الجسد قصيرة القامة، كما وصفها لنا الجيران.

مدينة جرجا قديما
مدينة جرجا قديما

 

بداية حياة سميحة عبد الحميد

عاشت "سميحة" وسط الحقول الخضراء، تعمل مع أسرتها في الزراعة، إذ يبلغ إجمالي الزمام المنزرع بمركز جرجا 36132 فدانا والمساحة المحصولية 58789 فدان، ويوجد بالمركز 31 جمعية تعاونية زراعية، فالزراعة هي المهنة الرئيسية التي يعمل بها أهالي المنطقة ذكورًا واناثًا، خاصة زراعة القصب والقمح والذرة، بينما يعمل عدد قليل في الصناعة، خاصة مصانع السكر والتكرير بجرجا على مساحة 155 فدانًا شرق المدينة على النيل مباشرة، حيث يعمل به 1138 عاملًا وينتج حوالي 60 الف طن سكر سنويا وبطاقة تخزينية تصل إلي 40 الف طن سكر، فضلا عن المجمع الصناعي الجديد في غرب جرجا.

خريطة جرجا
خريطة جرجا

 

فيلم المرأة والساطور

وأنت تتجول داخل مدينة جرجا، تبحث عن أشخاص عاصروا قصة "سميحة عبد الحميد"، يدور في ذهنك 100 دقيقة، مدة عرض الفيلم العربي الأشهر "المرأة والساطور" الذي وثق حياة "سميحة" والذي تم انتاجه في 1997 من بطولة نبيلة عبيد وعبد المنعم مدبولي وأبو بكر عزت، وإخراج سعيد مرزوق، حيث تدور أحداثه حول جريمة قتل بشعة تمت باكتشاف حقيبة تضم أجزاء لجثة بشرية تم قتلها وتقطيعها بالساطور، وتصل التحقيقات بقتل الزوجة لزوجها، والفيلم مأخوذ عن قصة سميحة عبد الحميد.

شوارع جرجا
شوارع جرجا

 

وسط منازل متراصة، وشوارع يسير بها مركبات التوك توك، وضجيج لا يتوقف، يتوقف بعض الأهالي يتذكرون قصة "سميحة" التي يتناقلها البعض عن الآخرين، ورحلتها من مدينة جرجا الهادئة وقتها لمحافظة السويس، ثم العودة إليهم مرة أخرى على نعش الموت، بعد تنفيذ حكم الإعدام فيها.

رحلة سميحة من جرجا للسويس

"سميحة" تركت البلد مبكراً، هكذا يتحدث "عم أحمد" أحد أهالي المنطقة، بعدما تعرفت على "عليوة" الفلاح المكافح، الذي كان يقطن بجوارها في جرجا، فتعرف عليها ونشأت بينهما قصة حب، توجت بالزواج، الذي أثمر عن 3 أطفال، كانوا بمثابة القاسم المشترك بينهما.

اعدام سميحة
اعدام سميحة

 

صراع الزوجين

الحياة لا تسير على وتيرة واحدة، فقد دبت المشاكل بين الزوجين، وأصبحت الحياة عبارة عن حلبة صراع، خاصة مع زيادة متطلبات الأسرة، وعدم وجود دخل كافي، ليأتي الحل بالاستعانة بصديق، حيث تواصل "عاكف" صديق الزوج معه وأخبره بوجود فرصة عمل بمصنع الأسمنت بالسويس، يوفر سكنا للشخص وأسرته.


ارتسمت الفرحة على وجه "عليوة" الذي ظن أن جميع مشاكله انتهت ـ بحد قول "محمد عبد الرحمن" أحد سكان المنطقة، وباركت الزوجة رحلة العمل، فحزم الجميع أمتعتهم، وقرروا التوجه نحو الشمال، قاصدين محافظة السويس.


رحلة طويلة بالقطار ما بين جرجا وصولا لمحطة رمسيس ومنها سيارة أجرة لمحافظة السويس، أنهكت الجميع، لكن الأمل في غد أفضل، كان كفيلا أن يجعل الأسرة تتحمل هذا العناء، ليستقر بهم الحال، في شقة صغيرة وفرها المصنع لهم.


دارت ماكينات المصنع، ومعها دارت دورة الحياة لـ"عليوة" الذي ظن أن جميع مشاكله قد انتهت بتوفر المال الكافي لأسرته، لكن أحلامه تحطمت على مشاكل جديدة لزوجته، التي بدأت تشكو عدم اهتمامه بها، فالزوج حياته منقسمة ما بين العمل طوال النهار بالمصنع والنوم العميق ليلا.

لحظة اعدام سميحة
لحظة اعدام سميحة

 

الوحدة القاتلة

بدأت الوحدة تنهش في عقل الزوجة صغيرة السن، والمشاكل تتكرر، مع وعود للزوج بحلها دون فائدة، حتى ظهر في حياتهما الصديق "عاكف" الذي وفر فرصة العمل له، عندما قرر الزوج مكافأة الصديق بعزومة غذاء في المنزل.

ظهور الصديق

لم يدر الزوج أن الحياة ستتحول منذ ذلك المشهد، فما أن وطأت قدم الصديق المنزل، حتى بدأ يداعب زوجة صديقه بالنظرات، فاستجابت الزوجة المحرومة من الاهتمام لنظرات الاعجاب، والكلام المعسول من الشاب.

خيانة زوجية

في الوقت الذي كان "الحب والجنس" ينهشان في جسد الزوجة، والزوج مشغول في عمله نهارًا، تسلل الصديق لمنزل الزوجية، استقبلته الزوجة في غياب أطفالها المنشغلين باللهو بالشارع، فتلاعب بأوتار أونوثتها، وطال الحديث عن الحب والاهتمام والاعجاب، وانتهى اللقاء الأول على أمل بلقاء جديد.

عاد الزوج المنهك في نهاية يومه، فلم تدخل الزوجة معه في هذا اليوم في عراك كعادتها، استغرب بعض الشيئ، لكنه حمد الله، وتناول العشاء وراح في النوم، بينما بقيت الزوجة تفكر، في أمر هذا الشاب، المهتم بتفاصيلها، الذي روى عطشها للحب والاهتمام، وما أن عادت الشمس للشروق مرة أخرى، حتى خرج الزوج لعمله، ليحضر بعده الصديق لمنزل الزوجية، يسرف في الحديث عن الزوجة والاهتمام بها، وكأن كلامه تحول لمخدر، جعل الزوجة تستسلم لكلماته، وتصبح كقطعة عجين بين يديه يشكلها كما يشاء، لينتهي الأمر في غرفة النوم، ويحل محل صديقه.
انتهى اللقاء، ولم ينته عقل السيدة في التفكير، فقد وجدت ضالتها في صديق الزوج، فطلبت منه أن يكرر الزيارة، يعوض تقصير صديقه، ومرت الأيام بهذه الوتيرة دون مشاكل أو عراك، والزوج في حالة استغراب، ورضا بما يحدث.

الجيران يكشفون الجريمة

لاكت ألسنة الجيران سيرة هذه السيدة التي تستقبل صديق زوجها يوميا، حتى تسربت أحاديثهم للزوج، الذي واجه شريكة حياته بكلام الجيران، فلم تنكر، فصفعها على وجهها، وقطع علاقته بصديقه، الأمر جن جنون الزوجة، فقررت أن تنتقم منه انتصارًا لشهوتها.

تقطيع الزوج

اتفقت السيدة مع عشيقها على خطة الخلاص، فوضعت مخدرًا في مشروب لزوجها وأولادها، ثم قتلت الزوج بمساعدة العشيق، وقطعته ووضعته في 20 كيس بلاستيك، وتخلصت من كل كيس في منطقة ما، حتى عثرت الشرطة على كف يد الزوج، ومن خلال البصمات تم التعرف على هويته، وأشارت التحريات لوجود خلافات مع زوجته، جعلتها في بؤرة الاهتمام فتم القبض عليها معترفة بجريمتها بمساعدة عشيقها، لتكون أول سيدة سفاحة تقطع زوجها، ويطلق عليها "المرأة والساطور" وتتحول قصتها لعمل درامي.

لحظة الاعدام
لحظة الاعدام

 

اعدام سميحة عبد الحميد

خضعت "سميحة" للمحاكمة، وفي عام 1985، صدر حكم ضدها بالاعدام، تم تنفيذه بعد عام وبضعة أشهر.
"سامحني يا عليوة، أنا ندمانة"، كانت هذه الكلمات، أخر ما نطقت بها سميحة عبد الحميد قبل شنقها، بل أن تتحرك بصعوبة نحو حبل المشنقة ولم تتوقف دموعها حتى وفاتها.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة