أشهر كتب الحب.. رحلة مخطوط طوق الحمامة لابن حزم من العثمانيين إلى هولندا

الإثنين، 08 يوليو 2024 09:00 ص
أشهر كتب الحب.. رحلة مخطوط طوق الحمامة لابن حزم من العثمانيين إلى هولندا ابن حزم
عبد الرحمن حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في منتصف القرن السابع عشر وسط تعقيدات في العلاقات الأوروبية العثمانية، عينت الجمهورية الهولندية سفيرًا جديدًا في إسطنبول يُدعى ليفينوس وارنر لتمثيل بلاده في البلاط العثماني، وبقي في هذا المنصب لمدة 22 عامًا، حيث أصبح، بالإضافة إلى متابعة حروب وتطورات الإمبراطورية العثمانية، جامعًا متحمسًا للمخطوطات العربية.

عندما توفي العالم والموسوعي العثماني الكبير الحاج خليفة (المعروف أيضًا باسم كاتب جلبي) عام 1658، وقع كنز نادر في يد وارنر وكان الحاج خليفة يمتلك إحدى أكبر المكتبات الخاصة في إسطنبول، وقد اشترى منها وارنر حوالي 1000 كتاب وفقا لمجلة newline magazine.

ومن حسن حظ القراء والعلماء على حد سواء، أن أحد الكتب النادرة التي تم الحصول عليها في هذا الشراء الضخم هو كتاب “طوق الحمامة”، وهو كتاب ألفه الموسوعي والفقيه الأندلسي ابن حزم (994-1064) ويعتبر "طوق الحمامة" أحد أكثر الأعمال الحقيقية عن الحب والعاطفة باللغة العربية، وقد ظل جوهرة مخفية في مكتبة جامعة ليدن  الهولندية حتى أوائل القرن التاسع عشر، عندما قام المستشرق الهولندي راينهارت دوزي، المتخصص في التاريخ والحضارة الأندلسية، بترجمته.

أخذ دوزي قصة حب ابن حزم الأولى من “طوق الحمامة” وترجمها بشكل أنيق إلى الفرنسية ثم انتشرت القصة في جميع أنحاء أوروبا وترجمت إلى الألمانية والإسبانية والروسية، مما أدى إلى حصول كتاب ابن حزم على شهرة عالمية.

وعلى عكس مؤلفاته الفقهية يقف «طوق الحمامة» كعمل يتعامل مع الحب والرحمة بطرق واضحة وبلا خجل، ويؤرخ الحالة العقلية للعشاق والسيرة الذاتية الرومانسية للمؤلف.

وجاء الدافع لتأليف هذا الكتاب من أحد الأصدقاء المقربين، الذي طلب من ابن حزم أن يكتب "بشكل واقعي عن وصف الحب ومعانيه وأسبابه ومقدماته، وما يحدث له وبسببه"، كما يروي ابن حزم في "المقدمة".

ولا يقتصر الكتاب على الحب فقط: فهو يضم مراجع واسعة، تشمل إشارات إلى المشايخ الذين علموا ابن حزم، وإلى شخصيات عامة في قرطبة عاصمة الأندلس الإسلامية، ومراجع تاريخية، وأحداث مهمة، وحفلات خاصة، والتخطيط العمراني لقرطبة، والتاريخ ومنازل عائلة اين حزم وأسلوب حياتهم ولم تكن مثل هذه الكتابة شائعة في الأدب في ذلك الوقت.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة