هيثم الحاج على

مهرجان أولادنا.. حين صارت مصر وجهة إنسانية

الخميس، 26 سبتمبر 2024 05:35 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تقاس إنسانية الشعوب ومدى تحضرها بالاهتمام بالحالات الخاصة فيها، بل إنها تعد القيمة الحضارية الأساسية التي تعتمد على فكرة الدمج والتمكين في الأساس.
للعام الثامن على التوالي يبهرنا مهرجان أولادنا بمدى مسايرته للحديث والمتطور من الأفكار التي تسعى لتمكين حقيقي لذوي الحالات الخاصة، وفي الوقت نفسه يقف في صف واحد مع أكبر المهرجانات الدولية حيث تشارك فيه وفود وأعمال من أربع وخمسين دولة تتجه كلها نحو مصر بوصفها الدولة الراعية لهذه الفكرة وبوصفها البلد التي تتبنى الحدث الأكبر في العالم في هذا المجال وهي قيمة حقيقية مضافة إلى مصر، قيمة لا تعتمد على مجرد الفعل الظاهري لكن اهتمام القائمين عليه بكل التفاصيل الإنسانية الدقيقة جعله واحدا من أكثر الأحداث حميمية وأصدقها من حيث الفعل والأثر.
لأسبوع كامل تشرفت برئاسة لجنة تحكيم مسابقة السينما والمسرح في هذا المهرجان، شاهدت فيها برفقة زملاء فنانين من مصر وفلسطين ولبنان والهند خمسين فيلما وثلاث مسرحيات عبرت عن قضايا إنسانية حقيقية في صور فنية بديعة أبكتنا وأضحكتنا وجذبت انتباهنا وإحساسنا، جعلتنا نتعاطف ونفرح ونغضب ونبتهج، أعمال حقيقية عبرت عن قضايا الإنسان والمرأة، كما عبرت عن قدرة الإنسان في مواجهة ما قد يبدو مستحيلا.
غير أن المهرجان قد جذبنا لرؤية الفنون الاستعراضية للفرق الضيوف، والمصنوعات اليدوية وفنون الطبخ والفنون التشكيلية التي مثلت رؤى فنانين من كل تلك البلاد، فنون استطاعت أن تدخل بنا إلى آفاق جديدة من الخيال والإبداع والمتعة، وفي الوقت نفسه كان هذا المهرجان البؤرة التي تتجمع فيها ثقافات مختلفة في مصر، ثقافات تجمعت حول فكرة أساسية تنبع من قدرة الإنسان أيا كانت ظروفه على الحياة والفعل.
ربما كان من حظي أن أقترب هذا العام من الفريق القائم على إعداد المهرجان بدءا من سهير عبد القادر رئيس مؤسسة أولادنا، ود. أشرف رضا أمين عام المؤسسة، وفريق عمل المهرجان بكل أفراده، لأجد فيهم جميعا محبة كبيرة للفكرة وأملا صادقا في أن يكون الغد أجمل لكل من يؤمن بذلك، لتصبح مؤسسة أولادنا نموذجا حقيقيا للقدرة على الفعل الحقيقي داخل المجتمع، وعلى جعل مصر وجهة إنسانية عموما، وهو الأمر الذي يعلي من قيمة الأمل في أن مصر قادرة بالفعل من خلال مثل هذه المؤسسات الأهلية على الفعل الحقيقي المنزه عن مجرد اللقطة والمتجه مباشرة صوب الفكرة، فتحية حقيقية لهم جميعا حين أقنعونا بالفعل أن "بكرة أحلى بينا".


 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة