مؤكد أن ما يفعله نتنياهو وجيش الاحتلال في غزة والضفة الغربية ما هو إلا مخطط لتنفيذ أهداف خبيثة لتصفية الحق الفلسطيني، وهو ما يتضح من الدمار الكبير في البنية التحتية لمخيمات الضفة، وتجريف وهدم لكل الأحياء وتدمير كل مقومات الحياة، وبذلك بعد أن استهدفت الحرب الغاشمة كل المخيمات بشكل خاص التي تقع في شمالها تحديداً سواء في مخيم جنين ومخيم نور شمس في طولكرم والفارعة جنوب طوباس.
والمتتبع لطبيعة الحرب الإسرائيلية يجد أنها تستهدف قضية اللاجئين لإزالة أهم شاهد عليها، وهي المخيمات الفلسطينية، وما يؤكد ذلك الاستمرار في القصف العشوائى إضافة إلى الإعلان عن ممر آمن لخروج السكان، كما يفعل في قطاع غزة تماماً في محاولات منه لإفراغ المخيمات.
والمتتبع أيضا لتلك الحرب العدوانية يجد أن الاستهداف يسير باتجاهين، الأول تدمير المخيمات وتهجير سكانها، والاتجاه الثاني هو الهجوم على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا، وذلك في محاولة لإنهاء قضية اللاجئين من الأساس، سواء من خلال الضغط على السكان بالقصف العشوائى أو بالحرق والتدمير وقطع المياه وممارسات استفزازية في ظل فشل المجتمع الدولى المخزى تجاه تصرفات الاحتلال، خاصة أن الكل يعلم عجز محكمة العدل الجنائية في تنفيذ قراراتها أو محكمة الجنايات الدولية في تنفيذ قرارها بشأن نتنياهو ووزير دفاعه، وكذلك مجلس الأمن الدولى الذى اتخذ تدابير وقرارات ولم يتم تنفيذها على الأرض.
وهذا العجز جعل نتنياهو يسعى إلى استغلال حتى دعم الولايات المتحدة والاستثمار فيه، مما جعله يرى أن الوقت بات مناسبا لتصفية القضية الفلسطينية، بل الأخطر أن مجلس المستوطنات بالضفة الغربية و هو ما يقوم بتنفيذ مخطط الترحيل والتهجير، عبر الحرق والقتل والتدمير، إضافة إلى استمرار الاحتلال في التوسع في الاستيطان من خلال إعادة إقامة 5 مستوطنات شمال الضفة، وإعلان إقامة البؤرة الاستيطانية في جبل صبيح ببلدة بيتا جنوب نابلس.
لذلك ما يفعله نتنياهو ليس له تفسير، إلا أنه يسعى إلى الضغط على الفلسطينيين للرحيل، سواء من مخيمات الضفة الغربية وخاصة "مناطق ج"، التي تشكل 60% من مساحة الضفة، وذلك بالتنسيق ما بين المستوطنين وقوات جيش الاحتلال.. وهو ما يتطلب الانتباه والحذر وعدم الوقوع فى الفخ الاستراتيجى التى تقوده الولايات المتحدة لمنح نتنياهو غطاءا لإنهاء ما يريد خاصة فى منطقة ج بالضفة الغربية بعدما دمر قطاع غزة..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة