رسائل حاسمة، وتحذيرات مجددة أطلقتها الدولة المصرية الخميس من خطورة اتساع دائرة الصراع فى الشرق الأوسط، فى ظل غياب حلول واضحة للأزمة الإنسانية فى قطاع غزة التى تشهد عدوانًا إسرائيليا ممتدًا منذ 7 أكتوبر الماضى، تزامن خلال الأيام القليلة الماضية مع موجة تصعيد واضحة فى الضفة الغربية.
وفى زيارة أجراها وفد من الكونجرس الأمريكى برئاسة السيناتور جونى ارنست للقاهرة، حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على تجديد التحذيرات المصرية من خطورة حالة التصعيد والتوتر التى تشهدها المنطقة بسبب استمرار الحرب بقطاع غزة، كما حذر من التصعيد الإسرائيلى الحالى فى الضفة الغربية، الذى يزيد بشدة من مخاطر تعقيد الموقف الإقليمى.
وشدد الرئيس السيسى خلال استقباله وفد الكونجرس على ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولى لوقف هذا التصعيد بالأراضى الفلسطينية، والعمل على تنفيذ ما تم التوافق عليه دوليًا ويحظى بشرعية كاملة بشأن حل الدولتين، الذى يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وبما ينقل المنطقة إلى واقع جديد يسوده السلام والعدل والأمن بشكل مستدام، بدلًا من الوضع الحالى الذى يُنذر بالعنف والدمار وإهدار مقدرات الشعوب.
وفد الكونجرس الذى أكد خلال اللقاء مع الرئيس السيسى، تقديره البالغ للموقف المصرى والدور الذى تلعبه القاهرة لخفض التصعيد فى المنطقة لتحقيق أهداف السلام والاستقرار والتنمية، شدد فى لقاء منفصل مع وزير الخارجية بدر عبد العاطى على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن، لاسيما مع تعدد الأزمات الإقليمية، وفى مقدمتها الحرب فى غزة والأزمات فى ليبيا والسودان.
بدوره، أكد الوزير بدر عبد العاطى أن صعوبة وتفرد الظروف الإقليمية والدولية المضطربة فى الوقت الراهن تُعزز من أهمية العمل المشترك بين البلدين لدعم تلك الشراكة، والتنسيق المشترك على كافة الأصعدة بهدف إحلال السلم والأمن والاستقرار الإقليمي.
وتزامنت التحذيرات المصرية مع موجة تصعيد واسعة تشهدها الضفة الغربية، فى وقت تشهد فيه الجبهة اللبنانية مناوشات متقطعة بين قوات الاحتلال وحزب الله، وسط تعنت إسرائيلى مستمر فى ملف وقف إطلاق النار، جولات المفاوضات المتكررة.
تحذيرات مصر من خطورة اتساع دائرة الصراع لم تكن وليدة اللحظة، فمنذ اندلاع العدوان الإسرائيلى على غزة، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى، منذ اللحظة الأولى بتكثيف اتصالات مصر مع جميع الأطراف ذات الصلة، والأطراف الإقليمية والدولية وحتى الآن، من أجل وقف الحرب وتجنب مخاطر وخيمة للتصعيد الجارى.
واستضافت القاهرة فى أكثر من مرة الوفود المفاوضة، من أجل مناقشة النقاط العالقة فى اتفاق وقف إطلاق النار المحتمل فى غزة، وعقدت خلال الأيام الماضية لقاءات مصرية مكثفة مع جميع الأطراف لدفع الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق تهدئة فى قطاع غزة.
وعلى الصعيد السياسى الدولى، ومنذ أن دعت مصر لعقد مؤتمر "قمة القاهرة للسلام" فى أكتوبر 2023، كانت الرسائل المصرية والتحذيرات التى أطلقتها القاهرة واضحة، وسار على نهجها العديد من المنظمات والدول، الأمر الذى أعاد ترتيب ثوابت القضية الفلسطينية.
واستمرت الوساطة المصرية دون توقف، من أجل التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار، وإبرام صفقة لتبادل الأسرى بين الفصائل الفلسطينية والجانب الإسرائيلى، مع التحرك فى المسار الإنسانى بإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية عبر البر والجو، واستقبال الآلاف من الجرحى الذين يتلقون العلاج فى مستشفيات القاهرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة