أدرج الجهاز القومى للتنسيق الحضارى اسم الفنان مختار العطار، فى مشروع عاش هنا، حيث تم وضع لافتة تحمل اسمه وعنوانه على باب منزله الذى يقع في شارع المنيل، وذلك تخليداً لذكراه عبر الأجيال المختلفة.
ولد فى 3 سبتمبر 1922 بمدينة طهطا محافظة سوهاج، كان والده يعمل قاضيا، وكانت أسرته تقيم في الزقازيق، بعد أن حصل على شهادة التوجيهية التحق بقسم آداب اللغة الإنجليزية في كلية الآدب في جامعة فؤاد (جامعة القاهرة لاحقا) في القاهرة، غير أنه لم يبق فيها لأكثر من عام إذ غلب عليه شغفه بالفن التشكيلي - التحق بقسم التصوير في مدرسة الفنون الجميلة (كلية الفنون لاحقا) وتخرج فيها سنة 1947، ثم التحق بقسم الرسم فى معهد التربية للمعلمين، حيث حصل على دراسات تخصصية لعامين 1949، وبعدها حصل على دبلوم الدراسات العليا من جامعة عين شمس فى تخصص علم النفس عام 1960، وبدأ يعد رسالة الماجستير عن "العناصر العاملية للنشاط الإبداعى" بإشراف الدكتور محمد عماد الدين إسماعيل - فى شبابه فى أواخر أربعينيات القرن العشرين كان عضوًا فى الحركة الديمقراطية للتحرر الوطنى سنة 1949.
بدأ عمله بالصحافة فى دار النداء رساما ومخرجا فنيا، كما عمل وكاتب قصة ومخرجاً وسكرتير تحرير رساما لمجلة القصة نصف الشهرية من عام 1949 - في عام 1960 التحق بالعمل في التلفزيون المصري محررًا ومقدما للبرامج الفنية، أذيع له 500 برنامج منها مجموعة بعنوان "الفن والحياة".
كتب سيناريو 29 فيلمًا تسجيليًا منها سلسلة بعنوان "مع الفنانين العرب الكبار ومشاهير فنانى مصر" كما قدم 120 حلقة فى برنامج "فنون تشكيلية"، عمل سكرتير الصفحة الادبية اليومية فى جريدة صوت الأمة اليومية.
تفرغ منذ 1971 للنقد الفني ومتابعة الأحداث الفنية وتقديم تاريخ الفن في مصر والعالم بمقالات منشورة في الصحافة، فتميزت تحليلاته باستعراض العمق التاريخي والثقافي للعمل والفنان، أُعير إلى حكومة الكويت للعمل ما بين عامي 1976 1980 كموجه مقيم في المعاهد الخاصة في وزارة التربية لبرهة قصيرة، ثم انتقل إلى إدارة المناهج في الوزارة مراجعًا فنيًا للمطبوعات، كتب سنة 1970 كتاب "ساحر الأواني، سعيد الصدر" نشرت له الكثير من الدراسات في فلسفة الفن وسير الفنانين.
أقام في 1976 جناحا عن الفنانين في معهد العالم العربي في باريس، وفي 1978 اشترك في إنتاج "أصل الحكاية" في مجلة العربي مع حسن حاكم، ساهم في تأليف كتاب متحف الفن الحديث، أعد وكتب السيناريو وإخراج سبعة وعشرين فيلمًا سينمائيًا تسجيليًا لحساب التليفزيون فى سلسلة بعنوان مع الفنانين العرب لكبار ومشاهير رسامى مصر وملونيها ومثاليها ومنها فيلم لمتحف كلية الفنون الجميلة بالأسكندرية فبل تحويله الى قسم الجرافيك.
أعد للإذاعة المصرية محطة الشرق الأوسط قرابة الـ230 برنامجا خمس دقائق يوميا بعنوان فنون تشكيلية إخراج عبد الستار بدوى، كما أشرف على الإخراج الفنى للكتب المدرسية فى الكويت وتابع نشر دراساته النقدية فى صحف الكويت ومجالاتها وبينها جريدة القبس ومجلة الكويت إضافة إلى الأحاديث المذاعة فى الراديو الكويتى، ناقد فنى لمجلة رزو اليوسف ومجلة الكويت بالكويت، الناقد الفنى لمجلة المصور لمؤسسة دار الهلال حيث ينشر دراسات فى النقد وتاريخ الفنون - حوالى خمسمائة دراسة فى فلسفة الفن والتاريخ وسير الفنانين .
أسهم فى مجلة العربى الصغير الكويتية الشهرية بسلسلة من الحكايات العلمية والفنية بعنوان أصل الحكاية بالتعاون مع رسام الأطفال المعروف حسن حاكم، نشرت له مجلة الحرس الوطنى السعودية سلسلة من الدراسات فى تاريخ الفن.
وفي آخر حياته، ورغم ضعف بصره، فإنه كتب أعظم أعماله وهو "موسوعة رواد الفن وطليعة التنوير في مصر"، وقد صدر هذا الكتاب فى ثلاثة أجزاء، له إسهاماته الفكرية في مجال مفهوم ومسميات ومصطلحات الفنون دعوته لاستبدال المسميات المتداولة، والتى هى فى معظمها ترجمات عن لغات أجنبية، بسبب عدم دلالتها ولقصورها فى بعض الأوجه أو عدم شموليتها فيما يتعلق بتقنيات العمل.
أسهم بالأحاديث والمحاضرات والندوات في عرض ومناقشة قضايا الفنون الجميلة والتشكيلية وتاريخ الفن، فإنه اشترك في لجان تحكيم المسابقات الرسمية، ووضع اللوائح والنظم للصالونات والمعارض العامة التي نظمتها وزارة الثقافة، كصالون الشباب، وبينالي القاهرة.
عاش هنا
الفنان مختار العطار