يكشف تاريخ المشروبات عن تطور مذهل منذ أيامنا الأولى عندما كان البشر يستهلكون الماء في المقام الأول، وعلى الرغم من التنوع الحديث للمشروبات، فإن الحليب والنبيذ من أقدم المشروبات، حيث يقدم كل منهما رؤى حول ثقافة الإنسان المبكر واستراتيجيات البقاء.
كان الحليب الذي يُعتقد أن عمره لا يقل عن 6000 عام، مصدرًا أساسيًا للتغذية، وخاصة في المناخات الأقل تعرضًا لأشعة الشمس حيث كان فيتامين "د" نادرًا، وتشير الأدلة التي أجريت على الهياكل العظمية القديمة وجود بروتينات بالحليب كما أن البشر الأوائل اعتمدوا على الحليب لفوائده الغذائية.
من ناحية أخرى، كان النبيذ الذى يعود تاريخها إلى أكثر من 5000 عام، أهمية كبيرة في الممارسات الاجتماعية المبكرة، خاصة فى المجتمع السومري، كانت النبيذ ذات قيمة كبيرة لدرجة أنها كانت تستخدم كشكل من أشكال الدفع، وربما كان ما يصل إلى 40٪ من إنتاج الحبوب في بلاد ما بين النهرين مخصصًا للتخمير، وفقا لما ذكره موقع ancient orgnins.
كان من المحتمل أن التأثيرات المسكرة للنبيذ جعلتها خيارًا شائعًا للتجمعات الاجتماعية، مما يعكس جانبًا أكثر جماعية في حياة الإنسان المبكر.
يسلط هذان المشروبان، الحليب والنبيذ، الضوء على جوانب مختلفة من أولويات الإنسان القديم، أحدهما يركز على البقاء والصحة، والآخر على الروابط الاجتماعية، فهما يمثلان معًا بداية ما يطلق عليه العلماء "عصر المشروبات الحديثة"، وهو تطور حديث نسبيًا في التاريخ الطويل للاستهلاك البشري.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة