بمناسبة مرور 116 عامًا على العلاقات المصرية الصربية تحت عنوان "أيام الثقافة الصربية في مصر"، نظمت وزارة الثقافة المصرية العديد من الفعاليات للاحتفاء بهذا الحدث، خلال الـثلاث أيام الماضية.
معرض بدار الكتب والوثائق
قدمت دار الكتب والوثائق القومية، معرضين للوثائق النادرة من مقتنيات الدار توضح العلاقات القوية بين البلدين.
أقيم المعرض الأول، بالتعاون مع الأرشيف الصربي، ويتضمن عرضًا لأبرز وثائق حركة عدم الانحياز، ومجموعة من الصور النادرة للمؤتمر الأول لرؤساء دول الحركة، الذي عُقد في بلجراد عام 1961 بمشاركة مصر، وذلك في بهو المجلس الأعلى للثقافة، والمقرر افتتاحه في العاشرة والنصف صباح الأربعاء 10 يوليو 2024، ومن أبرز الوثائق التي سيتم عرضها: مذكرة للعرض على رئيس الجمهورية بتشكيل وفد الجمهورية العربية المتحدة للاجتماع التمهيدي لدول عدم الانحياز بمدينة القاهرة يوم 5 يونيو 1961، جزء من خطاب الرئيس جمال عبد الناصر في مؤتمر أقطاب الدول غير المنحازة بمدينة بلجراد في سبتمبر 1961، قرار جمهوري بتشكيل وفد الجمهورية العربية المتحدة لمؤتمر دول عدم الانحياز بتاريخ 3 أكتوبر 1964.
كما أقيم المعرض الثاني في دار الأوبرا المصرية في تمام الثامنة من مساء الخميس 11 يوليو 2024، ويضم مجموعة من مقتنيات دار الكتب و الوثائق من أهمها: قانون بالتصديق على الاتفاق التجاري المؤقت بين مصر ومملكة الصرب والكروات والسلوفيين في 18 يناير 1928، إعلان يوغوسلافيا دولة جمهورية اتحادية شعبية في 17 يناير 1946، الترخيص لشركة ماركوني راديو التلغرافية المصرية في إدارة الاتصال التليفوني اللاسلكي بين مصر وبلجراد عن طريق روما بتاريخ 22 ديسمبر 1954، الاتفاق على إذاعة بيان عن رفع التمثيل الدبلوماسي بين مصر ويوغوسلافيا إلى درجة سفارة بتاريخ 24 أغسطس 1955.
وتشارك صربيا بصور لكليمات مطبوعة على كانفاس ومشدودين على شاسيهات خشب احجام كبيرة وصور للفساتين الوطنية الصربية وفيلم قصير يشرح صناعة الكليم.
الصور النادرة من الوثائق
ندوة بالأعلى للثقافة
كما استضاف المجلس الأعلى للثقافة، ندوة تحت عنوان: (مصر وصربيا: علاقات ثقافية)، وشارك فى هذه التظاهرة الثقافية عدة مؤسسات مصرية وصربية، مثل: وزارة الخارجية المصرية، والهيئة العامة لتنشيط السياحة، وسفارة جمهورية صربيا فى القاهرة، سفارة جمهورية مصر العربية فى بلجراد، وتأتى هذه التظاهرة الثقافية إرساءً لأهمية الثقافة ودورها المحورى فى الربط بين الشعوب، مما يعزز العلاقات بين البلدين بما لهما من تاريخ مشترك حافل بالتعاون والود المتبادل.
أدار اللقاء أمير نبيه تادرس؛ رئيس قطاع مكتب وزير الثقافة، وشارك فيها: ميروسلاف تشيستونيتش؛ سفير جمهورية صربيا بالقاهرة، وباسل صلاح؛ سفير جمهورية مصر العربية ببلجراد، والدكتور إبراهيم غزالة؛ أستاذ التصوير بكلية الفنون الجميلة جامعة المنيا، والكاتبة الصحفية سهى زكى، والمهندس عمرو الشريف مصمم الديكور والإضاءة بدار الأوبرا المصرية، والدكتورة مرفت السويفى؛ أستاذة الخزف بكلية التربية الفنية جامعة حلوان، والروائية مى خالد، والسيد ميومير جورجيفيتش؛ نائب وزير الثقافة الصربية، وشهدت الأمسية حضور جانب من الدبلوماسيين المصريين والمثقفين المهتمين بالشأن المصرى الصربى، ومن بينهم: الدبلوماسى محمد الصغير مستشار السفارة المصرية فى صربيا سابقًا، والسيدة السفيرة رشا سليمان، وتتضمنت الأمسية عرضًا لفيلم تسجيلى قصير تمحور عن دولة صربيا.
تحدث السفير الصربى بالقاهرة، ميروسلاف شيستوفيتش، مشيرًا إلى عمق ومتانة العلاقات الثقافية التى تربط بين مصر وصربيا، الممتدة عبر 116 عامًا تحت شعار التعاون والتفاهم المتبادل.
وأوضح السفير شيستوفيتش أن العلاقات الصربية المصرية بما لها من أواصر تاريخية شهدت تطورًا ملحوظًا منذ نشأتها، حتى مع ما واجهه العالم من تحديات وصراعات دولية كبيرة فى القرن المنصرم، وأشار إلى أن الترابط الثقافى بين مصر وصربيا تعزز بشكل خاص خلال الفترة الذهبية لحركة عدم الانحياز، بفضل جهود مؤسسيها من الشخصيات السياسية العظيمة مثل: الزعيم المصرى جمال عبد الناصر، والرئيس اليوغوسلافى جوزيف تيتو، ورئيس وزراء الهند جواهر لال نهرو.
وتابع السفير الصربى مؤكدًا أهمية مواصلة التعاون فى الوقت الراهن،لافتًا إلى أن العلاقات المصرية الصربية تستمر فى ازدهارها وتطورها إلى يومنا هذا؛ مشيرًا إلى تعزيز التعاون بين البلدين فى عهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى ونظيره الصربى ألكسندر فوتشيتش؛ منوهًا عن زيارته المرتقبة إلى مصر قريبًا، مما يؤكد على حرص البلدين على تعزيز أواصرهما وتبادل الخبرات فى مختلف المجالات، وعلى رأسها المجال الثقافى؛ التى تأتى تأكيداً لإيمان البلدين بأهمية التبادل الثقافى، وفى مختتم حديثه أكد السفير الصربى أن الفعاليات الثقافية، مثل: (أيام الثقافة الصربية فى مصر)، تُعد بمثابة جسر يربط الشعبين المصرى والصربى، يتمحور أهميته فى تعريف كل من الشعبين بثقافة الآخر، كما تأتى هذه الفعاليات بغية تعزيز التفاهم والتقارب وتبادل الخبرات فى مختلف مجالات الثقافة مثل الفنون والموسيقى والأدب.
فيما تحدث السفير باسل صلاح، مشيرًا إلى أنه منذ أول يوم عمل له فى فى بلجراد، لم يستشعر أى غربة بتاتًا، ويرجع ذلك الأمر إلى التقارب الكبير بين البلدين، والسمات المشتركة بين شعبيهما؛ حيث أنه بطبيعة الحال من المعروف أن لكل شعب ثقافته، والثقافة العامة للشعب الصربى تقترب كثيرًا من ثقافة شعبنا؛ فإذا ضللت طريقك فى بلجراد وسألت أحد المارة تأكد أنه سيترك كل شىء ويهتم بمنحك كل ما تريده لكى تصل إلى وجهتك، وهذا الأمر ذاته متعارف عليه لدينا بالشهامة والمروءة، كما أوضح أن الشعب الصربى محافظًا ومتدينًا بطبعه مثل نظيره المصرى، وحرص سفير مصر الحالى لدى صربيا على تقديم التحية لأسرة السفارة المصرية فى صربيا كافة، مثل المستشار محمد الصغير والسفيرة رشا سليمان، مثمنًا على الجهود الكبيرة التى قدموها بهدف مواصلة تنمية العلاقات المصرية الصربية وتعزيزها، وفى مختتم حديثه أكد السفير المصرى باسل صلاح عمق العلاقات الثنائية بين مصر وصربيا، مشيرًا إلى التطور الإيجابى الذى شهدته هذه العلاقات فى المجالات كافة، بشكل خاص منذ الزيارة التاريخية للرئيس عبد الفتاح السيسى إلى صربيا فى يوليو 2022، متمنيًا المزيد من التقارب والود بين الشعبين، وعلى الصعيد الرسمى تمنى متابعة تعزيز التعاون المشترك بين مصر وصربيا.
احتفالية بالأوبرا
واختتمت الفعاليات، بحضور الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتمارا فوتشيتش، قرينة الرئيس الصربى، الاحتفالية الفنية الكبرى التي أُقيمت بدار الأوبرا، أمس الخميس، ضمن فعاليات "أيام الثقافة الصربية في مصر"، بدأت الاحتفالية بافتتاح عدد من المعارض الفنية والتاريخية المشتركة، من بينها: معرض للحرف اليدوية الصربية، ومعرض للصور الفوتوغرافية بعنوان "تجربة صربيا الجبال والأنهار"، ومعرض يضم عددًا من مقتنيات السيدة الأولى، زوجة الرئيس الراحل "تيتو" أحد مؤسسي "حركة عدم الانحياز"، وصورًا نادرة لزيارتها لمصر، ولقاءات جمعتها بقرينة الزعيم جمال عبد الناصر.
واستهل الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، كلمته بالحفل ، قائلًا: "اليوم نلتقى لنحتفل بالأيام الثقافية الصربية فى مصر، والتي تتزامن مع مرور مئة وستة عشر عامًا من العلاقات الدبلوماسية المتميزة بين البلدين، والتي ازدادت عمقًا خلال السنوات الماضية؛ وشهدت تعاونًا ثقافيًا مثمرًا في العديد من المجالات، منها إصدار ترجمات صربية لكثير من الأعمال الأدبية المصرية، من أبرزها ترجمة روايتي الأيام، ودعاء الكروان، لطه حسين، والحرافيش، لأديبنا الكبير، نجيب محفوظ، وغيرها من الأعمال الأدبية المتميزة التي نُشرت خلال السنوات الماضية باللغة الصربية، إلى جانب مشاركة مصر كضيف شرف في معرض بلجراد الدولي للكتاب، واليوم يُتوج هذا التعاون بتنظيم أيام الثقافة الصربية فى مصر، والتي نأمل من خلالها إتاحة الفرصة للجمهور المصري للتعرف على ملامح من الثقافة الصربية، إضافة إلى التعرف على التاريخ المشترك بين البلدين".
واختتم وزير الثقافة، كلمته قائلًا: "اسمحوا لي أن أتوجه بالشكر لسيدة صربيا الأولى، وأن أتوجه كذلك بالشكر لكل الفنانين والمبدعين من البلدين، الذين أطمح أن يجعلوا هذه الفعاليات فضاءً للبهجة والوعي، والاحتفاء بقيم التنوع الثقافي، ولا يفوتني أن أتوجه بالشكر لكافة الشركاء الداعمين لهذا النشاط، وعلى رأسهم وزارة الخارجية المصرية، والهيئة العامة للتنشيط السياحي، وسفارتنا فى زغرب، ولزملائي العاملين في وزارة الثقافة، وأدعو الجميع أن يشاركونا الاحتفاء بالثقافة الصربية، وأن يُعلنوا بمشاركتهم أن مصر ستظل دائمًا إحدى عواصم الفكر والفن والثقافة والإبداع، ليس فقط بمبدعيها دائمي التجدد، بل أيضا بشعبها الأمين على تراثه، الداعم لفنونه، المُرحب بكافة إبداعات العالم وثقافاته."
وخلال كلمتها، قالت قرينة الرئيس الصربي: "القدر جعلني ضيفًا دائمًا على مصر، فدائمًا تستضيفني مصر بالترحيب الحار، والطاقة الإيجابية، التي تجعلني متشوقة للعودة إليها مرارًا وتكرارًا، لزيارة أقدم الحضارات في العالم".
وأضافت قرينة الرئيس الصربي: "علينا أن نعرف كيف نحافظ على جذورنا، قبل أن تغزونا الثقافات الجديدة، لأنه كما يقول المثل القديم، قوة الأشجار تكمن في جذورها، ومع ذلك، يجب علينا أن نفهم أن الأمة الواحدة، وكذلك اللغة، يجب أن تكون مفتوحة على التغيرات التي تطرأ عليها مع مرور الوقت، ومثلما نحافظ على واحدة من أقدم الحضارات على وجه الأرض، فإن الثقافة المصرية العظيمة التي كنا ندرسها فى الكتب المدرسية، تبني في نفس الوقت مدنًا حديثة وكيانات معاصرة رائعة، من شأنها أن تصون وتحافظ على هذا التراث الثقافي الغني".
وتابعت: "أشكركم على إتاحة الفرصة لي، لتقديم جمال وغنى وتنوع تراثنا الثقافي، لنحتفل بمرور 116 عامًا على العلاقات الدبلوماسية، تزامنًا مع إقامة فعالية "أيام الثقافة الصربية في مصر".
واستطردت: "نريد كأمة أن نفتح باب التفاهم والتعاون على مصراعيه، لتحقيق التعاون، وعرض أجمل زهور الثقافة التي قدمها إبداعنا الوطني والفردي، فهذه هي طريقتنا لإظهار أننا لا نريد بناء أفضل العلاقات الدبلوماسية مع مصر فحسب، بل أيضًا نريد بناء جسر للصداقة والتفاهم، ولإقامة علاقات وثيقة في المستقبل".
وأعربت عن سعادتها بشكل خاص لإتاحة الفرصة لها، لعرض جزء من تراث صربيا الثقافي، الذى يعتبر الشريان الرئيس للشعب الصربي، وتقريب هذا التراث من الشعب المصري، من خلال استثمار هذه الفعاليات كمساحة عرض لتجربة وثقافة صربيا، لكي تكون على خط التماس والالتقاء مع التراث المصري، والتعرف على الجماليات الثقافية للبلدين، مؤكدة فخر بلادها بالعلاقات الدبلوماسية التاريخية الطويلة القوية مع مصر، مشيرة إلى أن التبادل الثقافي، مثل فعالية "أيام الثقافة الصربية في مصر" سيشجع أيضًا أشكالًا أخرى من التعاون المشترك لتحقيق التنمية للبلدين. واختتمت كلمتها قائلة: "لنخطوا دائمًا نحو المجد والتميز، وتحيا صربيا، وتحيا مصر".
احتفالية العلاقات المصرية الصربية
وزير الثقافة فى احتفالية العلاقات المصرية الصربية
العلاقات المصرية الصربية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة