حين أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى مصطلح الجمهورية الجديدة، ظن البعض أنه يتحدث عن العاصمة الإدراية الجديدة، التى كانت على وشك الافتتاح، لكن مع الوقت عرف القاصى والدانى أنها ليست جملة تعنى منطقة بعينها، إنما هى اللغة الأعم لحب الوطن وترجمته على أرض الواقع بالفعل، فكانت بمثابة القماشة الأكبر التى سيتم تفصيلها لشد مفاصل الدولة وتقويتها بمشاركة الجميع من حكومة وشعب، وتتطلب من الجميع جهدا كبيرا وتحركا وطنيّا واعيا، لتطل علينا الجمهورية الجديدة بصورة ذهنية حلم بها المصريون الوطنيون بكل اختلاف قناعاتهم وايدلوجياتهم، ومستواهم الاجتماعى وكانت الأم التى تجمع ولا تفرق وتحمى وتقوى وتسند.
من رحم الجمهورية الجديدة كانت مبادرة "ابدأ" تلك المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة المصرية ورفع شعار صنع فى مصر، الذى كان دوما مطلبا للجميع، فالصناعة هى حائط الصد الأول لتقوية الاقتصاد الوطنى، فالصناعة هى عماد تقدم الأمم، والركيزة الأساسية للاقتصاد القوى القادر على المنافسة، فى ظل وتيرة التقدم السريعة التى تغزو العالم.
ابدأ لم تكن مجرد مبادرة رئاسية تم إطلاقها وعمل الجميع فيها، ولكنها كانت بالفعل البداية، وضعت اليد على الألم وقررت شفاؤه، كانت بمثابة المشرط الذى استأصل تأثير الكبوات الاقتصادية التى نالت من الاقتصاد العالمى، وأثرت على الاقتصاد المصرى.
ابدأ كانت نقطة البداية للانطلاق والتحدى لمواجهة كل المشكلات التى تواجه الاقتصاد الوطنى والصناعات الثقيلة، حيث استهدفت تغيير شكل الصناعة ومساعدتها لمواجهة مشكلاتها وتقنين أوضاع المتعثرين من أصحاب الصناعات الوطنية وتوطين صناعات مصرية فاق عددها 23 صناعة.
تنمية المشروعات الوطنية وتغير شكل الصناعة فى مصر كان الهدف الرئيسى للمبادرة الرئاسية، وحملت الروشته الأساسية للمنافسة العالمية الصناعية، عن طريق التدخل فى كل القضايا التى واجهت الصناعة والتدخل لحلها وعلى رأسها محاور الصناعة فى مصر.
مع كل خطوة من خطوات ابدأ كانت عينيها على إعلاء كلمة مصر بالفعل ورفع شعار "صنع فى مصر"، وسط كل المحافل الاقتصادية الدولية، كانت نتائج إطلاق المبادرة مبهرة وقد التحدى، فانجازاتها بالأرقام والأرقام لا تكذب والدليل ما تم تحقيقه فى توطين 23 صناعة بحجم استثمارات فاق 1.23 مليار دولار فى المرحلة الأولى، واستهداف افتتاح 23 مشروعا خلال التلاث سنوات المقبلة.
ابدأ هى كلمة السر التى تكونت على إثرها أكبر محفظة استثمارية لفرص استثمارية تتجاوز تتجاوز الـ20 مليار، وأيضا إطلاق صندوق النيل الصناعى للاستثمار المباشر، إضافة لتشغيل المجمعات الصناعية فى كل شبر فى مصر، ولم تتوقف فقط عند التشغيل وإنما كان نصب أعينها أيضا التطوير وحل المشكلات والتحديات التى تقابل المستثمرين المصريين من كبار رجال الأعمال وصغار المستثمرين فى كل المحافظات.
ابدأ ليست مبادرة يتبناها الرئيس ويعلن عنها الإعلام وإنما هى منهج متكامل لتحقيق الرؤية العامة للجمهورية الجديدة التى يحمل ذراعيها التنمية والصناعة وهما وجهان أساسيا للتحدى الأكبر فى ظل ما يعانية العالم من أزمات اقتصادية، ولأن لمصر دوما الريادة كانت ابدأ ريادة خاصة فى ملف عالمى استقطب رؤوس أموال عالمية فى كل الصناعات لتضيف على الأرض المصرية خير جديد لكل المصريين، وتم معها افتتاح العديد من المشروعات الكبيرة والاستثمارية والقومية للمعدات الثقيلة والتكيفيات ومحركات وسائل النقل الخفيف ومشروعات المياه، وصمام امان الغاز ، ومدينة الخامات الدوائية وسماد فسفات الكالسيوم ومشروعات قومية استيراتيجية منها الصوب والنقل الخفيف وغيرها.
ابدأ هى مدرسة وطنية بدأت بالحب من التدريب والتعليم والتنفيذ ترفع شعار صنع فى مصر بيد المصرين وعقول مصرية وقلوب تترجم حبها لبلادها بالتنمية وتقوية الاقتصاد ، فشكرا سيادة الرئيس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة