تمر اليوم ذكرى دخول الحملة الفرنسية إلى القاهرة تحت قيادة الجنرال الفرنسى نابليون بونابرت، وذلك في 24 يوليو عام 1798 بعد أيام من انتصاره فى معركة إمبابة، وبجانبه قواته من كل جانب.
عزم نابليون بونابرت أثناء دخوله إلى القاهرة على توطيد احتلاله للبلاد، وذلك عن طريق إظهار الود للمصريين وإقامة علاقة صداقة مع الدولة العثمانية، كما وعد باحترام العقائد الخاصة بأهل البلاد وأن يحافظ على تقاليدهم وعاداتهم، وكان الهدف من ذلك هو إنشاء قاعدة عسكرية لتحويب مصر إلى مستعمرة قوية يمكنه منها توجيه ضربات قوية إلى الإمبراطورية البريطانية.
وكان أول قرار اتخده نابليون بونابرت هو إنشاء ديوان الثاهرة في اليوم الثاني من دخول الحملة في 25 يوليو 1798م الموافق 11 صفر 1212هـ، وكان الديوان يضم 9 أشخاص من كبار المشايخ والعلماء لحكم المدينة، كما قام بتعيين رؤساء الموظفين، واشطرت بونابرت أن يكون القرار الأخير للجيش الفرنسي فقط، والديوان ما هو إلا سلطة استشارية مقيدة تتعهد بعدم قيام أي عمل ضد مصلحة الفرنسيين، ساحبًا منهم كافة السلطات النهائية، ولم يكن الغرض من إنشاء هذا الديوان سوى تكريس الاحتلال الفرنسي والعمل تحت رقابة وأعين السلطات الفرنسية.
استهدفت حملة نابليون بونابرت على مصر الأمة الإسلامية في وقت كانت فيه غافلة عن الأحداث التي تشهدها أوروبا من حيث تطوير فنون القطال وتحديث أنواع الأسلحة والنهضة الشاملة التي تشهها البلاد، فكان ذلك حدثًا خطيرًا، وكان نابليون يمنّي نفسه باحتلال إستانبول عاصمة الدولة العثمانية وتصفية كيانها باعتبارها دولة إسلامية كبرى وقفت أمام أطماع القارة الأوروبية، وذلك بعد أن يقيم إمبراطورية في الشرق، وقد عبر نابليون عن هذا الحلم بقوله: “إذا بلغت الآستانة خلعت سلطانها، واعتمرت عمامته، وقوضت أركان الدولة العثمانية، وأسست بدلا منها إمبراطورية تخلد اسمي على توالي الأيام".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة