المتحف المصرى هو أقدم متحف أثرى فى الشرق الأوسط، ويضم أكبر مجموعة من الآثار المصرية القديمة فى العالم، ويعرض مجموعة كبيرة تمتد من فترة ما قبل الأسرات إلى العصرين اليونانى والرومانى، ومن بين القطع التى تعرض بالمتحف تمثال يمثل الملك زوسر، ولهذا نستعرض قصة الملك وتمثاله.
تمثال يمثل الملك زوسر أول حكام الأسرة الثالثة وصاحب الهرم المدرج بجبانة سقارة جالسا على عرشه، ويعد هذا التمثال، المرسوم في الأصل، أقدم تمثال بالحجم الطبيعي معروف في مصر، وقد تم العثور عليه أثناء حفائر مصلحة الآثار المصرية في الأعوام 1924-1925 داخل السرداب (الاسم العربي لـ «القبو») الواقع في الجانب الشرقي، من الهرم المدرج وتم استبداله الآن بنسخة طبق الأصل من الجبس.
قام اللصوص القدماء بإزالة العيون التي كانت في الأصل مطعمة بالكريستال الصخري، ونقشت على قاعدة التمثال ألقاب الملك واسمه حورس نتجيرخت "جسده إلهي" بالنص الهيروغليفي، يعود التمثال للأسرة الثالثة، عهد زوسر (2592 – 2566 ق.م)، وتم العثور عليه فى منطقة آثار سقارة.
"حكاية الملك زوسر"
الملك زوسر تولى العرش بعد سلفه الملك خع سخموي "آخر ملوك الأسرة الثانية، ومن المحتمل جدًّا أنه كان أخاه الأصغر لا ابنه، ويعد المؤسس للأسرة الثالثة، وقد دام حكمه نحو 29سنة، وكان من أهم ملوك هذا العصر.
وقد بنى الملك زوسر لنفسه مقبرتين واحدة منهما بصفته ملكًا للوجه القبلي وهي واقعة في شمال "العرابة"، والمقبرة الثانية قد شيدت له باعتباره ملكًا للوجه البحري، وهي واقعة على الهضبة التي فيها جبانة "منف" وهي المعروفة الآن بسقارة، وهذه المقبرة تعد أقدم هرم عرف إلى الآن في التاريخ، والذى يعرف الآن بالهرم المدرج، والمهندس الذي وضع تصميم هذا البناء الغريب الذي يعتبر أضخم بناء من الحجر في عصره في وادي النيل هو "أمحوتب"، الذي كان زيادة على نبوغه في الهندسة ملمًّا بعلم الطب وراسخ القدم في الإدارة، وقد كانت له شهرة عظيمة في عصره وما بعده، حتى إنه اعتبر كإله للطب.
ويعد الملك زوسر أول ملك توغل في نوبيا السفلى فيما وراء الشلال إلى المحرقة في منتصف الطريق إلى الشلال الثاني، وهو الذي ينسب إليه اليونان فتح الإقليم المعروف باسم "دوديكاشين" أي المنطقة التي يبلغ طولها نحو ١٤٣ كيلومترًا من الفنتين فصاعدًا.