تاريخ انتخابات البيت الأبيض مع الموسيقي.. أبراهام لينكولن ورئيسان من الآباء المؤسسين استخدموا أغنيات عن الحرية قبل كامالا هاريس.. ميت رومني واجه أوباما بـ"Born Free"..وترامب يبدأ فعالياته بـ"It's a Man's World"

الإثنين، 29 يوليو 2024 09:04 م
تاريخ انتخابات البيت الأبيض مع الموسيقي.. أبراهام لينكولن ورئيسان من الآباء المؤسسين استخدموا أغنيات عن الحرية قبل كامالا هاريس.. ميت رومني واجه أوباما بـ"Born Free"..وترامب يبدأ فعالياته بـ"It's a Man's World" تاريخ الموسيقي فى الانتخابات الأمريكية
كتب محمد رضا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

السير على طريق البيت الأبيض، بهدف الجلوس على المكتب البيضاوي وإدارة شئون أقوي دولة على قمة النظام العالمي، يستلزم خوض رحلة تحمل في طياتها كثير من الصعوبات والمنافسة الشرسة بكل ما تحمله الكلمة من معني، وفي خضم المواجهات القوية بين المرشحين المتنافسين للفوز برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، يوجد العديد من التفاصيل في ثنايا اللقاءات الجماهيرية والمؤتمرات الفعاليات الانتخابية التي يخوضها هؤلاء الساعون لفترة رئاسية مدتها 4 سنوات.

والشاهد هنا أن المنافسة الحقيقية في انتخابات الرئاسة الأمريكية، عادة ما تكون بين مرشحي الحزبين الجمهوري والديمقراطي، لكن أوج المنافسة لا يقتصر فقط على الكلمات الحماسية والخطابات الرنانة التي يلهب بها المرشحون حماس أنصارهم، إلى جانب محاولات جذب كتلة جديدة من الداعمين بين الناخبين الحائرين أو المنحازين للجانب الآخر، بل تدخل عوامل أخري حماسية أيضًا وتتضمن رسائل مؤثرة في كسب مزيد من دعم الناخبين، منها الأغاني التي تعد خصيصًا للمرشحين لتتضمن رسائل موجهة بعناية إلي بعض الفئات التي يرغب المرشح الرئاسي في كسبهم لصفه، أو بعض الأغاني الخاصة بنجوم عالميين وتتماشي أيضًا مع برنامج المرشح وأهدافه.

تاريخ الموسيقي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، طويل جدًا ومتعدد في ملامحه منذ الرؤساء المؤسسين للولايات المتحدة الأمريكية قبل قرنين من الزمان وحتي يومنا هذا، ونحن على مشارف إعلان اسم الرئيس الأمريكي السابع والأربعون، في ظل منافسة قوية يتبارز على قمتها المرشح الجمهوري دونالد ترامب الرئيس الأمريكي السابق، وكامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن.

دونالد ترامب يختار أغنية "It's A Man's Man's Man's World"

وبالحديث أولًا عن الملحمة الموسيقية التي تشهدها انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، نجد البداية من الحملة الانتخابية لـ دونالد ترامب، عندما دخل الرئيس الأمريكي السابق إلى المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري على أنغام الأغنية الشهيرة "It's A Man's Man's Man's World" لـ جيمس براون، وذلك بعد 5 أيام فقط من محاولة اغتياله خلال تجمع انتخابي في باتلر، في بنسلفانيا.

وظهر دونالد ترامب في المؤتمر - الذى انتهى باختياره ليكون المرشح الرسمي للحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية نوفمبر المقبل – وهو يرفع قبضته ويبتسم لأنصاره، ثم صفق أثناء توجهه للمنصة، كما وجه ترامب التحية لأنصاره وسط تصفيق حاد منهم، وجاء ظهور ترامب وهو مغطي الأذن بضمادة بيضاء اللون على مكان إصابته.

الأغنية الشهيرة "It's A Man's Man's Man's World"، هي أغنية درامية ناجحة من نوع "R&B" تنسب الفضل إلى الرجال في الاختراعات الرئيسية للحضارة الحديثة، بينما تقول إن "كل هذا لا يعني شيئا بدون امرأة أو فتاة".

ترامب في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري
ترامب في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري

كامالا هاريس تلجأ لأغنية بيونسيه "Freedom"

لم تمر أيام كثيرة حتي انتشر أول فيديو للحملة الرئاسية لنائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، الذي يُظهر تردد إيقاع مألوف يتناول قضايا العنف المسلح والرعاية الصحية والإجهاض، يصاحبه مقطع من أغنية "Freedom" للنجمة العالمية بيونسيه، وهي مقطوعة من ألبومها الشهير "Lemonade" لعام 2016، ويشار إلى أن أحد مسئولي حملة هاريس - لم يكشف عن هويته – أكد أن بيونسيه منحت هاريس الإذن لاستخدام الأغنية.

وتقول هاريس في المقطع: "لقد اخترنا الحرية"، ثم تبدأ جوقة بيونسيه القوية: "الحرية! الحرية! لا أستطيع التحرك / الحرية، أطلقوا سراحي! نعم"، لتصبح بذلك "Freedom" الأغنية الرسمية لحملة هاريس الانتخابية، حيث استخدمت أغنية "الحرية" خلال ظهورها العلني الرسمي الأول كمرشحة رئاسية في مقر حملتها في ديلاوير، يوم الاثنين 22 يوليو، ثم مرة أخرى يوم الثلاثاء الذى يليه، في بداية ونهاية تجمعها الانتخابي في ميلووكي.

ووفقًا لما نشره موقع وكالة "أسوشيتدبرس"، فإن ألبوم "Lemonade" تم الاحتفال به كمجموعة أعمال كاملة، وباعتباره عملاً كلاسيكيًا، ومجموعة من الأغاني والمرئيات التي تغير قواعد اللعبة والتي تعمل كفحص للمحنة الشخصية والظلم المجتمعي، حيث توجد أغاني الانتقام حول الخيانة الزوجية بجوار عروض الدعم لحركة Black Lives Matter.

بدورها، تقول أوميسيكي تينسلي، الأكاديمية ومؤلفة كتاب "Beyoncé in Formation: Remixing Black Feminism"، إن بيونسيه أدت أغنية "الحرية" على وجه الخصوص بطرق أوضحت أنها أغنية سياسية، وأضافت: "لقد قدمتها في كوتشيلا؛ ثم انتقلت إلى أغنية "Lift Every Voice"، النشيد الوطني للسود، كما استخدم الناشطون هذه الأغنية قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2016، وفي عام 2020، استخدمها الناشطون مرة أخرى، وفي أعقاب مقتل جورج فلويد.. إنها أغنية أمل.. إنها أغنية رفع المعنويات".

وفى السياق ذاته، تقول كينيترا دي بروكس، الأكاديمية ومؤلفة كتاب "The Lemonade Reader"، "إن أغنية "الحرية" مهمة للغاية لأنها تظهر أن الحرية ليست مجانية، وأن الحرية في أن تكون على طبيعتك، والحرية السياسية هي فكرة مفادها أنه يجب عليك القتال من أجل الحرية، وأنها قابلة للانتصار"، وذلك في إشارة إلى بعض كلمات الأغنية: "سأحطم السلاسل بنفسي / لن أدع حريتي تتعفن في الجحيم / سأستمر في الركض / لأن الفائز لا يستسلم لنفسه".

وتتفق تينسلي مع هذا الرأي، قائلة: "هؤلاء هم الفائزون الذين تستحضرهم كامالا.. كيف تستخدم كامالا الموسيقى والأصوات الموسيقية البارزة لإلهام الناس لأخذ المرأة السوداء على محمل الجد؟.. أعتقد أن بيونسيه، وكيندريك لامار، هما الصوتان اللذان يجعلان هذه الرسالة واضحة"، فيما تضيف بروكس: "إن هاريس تستفيد من طاقة الشباب وتدمجها في حملتها الانتخابية.. تذكروا الفئة السكانية التي تريدها: إنها تريد الشباب".

وتقول تينسلي: "لقد كان الديمقراطيون في مختلف المجالات يقولون إن الحرية على المحك، وهذا يجعل هذا القول حرفيا بمثابة "لازمة".. فهي تربط حملتها بدعوة حرفية إلى الحرية وتذكير بأن هذا هو ما هو على المحك".

هل تختلف أغنية "الحرية" لـ بيونسيه عن أغاني الحملات الانتخابية السابقة؟

الأغاني التي تحمل عنوانًا أو مقطعًا موسيقيًا عن الحرية، لم تكن بدايته مع كامالا هاريس، بل هناك تاريخًا طويلاً لأغاني الحملات الرئاسية الأمريكية مع هذا النوع من الأغاني - وفقًا لما قاله إريك ت. كاسبر، الأكاديمي والمؤلف المشارك لكتاب " Don’t Stop Thinking About the Music: The Politics of Songs and Musicians in Presidential Campaigns "، بدأ منذ أيام الرؤساء المؤسسين مطلع القرن التاسع عشر.

وفى هذا الصدد، يقول تقرير لموقع وكالة "أسوشيتدبرس"، إنه في عام 1800، استخدم جون آدامز الرئيس الثاني للولايات المتحدة الأمريكية، وهو أحد الآباء المؤسسيين، أغنية "Adams and Liberty"، في حملته الانتخابية أمام توماس جيفرسون، وهي الانتخابات الرئاسية التي تقاعد بعدها في ماساتشوستس.

وفى نفس الانتخابات التي جرت عام 1800، لجأ توماس جيفرسون الرئيس الأمريكي الثالث، إلي استخدام أغنية "The Son of Liberty"، لتصبح الأغنية الأساسية لحملته الانتخابية، في مواجهة خصمه العنيد جون آدامز وأغنيته "Adams and Liberty"، حيث كانت تدور المبارزة الموسيقية بين الحملتين الانتخابيتين حول رسائل الحرية، في وقت لم تكن الولايات المتحدة تخلصت فيه بعد من العبودية وأثارها السلبية على المجتمع الأمريكي، والذي نشطت فيه أيضًا جهود التحرر وإلغاء العبودية.

كذلك لحق بهم أبراهام لينكولن الرئيس الأمريكي السادس عشر، مستخدمًا أيضًا أغنية عن الحرية في حملته الانتخابية خلال العام 1860، وهي "Lincoln and Liberty"، والذى أصدر بالفعل في 22 سبتمبر 1862، وتحديدًا في العام الثاني من ولايته، إعلان تحرير العبيد الأول، والذى يحدد تاريخًا لحرية أكثر من 3 ملايين مستعبد في الولايات المتحدة، ويعيد صياغة الحرب الأهلية، عام 1861، على أنها حرب ضد العبودية.

ميت رومني أول من استخدم أغنية عن "الحرية" بعد الآباء المؤسسين

وفى العصر الحديث، تحديدًا عام 2012، سار المرشح الرئاسي الجمهوري ميت رومني، على خطي أسلافه مستخدمًا أغنية "Born Free" للمغني كيد روك، في حملته الانتخابية خلال مواجهة المرشح الديمقراطي باراك أوباما الرئيس الأمريكي الأسبق، وحينها قالت حملته إن استخدامه لهذه الأغنية أمر طبيعي حيث أن رومني، وروك، من موطن واحد هو منطقة ديترويت، أكبر مدن ولاية ميشيجان الأمريكية.

وفيما يتعلق بموقف كيد روك، في هذا التوقيت، من استخدام أغنيته في الانتخابات الرئاسية، اتضح من خلال بيان نشره على موقعه الإلكتروني، قال فيه: "لا يحتاج هو أو أي شخص آخر يريد استخدام أغنيتي إلى إذني.. لقد قلت إنه يستطيع استخدامها، وأود أن أقول نفس الشيء لأي مرشح آخر.. يجب أن أؤمن قليلاً بأن كل مرشح يشعر بأنه قادر على مساعدة هذا البلد.. بدون الإيمان، لن نحصل على أي شيء.. أنا أؤلف الموسيقى حتى يسمعها الناس.. عيد ميلاد سعيد يا رفاق.. استمروا في العمل".

وفى الختام، يقول إريك ت. كاسبر، إن "استخدام أغنية تحمل هذا النوع من العنوان، أو مقطع غنائي يحتوي على كلمات تشير إلى الحرية، غالباً ما يحاول تصوير المرشح على أنه يدعم الاستقلال الشخصي للناخبين وأمنهم من تجاوزات الحكومة".

المرشح الرئاسي السابق ميت رومني
المرشح الرئاسي السابق ميت رومني

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة