عبد الوهاب الجندى

مصر الداعم الأكبر لاستقرار السودان وملاذ آمن للأشقاء السودانيين

الإثنين، 08 يوليو 2024 06:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

منذ اللحظات الأولى لاندلاع شرارة الحرب في أبريل 2023 بدولة السودان، وأطلقت البنادق رصاصها على أبناء الأمة، لا فرق بين شيخ أو امرأة، صغيرا هو أو كبير، وشنت الطائرات الحربية غاراتها على مساكن أبناء الوطن، كانت مصر هي الملاذ الآمن للأخوة الأشقاء في الجارة الجنوبية، وفتح المصريون أبوابهم أمام الفارين من جحيم الاقتتال، وسخرت القيادة المصرية، كافة مؤسسات الدولة المعنية لاحتواء الأزمة وحقن دماء الشعب السوداني، حرصا على استقرار ووحدة السودان وعدم التدخل فى شئونه الداخلية وسلامة شعبه الشقيق.


وفور اندلاع الحرب، فتحت مصر معابرها البرية والبحرية الحدودية مع السودان، لإجلاء الرعايا الأجانب والراغبين في مغادرة الأراضي السودانية، حيث تم فتح منفذي قسطل وأرقين الحدوديين مع السودان وتخصيص نقاط متقدمة من الهلال الأحمر المصري في الميناءين، وتوفير مزيد من عربات الإسعاف بالتنسيق مع الإسعاف المصري، فضلا عن تنفيذ 7 رحلات جوية إلى ميناء بورتسودان في إطار جسر الإجلاء الجوي.


وفي مايو 2023، وتنفيذًا لتوجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، وفى إطار دعم وتضامن جمهورية مصر العربية مع الشعب السوداني الشقيق في مختلف المحن والأزمات، أقلعت طائرتا نقل عسكريتان من قاعدة شرق القاهرة الجوية إلى مطار بورسودان محملتان بأطنان من الشحنات الطبية المقدمة كإهداء من وزارة الصحة والسكان المصرية للمساهمة في تخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين.
و أقامت القوات المسلحة المصرية جسرا جويا على مدار "أربعة"  أيام بإجمالي عدد "27" طائرة حربية لإجلاء المواطنين، كذا تقديم "2" طن مواد غذائية لكافة الرعايا.

واستنفرت الخارجية المصرية، وخصصت خطوطا ساخنة لاستقبلا المكالمات الهاتفية من الراغبين في العودة من المواطنين إلى أراضي الوطن، كما  دعا وزير الخارجية السابق حينها، سامح شكري، منذ اللحظة الأولي للازمة  إلى ضرورة العودة إلى الحوار السياسي في السودان، داعيا لوقف إطلاق النار وضمان الالتزام به.

وقامت الإدارة العامة للجوازات والهجرة التابعة لوزارة الخارجية، بمضاعفة عدد العاملين بالجوازات بمينائي (أرقين – قسطل) لاستيعاب كثافة القادمين من السودان من مختلف الجنسيات لسرعة إنهاء كافة إجراءات الوصول.

ودفعت وزارة الصحة، بعدة عيادات متنقلة إلى ميناء أرقين البري لتقديم الخدمات الطبية للحالات المرضية القادمة من السودان، بالإضافة إلى توفير عددا من سيارات الإسعاف لتقديم الخدمة الطبية ونقل الحالات الحرجة إلى مستشفيات (أبو سمبل – أسوان)، وتم إرسال 25 طن دواء لوزارة الصحة السودانية لدعم الأشقاء السودانيين، لاسيما وأن 80% من المستشفيات السودانية أصبحت خارج نطاق الخدمة.

وعن دور وزارة النقل التي قامت بالتنسيق الفوري مع كافة الجهات المعنية من "جوازات - جمارك - شرطة - حجر صحى وغيره) لإجلاء المواطنين والرعايا الأجانب من السودان، وقام جهاز تنظيم النقل البرى الداخلي والدولي بتوفير اتوبيسات من شركات وزارة النقل، علي نفقة وزارة النقل لنقل العائدين من الجارة الجنوبية.

كما قامت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بتوفير الخطوط الهاتفية للقادمين من السودان لطمأنه ذويهم، فضلا عن إصدار قرارات من محافظة السودان بالدفع بالوسائل المواصلات لنقل الرعايا الأجانب وتوفير مستلزمات لوجيستية (مأكولات جافة – مياه – عصائر) بكافة المنافذ، وإنشاء مظلات (تندات) خارج المنافذ للانتظار لحين الانتهاء من كافة الإجراءات، كما وفرت وزارة التضامن الاجتماعي مواد إغاثة ووجبات غذائية على الحدود، وتقديم مساعدات عاجلة للقادمين من السودان، ودعم سبل العيش للوافدين تحت مظلة وزارة التضامن الاجتماعي.

وبعد شهور قليلة وتحديدا في 13 يوليو 2023، من بداية الحرب، دعت القيادة المصرية، إلى عقد قمة لدول جوار السودان، لبحث سبل إنهاء الصراع الحالي وتداعياته السلبية واتخاذ خطوات لحقن دماء الشعب السوداني، ووضع آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار، لتسوية الأزمة في السودان بصورة سلمية، بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى لتسوية الأزمة.

وفي مايو 2023، أيضا رحبت  مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية ببدء المحادثات الأولية بين ممثلين عن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في مدينة جدة السعودية، وأعربت  مصر عن تطلعها لأن تسفر المحادثات عن وقف شامل ودائم لإطلاق النار، يحفظ أرواح ومقدرات الشعب السوداني الشقيق، وييسر وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية للمتضررين.

كما شهدت القاهرة في مايو 2024، توقيع عددا من الكيانات والقوى السياسية السودانية، وثيقة تتضمن رؤية بشأن إدارة الفترة التأسيسية الانتقالية، بهدف تقديم رؤية سياسية موحدة للتعاطي مع الأزمة السودانية، والتمهيد لحوار سوداني - سوداني يقدم خارطة طريق سياسية للحل الشامل للأزمة في السودان.

واستمرار لجهود الدولة المصرية، فى تحقيق أمن استقرار المنطقة، نجحت القاهرة بتاريخ 6 يوليو 2024، في تحقيق التوافق بين القوى السياسية والوطنية السودانية، التى جمعتهم القاهرة بالعاصمة الإدارية الجديدة، تحت عنوان: معا لوقف الحرب فى السودان، وقدمت القوى السياسية والوطنية الشكر للرئيس السيسى، والشعب المصرى كافة على مساندة السودان وشعبها فى الأزمة التى يمر بها.

التوصيات الصادرة من القوى السياسية والوطنية السودانية، أشار إلى الدور المصري الذي يعمل بجهد كبير على حقن دماء الشعب السوداني، ووقف الحرب وإنهاء الصراع، واعتبر تلك القوى أن اجتماع القاهرة هو بمثابة الـ"فرصة الجيدة لوقف الحرب وإنهاء الاقتتال".

لا شك أن كل تلك الجهود السياسية والاجتماعية والدبلوماسية تؤكد أن مصر هي الداعم الأكبر لاستقرار الدولة السودانية، وملاذ آمن للأشقاء السودانيين، الذين تشاهدهم يعيشون بسلام وأمان في شوارع المحروسة، متمتعين بكافة الحقوق التي يتمتع بها المواطن المصري.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة