في خطوة إنسانية لافتة، تشهد مدينة العريش انطلاق مراحل تنفيذ "مشروع المبنى الخيري الخدمي" في مقابر العريش، بجهود تطوعية لأهل الخير من أبناء سيناء، ليكون مكرسًا لخدمة المجتمع وتلبية احتياجات أهالي المنطقة فيما يتعلق بكل خدمات دفن الموتى.
قال جمال عواد قويدر منسق المشروع، إن الفكرة انطلقت بعد صلاة الجنازة على أيقونة العمل الخيري بشمال سيناء الشاب "إسلام عروج"، حيث كان يجتمع الحزن مع الأمل في النفوس، وبدأ واضحًا حاجة من يصل للمكان وهم يشيعون موتاهم لمقر خدمي من داخله تقدم الخدمات الإدارية واستخراج الأوراق والتصاريح، وفيه يمكن الاستراحة والوضوء والغسيل وغيرها من الخدمات العاجلة للجميع بمن فيهم كبار السن وذوو الاحتياجات.
وأكد أنه على يمين مدخل المقابر كانت هناك مظلة متهالكة، وبدأت الأفكار تتبلور لتطوير المكان بشكل يجلب الفائدة للجميع، لافتًا إلى أنه تجاذب صديقان من أهل الخير أطراف الحديث حول إمكانية تنفيذ فكرة إنسانية تخدم الجميع، وتبلورت الفكرة إلى اقتراح لإقامة مبنى خيري.
وأضاف أنه بالفعل بدأ التنفيذ على مساحة 180 مترًا مربعًا مكون من طابقين، يضم الطابق الأول حمامات وأماكن وضوء، ومغسلة للمتوفين، ومخزن يحتوي على جميع أدوات دفن الموتى، أما الطابق الثاني، فيمكن تخصيص غرفة لاستخراج تصاريح الدفن بعد موافقة مديرية الصحة، وغرفة للإدارة للحفاظ على المبنى وصيانته.
وتابع أن تفاصيل المشروع والملحقات تشمل إضافة محطة تحلية صغيرة، وكولديرات، وخزانات مياه، لتوفير احتياجات الزوار وتسهيل العمليات المتعلقة بالدفن، على أن تشمل المرحلة الثانية من المشروع إنشاء مدخل مناسب للمقابر، وإقامة بعض المظلات لتوفير الظل للزوار، بالإضافة إلى مخاطبة مجلس المدينة لتحسين الإنارة الداخلية ورصف بعض الطرق الداخلية، ودعوة الشباب للمساهمة في تشجير المنطقة، مما يعزز الجمالية البيئية للموقع.
وأشار قويدر إلى أن العمل انطلق ولا يزال متواصلًا بفضل الجهود المستمرة والمثابرة، منذ شهرين بعد الحصول على جميع الموافقات الإدارية والتراخيص من كافة جهات الاختصاص المعنية وبدأ العمل الفعلي في المبنى خلال شهر مايو الماضي، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء منه خلال الأشهر القليلة القادمة.
وأوضح أن هذا المشروع خطوة نوعية جديدة في خدمة المجتمع المحلي، لمساندة كل ذوي حالات الوفاة في لحظات الحزن والفقد، ويعكس روح التعاون والتضامن بين أفراد المجتمع، ويعزز قيم العمل الخيري والتطوعي، لافتًا إلى أن إقامة هذا المبنى الخدمي في مقابر العريش ليست مجرد بناء بل هي رمز للأمل والعمل الصالح، وتجسيد لحلم كان يدور في أذهان الكثيرين من أبناء العريش أن يتوفر داخل مدافن المدينة مقر للخدمات ويستكمل المشروع أهدافه بحملات توصيل المرافق ومد الطرق والتشجير والنظافة.
وقال: هذه مبادرة لتحسين الخدمات الأساسية وتجسيد لمعاني الرحمة والتكاتف المجتمعي، ومن المتوقع أن يكون لها أثر إيجابي كبير على الجميع، سواء من ناحية توفير الخدمات أو من ناحية تعزيز الروابط الاجتماعية بين الجميع.
