لاشك أن اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله كشف كثيرا من النوايا والخفايا بشأن إعادة ترتيب المنطقة، وفقا لرغبة الولايات المتحدة، خاصة أن الكل يعلم أنه كان لواشنطن مشروعا أو مخططا قبل 2011 ولم تنجح فى تحقيق كل ما تريده بعد البدء في تنفيذه 2011، لتذهب لسياسة الاستثمار فى أي واقع من أجل مصالحها، خاصة أنه قد حدث تجرأ بشكل كبير على سياستها وزاد نفوذ قوى إقليمية أخرى منافسة لها في المنطقة.
وهنا رأت الولايات المتحدة ضرورة المواجهة فلجأت إلى سياسة إعادة الصراع من جديد للمنطقة لإحياء مشروعها من خلال سيناريو جديد يعمل على الحفاظ على مكانتها الدولية، ويوقف خطر الصين بعد تزايد نفوذها وشراكتها الاستراتيجية مع دول مهمة في الإقليم، ونجاجها في سياسة الوساطة التي تبنتها، وكللت بالنجاح بإحداث تقارب إيرانى سعودى.
ويعمل أيضا على مواجهة تصاعُد نفوذ إيران واقترابها من العتبة النووية، وتوجهها بقوة لدعم روسيا في حربها على أوكرانيا وتعزيز تحالفها مع الصين، غير شعور الولايات المتحدة بجرأة حلفائها التقليديين والذهاب إلى المحور الآخر وشروع هذه الدول في تنويع شراكاتها الإستراتيجية.
غير أن الولايات المتحدة أدركت أن رؤيتها بشأن النفط خطأ، خاصة بعد أن أثبتت الحرب الروسية الأوكرانية أهمية النفط في الشرق الأوسط في إطار احتفاظ واشنطن بمكانتها الدولية، لتعيد حساباتها من جديد.
وبالتالي أدركت الولايات المتحدة، أن الحفاظ على نفوذها وهيمنتها العالمية يحتاج إلى إعادة ترتيب أوراقها من جديد في الشرق الأوسط، فكان التعاطى مع حرب غزة باتباع سياسة الخداع الاستراتيجي، وبتوظيف تل أبيب لخدمة مشروعها وهذا أتى بدعمها اللامحدود والتضامن مع إسرائيل تزامنا مع تعزيز شراكاتها الاستراتيجية مع العرب، والسعى الدائم لاحتواء الحرب في غزة للحفاظ على صورتها وقيمها وقواعدها، لكنها فى نفس الوقت تسعى بقوة على لجم إيران ومحور المقاومة لمواجهة نفوذه، وأيضا لمواجهة نفوذ الصين وروسيا، ثم الحديث عن نظام جديد للمنطقة.
وكل هذا يُفسر إطلاق العنان لنتنياهو يفعل ما يشاء بل ودعمه سياسيا واقتصاديا وعسكريا واستخباراتيا ودبلوماسيا شرط أن لا تتسع الحرب، ويفسر أيضا لجم المجتمع الدولى ليكون عاجزا أمام جرائم نتنياهو.
بل وصل الأمر إلى أنها قررت أن يكون هناك تعاون دولى غربى مع إسرائيل لمنحها التفوق، لأن إسرائيل ليست بالعبقرية الكبيرة التي تتمكن من اختراق حزب الله واغتيال قادته حتى اغتيال أمينه العام الذى ظل يحارب إسرائيل 40 عاما بهذه السهولة وبهذا التفوق.
لذا، فإن المؤكد أن واشنطن تسعى لاستعادة مكاناتها في الشرق الأوسط من جديد بعد أن رأت تنافسا للقوى الدولية لها بالمنطقة، لتحافظ على مشروعها الاستراتيجي في الشرق الأوسط ولتستكمل مخططها بشأنه لكن بسيناريو جديد، وهو ما التقطه نتنياهو وسعى بكل قوة لاستثماره لخدمة مخططه الخبيث ولمجده الشخصى ليأخذ الشرق الأوسط والإقليم إلى مرمى النيران لا أحد يتوقع كيف ستؤول إليه الأمور..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة