دار الإفتاء توضح حكم الصلاة على النبى لتذكر الشيء المنسى.. التفاصيل

السبت، 14 سبتمبر 2024 04:00 ص
دار الإفتاء توضح حكم الصلاة على النبى لتذكر الشيء المنسى.. التفاصيل دار الإفتاء - أرشيفية
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أجابت دار الافتاء على سؤال جاء نصه: اعتدتُ الصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلم عند نسيان شيءٍ ما، رجاء أن يفتح الله على لتذكُّرِه، ثمَّ رمانى أحدهم بالابتداع لصنيعى هذا؛ فما حكم الصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلم عند نسيان شيءٍ ما؟، وجاء الجواب بالآتى: الصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مندوبة مطلوبة عند نسيان شيءٍ، وكذا فى كلِّ الأحيان وفى جميع الأزمان وهذا ما نص عليه العلماء؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَرَادَ أن يُحَدِّثَ بِحَدِيثٍ فَنَسِيَهُ، فَلْيُصَلِّ عَلَيَّ؛ فَإِنَّ صَلَاتَهُ عَلَى خَلَفًا مِنْ حَدِيثِهِ، وَعَسَى أن يَذْكُرَهُ».

فضل الصلاة على النبى عليه السلام وبيان معناها

الصلاة فى اللغة: معناها الدعاء والاستغفار، والجمع صلوات. ومعنى الصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلم: تعظيمه فى الدنيا بإعلاء ذكره، وإظهار دينه، وإبقاء شريعته، وفى الآخرة بإجزال مثوبته، وتشفيعه فى أمته، وإبداء فضيلته بالمقام المحمود. 

والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أجلِّ الطاعات التى يتقرَّب بها الْخَلْقُ إلى الْخَالِقِ؛ لذلك حثَّنا الله تعالى عليها بقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِى يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].

قال الإمام البيضاوى فى "تفسيره" : [﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ﴾ يعتنون بإظهار شرفه وتعظيم شأنه ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ﴾ اعتنوا أنتم أيضًا؛ فإنَّكم أولى بذلك] اهـ.

كما جاءت السُّنَّة المطهرة بالحضِّ عليها، فعن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «مَنْ صَلَّى عَلَى صَلَاةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ عَشْرًا» أخرجه الإمام مسلم فى "الصحيح".

حكم الصلاة على النبى لتذكر الشيء المنسى والأدلة على ذلك

نصَّ العلماء على أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتأكَّد استحبابها فى بعض المواطن منها: عند نسيان شيءٍ.

قال العلامة ابن عابدين فى "رد المحتار" فى مطلب نص العلماء على استحباب الصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى مواضع: [(قوله ومستحبة فى كل أوقات الإمكان) أي: حيث لا مانع. ونصَّ العلماء على استحبابها فى مواضع.. وزيد يوم السبت والأحد والخميس.. وعند نسيان الشيء] اهـ.

وقال الإمام ابن حجر فى "فتح الباري" عند عدِّه المواطن التى يتأكَّد الصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلم فيها: [ومما يتأكد ووردت فيه أخبار خاصة أكثرها بأسانيد جيدة عقب إجابة المؤذن وأول الدعاء.. وعند نسيان الشيء] اهـ.

وقال العلامة القسطلانى فى "المواهب اللدنية": [المواطن التى تشرع فيها الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم.. ومنها: عند نسيان الشيء] اهـ.

وقال ابن القيم فى "جلاء الأفهام": [فصل: الموطن الثانى والثلاثون من مواطن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم: إذا نسى الشيء، أو أراد ذكره] اهـ.

وقال الحسين اللاعى المغربى فى "البدر التمام شرح بلوغ المرام": [تشرع الصَّلاة عليه صَلَّى الله عليه وسلم فى أمور مخصوصة، وهى ستة وأربعون.. -ومنها:- عند تذكر منسى أو خوف نسيان] اهـ.

وممَّا يدلُّ على ذلك: ما روى عن عثمان بن أبى حرب البأهلى رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَرَادَ أن يُحَدِّثَ بِحَدِيثٍ فَنَسِيَهُ، فَلْيُصَلِّ عَلَيَّ؛ فَإِنَّ صَلَاتَهُ عَلَى خَلَفًا مِنْ حَدِيثِهِ، وَعَسَى أن يَذْكُرَهُ» أخرجه ابن السنى فى "عمل اليوم والليلة".

كما يستدل على ذلك بعموم حديث أبى بن كعب رضى الله عنه قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّى أُكْثِرُ الصَّلاَةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاَتِي؟ فَقَالَ: «مَا شِئْتَ» قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ، قَالَ: «مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ» قُلْتُ: النِّصْفَ، قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ» قَالَ: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ، قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ» قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلاَتِى كُلَّهَا قَالَ: «إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ» أخرجه الإمام الترمذى فى "جامعه".

فالحديث يدل على أن الصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلم سبب كفاية الهم، فيدخل فيه كفاية كل أسبابه، من نحو النسيان؛ قال المُلَّا عَلِى القَارِى فى "مرقاة المفاتيح" : [والهمُّ ما يقصده الإنسان من أمر الدنيا والآخرة، يعنى إذا صرفت جميع أزمان دعائك فى الصلاة على كفيت ما يهمك من أمور دنياك وآخرتك، أي: أعطيت مرام الدنيا والآخرة، فاشتغال الرجل بالصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلم يكفى فى قضاء حوائجه ومهماته] اهـ.


بناءً على ذلك: فالصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مندوبة مطلوبة عند نسيان شيءٍ، وكذا فى كلِّ الأحيان وفى جميع الأزمان.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة