كانت ثقافة الفايكنج، المعروفة على نطاق واسع بمحاربيها المخيفين وغاراتها الوحشية، تتميز بعدة جوانب مدهشة تكشف عن مجتمع أكثر تعقيدًا، ومن الجوانب اللافتة للنظر التركيز على النظافة.
وعلى عكس التصوير الشائع للفايكنج على أنهم غير مهذبين، تُظهر النتائج الأثرية أنهم حافظوا على مستوى عالٍ من النظافة، فقد كانوا يستحمون بانتظام، ويستخدمون أدوات العناية مثل الأمشاط وشفرات الحلاقة ومنظفات الأذن المصنوعة من العظام والخشب، بل وحتى مارسوا تنظيف الأسنان، وتشير الأدلة إلى أنهم استخدموا أعواد الأسنان والفرش، وكان بعضهم يخضع لإجراءات طب الأسنان لعلاج الالتهابات.
من العناصر المدهشة الأخرى في ثقافة الفايكنج الوضع المتقدم نسبيًا للمرأة، كانت نساء الفايكنج يتمتعن بحقوق كبيرة مقارنة بنظيراتهن، فكان بإمكانهن امتلاك الممتلكات، وبدء إجراءات الطلاق، ووراثة ممتلكات أزواجهن إذا ماتوا، وهو ما وضعهن غالبًا في موقع قوة داخل الأسرة.
كما تمتعت النساء غير المتزوجات بدرجة من الاستقلال، حيث كن يديرن مساكنهن وشئونهن القانونية، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع ancient orgnins.
إن النهج الذي اتبعه الفايكنج في قتل الأطفال الرضع يشكل حقيقة صادمة أخرى، فكثيراً ما كان يتم التخلي عن الأطفال الرضع الذين تظهر عليهم علامات الضعف أو المرض أو قتلهم للحفاظ على قوة المجتمع وتخصيص الموارد، وكانت هذه الممارسة مدفوعة بالظروف القاسية والقيمة العالية الممنوحة للصحة البدنية والقدرة.
بالإضافة إلى ذلك كان اقتصاد الفايكنج يعتمد بشكل كبير على العبودية، وكان الأسرى الذين يؤخذون أثناء الغارات يُباعون في سوق العبيد، ما ساهم بشكل كبير في عمالة الفايكنج، وخاصة في بناء السفن وغيرها من الصناعات.
وأخيرًا كان الفايكنج مستكشفين بارزين، فقد وصلوا إلى أمريكا الشمالية قبل قرون من كولومبوس، وأنشأوا مستوطنات قصيرة العمر في ما يُعرف الآن بكندا.
ويؤكد هذا الاكتشاف المدعوم بالأدلة الأثرية مهاراتهم الملاحية الرائعة وروحهم المغامرة.