استمرارا لانتصارات حزب العمال البريطاني بعد الفوز الساحق فى الانتخابات العامة، لاقت الأيام الأولى لحكومة كير ستارمر الكثير من الاستحسان من المراقبين، حيث اجتمع بحكومته الجديدة رافعا شعار "حان وقت الوفاء بالتعهدات".
وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن رئيس الوزراء البريطاني حشد حكومته الجديدة خلف أجندة طموحة لإصلاح الخدمات العامة المتداعية في البلاد وإعادة ضبط العلاقات المتضررة في الخارج خلال أول يوم كامل له كرئيس للوزراء.
وبعد 48 ساعة غير عادية شهدت فوز حزب العمال بانتصار ساحق في الانتخابات العامة بأغلبية كبيرة في مجلس العموم بلغت 174 صوتًا بينما تم هزيمة حزب المحافظين، قال ستارمر إنه "متشوق للتغيير" ومصمم على الوفاء بتعهداته خلال حملته الانتخابية.
وأكد رئيس الوزراء على أهمية وفاء كل وزير بتعهدات الحزب والحفاظ على أعلى معايير النزاهة. وقال: "لقد أتيحت لي الفرصة لأعرض على حكومتي ما أتوقعه منهم على وجه التحديد فيما يتعلق بالمعايير والتنفيذ والثقة التي وضعتها البلاد فيهم".
وأوضح ستارمر أنه في ظل قيادته، ستعود السياسة إلى واجب الخدمة، على النقيض من الأعوام الأربعة عشر الأخيرة من حكم حزب المحافظين. وقال: "المصلحة الذاتية هي سياسة الأمس".
وبعد وقت قصير من اجتماع مجلس الوزراء، انتقل مباشرة إلى المؤتمر الصحفي الأول لرئاسته للوزراء، والذي أصر فيه على أنه لن يضيع أي وقت في بدء مهمة الحكومة المتمثلة فى التجديد الوطني.
وقال إن هناك حاجة إلى "الصدق التام" بشأن حالة الخدمة الصحية، متفقًا مع وزير الصحة ويس ستريتنج، الذي قال فى تصريحاته الأولى كوزير إن خدمة الصحة الوطنية "معطلة" بشكل أساسي.
وقال ستارمر إن العمل على تحقيق تعهد حزب العمال بإجراء 40 ألف تعيين إضافي في هيئة الخدمات الصحية الوطنية أسبوعيًا "يبدأ على الفور"، مضيفًا أن الوزراء يبحثون في كيفية قيام مستشفى سانت توماس في وسط لندن والمستشفيات الأخرى في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك ليدز، بزيادة المواعيد بالفعل بمحض إرادتهم من خلال وضع مخططات يتم بموجبها منح الموظفين حوافز للعمل في وقت لاحق من المساء وفي عطلات نهاية الأسبوع.
وفيما يتعلق بحالة الاكتظاظ في سجون البلاد، قال ستارمر إن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراء عاجل.
وأضاف "لدينا عدد كبير جدًا من السجناء، وليس لدينا ما يكفي من السجون. هذا فشل ذريع للحكومة الأخيرة – بغض النظر عن انتمائك السياسي، فهذا فشل للحكومة."
وقال إن حكومته ستنظر في كيفية تخفيف قواعد التخطيط حتى يمكن بناء المزيد من السجون بشكل أسرع، وكذلك في التدخلات المبكرة للتأكد من عدم تورط الصبية الصغار على وجه الخصوص في جرائم مثل جرائم السكاكين.
وقال مصدر في وزارة العدل مساء السبت: "كما قال رئيس الوزراء أمس، سجوننا بها مشكلة. وبعد 14 عاماً من الإهمال، أصبحت هذه المؤسسات غير آمنة، وعلى وشك الانفجار بشكل كارثي. هذه ليست أزمة غير متوقعة ولكنها أزمة ناجمة عن الإدارة غير المسئولة. ولم يبق أمامنا أي خيار سوى النظر في قرارات صعبة على المدى القصير والطويل لنزع فتيل هذه القنبلة الموقوتة."
وفي وقت متأخر من يوم الجمعة، عين ستارمر رجل الأعمال والناشط في إصلاح السجون جيمس تيمبسون وزيرا جديدا للسجون.
