قدم "اليوم السابع" تقريرا من من داخل قسم جراحة المخ والأعصاب للأطفال بالمستشفى الجامعي بمحافظة الإسكندرية، التي تم إجراء عملية فصل رأس طفل ملتصقة بأخرى ونجاح العملية الأولى من نوعها تتم داخل المستشفيات الجامعية.
قال الدكتور وائل خضر رئيس وحدة جراحة المخ والأعصاب للاطفال بالمستشفى الجامعي بالإسكندرية، أن حالة الطفل وصل بمرافقة والدته وجدته الي المستشفي وعمره 15 يوما ، تم استقبال حالة الطفل وعمل الإجراءات اللازمة من الأشعة والتحليل وذلك لإجراء عملية للطفل وهي تسمي طفل برأسين أحدهما تسمي رأس متطفلة وتم حجزهم بوحدة جراحة المخ والأعصاب قرابة 3 أشهر مع تقديم العلاج وتغذية خاص للحالة حتي إجراء العملية للطفل.
وأضاف الدكتور وائل خضر لـ"اليوم السابع"، أن وحدة جراحة المخ والأعصاب للاطفال بالمستشفي أنشأت منذ 5 سنوات تحت إشراف 3 رؤساء أقسام هما الدكتور ياسر البناء والدكتور وليد السعدني والدكتور علاء النجار، وتطورت بشكل كبير جدا عن طريق كلية الطب ومساهمة المجتمع المدني السكندري لدرجة إنشاء وحدة مطورة تسطيع استقبال جميع الحالات الدقيقة لجرحات المخ والأعصاب للأطفال من أول أورام المخ للأطفال وحالات العيوب الخلقية للأطفال ، ذلك نجحنا في الوصول الي إجراء اصعب واندر حالات موجودة في العالم للطفل ونفصل رأس الطفل من خلال الرأس المتطفل، وذلك بمشاركة الأطباء في العناية المركزة والتحليل والوزن والتغذية والاشاعات اللازمة والدقيقة .
وأوضح أن الأشعة أظهرت أنها معقدة جدا لدرجة أن الفصوص الموجودة في الرأس المطفلة كانت دقيقية جدا والرأس متلاصقة داخل رأس الطفل وكذلك هناك شرايين واوردة مشركين في راس الطفل ، وتم تحديد إجراء العملية يوم الثلاثاء الماضي ، بعد أن بذل أطباء التخدير مجهود كبير أثناء إجراء العملية، لتسهيل عملية فصل قرابة كيلو وثمانمائة جرام والتي تتعدي السدس من جسمه، وتعويض االدم الناتج عن النزيف أثناء إجراء العملية وأيضا وجود أطباء التجميل من أجل إعادة الشكل الجمالي للطفل وأثناء العملية تواجد الطب الطبيعي لتخطيط الأعصاب للافادة في نفس حالة الطفل.
وتابع: الحمد لله ربنا وفقنا خلال 10 ساعات ونجاح العملية ، وفي اليوم الأول تابعنا تجلطات الدم وعدت بنجاح والمرحلة الثانية فصله من علي جهاز التنفس الصناعي، والمرحلة الثالثة الأطول والأخطر، وهي مرحلة الالتهابات لأن الطفل غير دمه والأملاح وجهاز المناعة، وذلك لأن مناعته ضعيفة حتى نجاح العملية .
وأوضح الدكتور وائل خضر، أن الرأس المتطفلة التي تمت استئصالها هي رأس كاملة النمو في المخ ووجود شرايين بالأعصاب والأوردة وعيون وأنف جزء شبه الفم واذن ورقبة لكن غير مكتمله النمو وهي رأس بلا روح ، كما وضحت الصور للطفل، وهي حالة نادرة لأول مرة وسوف يتم تسجيلها في المجلات العلمية العالمية .
وأشار الدكتور وائل خضر، خلال جولة، داخل وحدة العناية المركزة التي يتلقي بها الطفل العلاج والملاحظة اللازمة، إلى أن العملية أجريت داخل كبسولة مخصصة ومحكمة التعقيم ، تحت اشراف الدكتور علاء النجار رئيس القسم ، وان الطفل حاليا يتلقي العلاج بشكل طبيعي من خلال الأدوية من مضادات حيوية ومباشرة علاج الجروح والحالة مستقرة ، ودعوات الجميع لخروج الحالة بشكل طبيعي ، وخروج الحالة في خلال اسبوعين او ثلاثة تقريبا .
فيما قالت ندي عادل والدة الطفل الملتصق، إن حملها بابنها كان طبيعيا جدا ولا يوجد أي أعراض أخري ، حتي اكتشفت من أحد الاطباء أن ابنها مصاب بمياه على الرأس، وبعد ولادته اكتشفت أنه ملتصق بالرأس.
وأضافت ندي عادل لـ" اليوم السابع": "بعد أسبوع من ولادته ووضعه في الحضانه بإحدي مستشفيات البحيرة ، والأطباء أبلغوني أن ابني سوف يتوفي بعد مرور أسبوع ، وبعد حضورنا الي المستشفى الجامعي بالإسكندرية تابعوا حالة ابني لمدة أسبوع تحت الملاحظة حتي إجراء العملية التي استمرت لمدة 10 ساعات والحمد لله نجحت العملية وحالته مستقرة الآن".
وأشارات والدة الطفل، إلى أنها ليست المرة الأولي لها فقد أنجبت من قبل طفل آخر ، والطفل الآن طبيعي ويتلقى العلاج بشكل كامل، موجهة الشكر لكل الأطباء الذين قاموا بإجراء العملية وفصل الرأس الملتصق لابنها.
وهنأ الدكتور عبد العزيز قنصوه، رئيس جامعة الإسكندرية، الفريق الطبي بقسم جراحة المخ والأعصاب بكلية الطب برئاسة الدكتور علاء النجار، على نجاح عملية فصل أول حالة توأم ملتصق بالرأس والمخ، ترأس الفريق الطبي الجراحى الدكتور وائل خضر رئيس وحدة جراحة المخ والأعصاب للأطفال، واستغرقت العملية 10 ساعات كاملة، وذلك بالمستشفى الرئيسي الجامعى قسم جراحة المخ والاعصاب.
وأشار الدكتور علاء النجار رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب، أن العملية تعتبر من الحالات النادرة الحدوث، حيث يعتمد نجاح العمليات على حسن التحضير قبلها، موضحاً أنه تم حجز التوأم بالعناية المركزة للأطفال لمتابعتهم تحت إشراف استشاريين فى المخ والأعصاب والأطفال حديثى الولادة والتخدير، لافتاً أنه على الرغم من أن العديد من حالات التوائم الملتصقة لا يعيشون عند ولادتهم، أو يموتون بعد الولادة بوقت قصير، فإن التطوُّر والتقنيات الطبية القائمة بعناية جراحة المخ الأعصاب للأطفال بجامعة الاسكندرية قد ساهمت في تحسين معدلات بقاء التوأم على قيد الحياة وتحضيره بالشكل الأمثل لإجراء العملية الجراحية.
وتمكن الفريق الطبي من فصل التوأم الملتصق بعد عملية طويلة ومعقدة استغرقت حوالى 10 ساعات، وذلك في غرف عمليات كبسولة وهي الأحدث في العالم حيث تحافظ علي بيئة خالية من الجراثيم ومزوده بميكروسكوب جراحى متطور. ساهم فى الجراحة فريق طبي من الأساتذة الاستشاريين والاخصائيين من الجراحين من المخ والأعصاب وجراحة التجميل، وساهم قسم التخدير بالإعداد الجيد قبل العملية ومتابعة المريض أثناء الجراحة كما ساهم استشاري الاطفال حديثي الولادة بالتحضير والمتابعة بعد العملية، فضلاً عن الدور الهام والحيوى لقسم الأشعة التشخيصية لدقة وتفاصيل الأشعة قبل العملية لمعرفة الشرايين والأوردة المهمة الموجودة فى مكان الإلتصاق ومناقشة ذلك مع الفريق الجراحى والتي يتوقف عليها خطوات الجراحة.
كما شارك قسم الطب الطبيعي أثناء الجراحة لتسجيل وظائف المخ الحيوية لعدم الإضرار بها أثناء الفصل وذلك باستخدام أحدث الأجهزه المتوفرة بغرفة العمليات بقسم جراحة المخ والأعصاب بعد تطويرها مما جعلها تضاهي أحدث غرف العمليات فى العالم. هذا وقد نجحت الجراحة ويرقد المريض حالياً في غرفة العناية المركزة للأطفال وجارى متابعته على مدار الساعة.
ندي عادل والدة الطفل الملتصق
والدة الطفل الملتصق وجدته أمام المستشفي
الدكتور وائل خضر رئيس وحدة جراحة المخ والأعصاب للأطفال
اليوم السابع داخل قسم جراحة المخ والأعصاب للأطفال بالمستشفى الجامعى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة