يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن اكبر ازمة سياسية في مسيرته المهنيه، ويشعر الرجل البالغ من العمر 81 عام بالخيانة من أعضاء حزبه الديمقراطي بسبب الطريقة التي تركه بها العديد من الديمقراطيين بما في ذلك كبار قادة الحزب بعد الدعوات المتزايدة المطالبة له بالانسحاب من السباق الرئاسي الا انه يرفض الفكرة مؤكدا قدرته على هزيمة ترامب والجمهوريين في نوفمبر.
ينهار عالم الرئيس جو بايدن السياسي بعد ان دعاه كبار الحلفاء علناً أو سراً إلى التنحي. وتراجعت التبرعات الكبرى بشكل حاد ومنذ قلبت المناظرة الكارثية في أتلانتا مسار حملته قبل ثلاثة أسابيع، حاول بايدن التمسك بموقفه، وقاوم الجهود الرامية إلى إزاحته عن السلطة وقال شخص مقرب من بايدن: "نحن نقترب من النهاية" وقد أقر بأن القرار لا يزال بيد الرئيس، لكنه انضم إلى مجموعة حلفاء بايدن الذين يقولون إنه يقترب من نقطة اللاعودة.
مع تطور الأحداث غير العادية، ثبتت إصابة بايدن بكورونا يوم الأربعاء، وتراجع إلى منزله بولاية ديلاوير، مما أدى إلى خروجه عن مسار الحملة وقال شخص مطلع على التوقعات إن حملة بايدن تتوقع الآن أنها ستجمع 25% فقط من أموال المانحين الكبار التي كانت تتوقع في الأصل جمعها في يوليو - وهذا تخفيض آخر من التوقعات الأسبوع الماضي بأن جمع التبرعات الكبيرة سينخفض بنسبة تصل إلى 50% وقال هذا الشخص إن الأموال "جفت".
ووفقا لصحيفة واشنطن بوست، أبلغت رئيسة مجلس النواب السابقة والنائبة عن ولاية كاليفورنيا، نانسي بيلوسي، زملاء ديمقراطيين في مجلس النواب أن بايدن، سيقتنع قريبا بقرار الانسحاب من السباق الرئاسي، وقالت رئيسة مجلس النواب السابقة، التي تركت منصبها في عام 2022 ولا تزال تتمتع بنفوذ هائل، للديمقراطيين في كاليفورنيا وبعض أعضاء قيادة مجلس النواب إنها تعتقد أن بايدن يقترب من اتخاذ قرار بالتخلي عن محاولته للمشاركة في السباق الرئاسي المقبل
وقال ثلاثة مسؤولين ديمقراطيين أن بعض الديمقراطيين يخشون من أن بقاء بايدن في منصبه سينتهي به الأمر إلى تسليم البيت الأبيض لمنافسه الجمهوري، دونالد ترامب ورفض مساعدو بيلوسي التعليق على نقاشاتها مع زملائها، منتقدين ما وصفوه بـ "تغذية الإعلام للفوضى" بشأن نقاشاتها مع بايدن، وقال متحدث باسمها لواشنطن بوست: " بيلوسي تحترم سرية اجتماعاتها ومحادثاتها مع رئيس الولايات المتحدة".
وقالت شبكة سي ان ان، ان بيلوسي اخبرت بايدن في محادثة بينهما ان الاستطلاعات تظهر انه لا يستطيع هزيمة ترامب في انتخابات الرئاسة المقبلة مشيرة الى ان بايدن يمكن ان يدمر فرصة الديمقراطيين في الفوز بمجلس النواب ، وأشارت السبكة الامريكية ان بايدن "رد بالرفض"، وأخبر بيلوسي بأنه "رأى استطلاعات رأي تشير إلى قدرته على الفوز" متخذا موقف دفاعي بشأن الأرقام.
وفي نفس السياق، ابلغ الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما حلفاء في الأيام الأخيرة أن طريق بايدن للفوز في الانتخابات المقبلة تضاءل بشكل كبير وأنه يعتقد أن بايدن بحاجة إلى التفكير بجدية في جدوى ترشحه وانخرط الرئيس الأسبق في محادثات حول مستقبل حملة بايدن الرئاسية وتلقى مكالمات من العديد من الديمقراطيين القلقين، بما في ذلك رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي.
ووفقا للتقرير، أمضى زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، وكلاهما من نيويورك، بالإضافة إلى النائبة نانسي بيلوسي، ديمقراطية من كاليفورنيا، رئيسة مجلس النواب السابقة، أسابيع في الاستماع إلى مخاوف أعضائهم ونقلها إلى بايدن وحملته
قالت المصادر إن بايدن يشعر بالغضب من الطريقة التي حاول بها الحزب دفعه للخروج، وانتقد مصدر مقرب من بايدن كبار القادة الديمقراطيين لـ "تسليمنا لترامب" على حد وصفه
قال المصدر المقرب من الرئيس الأمريكي لشبكة إن بي سي نيوز: "هل يمكننا جميعًا أن نتذكر لمدة دقيقة أن هؤلاء الأشخاص أنفسهم الذين يحاولون دفع جو بايدن للخروج هم نفس الأشخاص الذين أعطونا جميعًا دونالد ترامب حرفيًا؟ في عام 2015، دفع أوباما وبيلوسي وشومر بايدن جانبًا لصالح هيلاري؛ لقد كانوا مخطئين آنذاك، وهم مخطئون الآن".
بالنسبة لبايدن وفريقه، فقد أجبرهم ذلك على الإنكار شبه اليومي والتفاعل العدائي المتزايد مع وسائل الإعلام. كما ضيّق الرئيس دائرة مستشاريه إلى عدد قليل من الأشخاص الذين يثق بهم.
ولم تمر سلسلة التسريبات ليلة الأربعاء حول مناقشات بايدن الخاصة مع زعماء الكونجرس بأن عالم بايدن يستعد لاحتمال تنحيه، دون أن يلاحظها المشرعون - وقد أدت إلى تفاقم الوضع المتوتر بالفعل في الحزب وأشار العديد من أعضاء الحزب إلى بيلوسي كشخص حرك العملية خلف الكواليس.
