لماذا استخدمت العقاقير والمواد المخدرة في الطقوس القديمة؟

الجمعة، 06 سبتمبر 2024 10:00 م
لماذا استخدمت العقاقير والمواد المخدرة في الطقوس القديمة؟ المواد المخدرة
كتبت بسنت جميل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لقد سعى البشر عبر التاريخ إلى تجاوز الحدود العادية للوعي، والوصول إلى تجارب تتجاوز الحياة اليومية وقد فعلوا ذلك من خلال وسائل مختلفة، بما في ذلك استخدام العقاقير المخدرة والمواد التي تغير العقل.

وقد لعبت هذه المواد دورًا عميقًا في تشكيل الطقوس القديمة، وأنظمة المعتقدات، وحتى الحكم.

فمن التقاليد الشامانية في سيبيريا إلى الاحتفالات المتطورة لشعب المايا، كان استخدام النباتات والمركبات المؤثرة على العقل سمة شائعة في الثقافة البشرية.
وامتد تأثير هذه المواد إلى ما هو أبعد من مجرد الاستكشاف الروحي؛ فقد أصبحت متشابكة مع نسيج المجتمعات القديمة، مما أثر على الهياكل السياسية، والتسلسلات الهرمية الاجتماعية، والممارسات الدينية، وفقا لما ذكره موقع ancient orgnins.

ولكي نفهم تأثيرها بشكل كامل، يتعين علينا دراسة العلاقات المعقدة بين العقاقير المخدرة، والممارسات الطقسية، والحكم في الحضارات القديمة، وفحص كيفية استخدام هذه المواد لتحقيق حالات متغيرة من الوعي، وممارسة القوة.
ولطالما ارتبطت المواد المخدرة بالطقوس الدينية والروحية، حيث كانت بمثابة بوابات إلى الإله أو أدوات لاكتساب البصيرة في الكون.

وفي العديد من المجتمعات القديمة، لم تكن هذه المواد مجرد مواد ترفيهية، بل كانت جزءًا لا يتجزأ من التجربة الدينية، وغالبًا ما كانت تُرى على أنها أسرار مقدسة تمكن من التواصل مع الآلهة أو الأرواح.

في العديد من الثقافات الشامانية، كان استخدام المواد التي تغير العقل أمرًا أساسيًا لممارسة الشامانية، استخدم الشامان، الذين كانوا الزعماء الروحيين لمجتمعاتهم، المواد المخدرة لدخول حالات متغيرة من الوعي، مما يسمح لهم بالتفاعل مع العالم الروحي.

أحد أكثر الأمثلة توثيقًا هو استخدام فطر أمانيتا موسكاريا من قبل الشامان السيبيريين، وتم استهلاك هذه الفطريات، التي تحتوي على المركب النفسي موسيمول ، في طقوس لتحفيز الرؤى وتسهيل التواصل مع الأرواح.
لم يُنظر إلى الحالة المتغيرة على أنها وسيلة للتنوير الشخصي فحسب، بل وأيضًا كوسيلة لاكتساب المعرفة التي يمكن أن تفيد المجتمع بأكمله، مثل الأفكار حول مناطق الصيد أو أسباب المرض.

وعلى نحو مماثل، كان استخدام الأياهواسكا في غابات الأمازون المطيرة، هو مشروب مصنوع من نبات بانستيريوبسيس كابي وأوراق سيكوتريا فيريديس، الذى يمثل حجر الزاوية في الممارسات الشامانية لقرون من الزمان.

ويحتوي المشروب على مادة دي إم تي، وهي مادة مهلوسة قوية تسبب رؤى قوية، ويستخدم الشامان الأياهواسكا في الطقوس لعلاج المرضى والتواصل مع الأرواح واكتساب رؤى حول العالم الطبيعي.

والاستخدام الطقسي للأياهواسكا راسخ بعمق في النسيج الاجتماعي والروحي لثقافات الأمازون، ويمتد تأثيره إلى العصر الحديث.
 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة