تعد سلطنة عُمان من الدول العربية الواعدة في مجال النشر، فعلى الرغم من محدودية دور النشر العُمانية وحركة النشر في عُمان، إلا أن السلطنة تمتلك في المرحلة الحالية مقومات تؤهلها للانطلاق في مجال النشر.
هناك جهود بُذلت وتُبذل من وزارة الثقافة والتراث العُمانية في هذا الاتجاه، كما أن الوزارة استطاعت الولوج للفضاء الرقمي عبر إتاحة إصداراتها منذ إنشائها على موقعها عبر بوابة مصادر المعرفة، كما يجرى بناء مكتبة صوتية على موقعها.
لكن الملفت للانتباه في سلطنة عُمان هو إصدارها مجموعة موسوعات تؤسس لحراك نشر، من هذه الموسوعات:
- الموسوعة العُمانية: وهي من المشروعات الثقافية التي تهدف إلى بناء موسوعة مرجعية لعُمان، شاملة ما يتعلق بالإنسان والطبيعة والاقتصاد والمجتمع والتراث والتاريخ والآداب.
وكانت عُمان قد أصدرت قبل ذلك موسوعة السلطان قابوس للأسماء العربية.
لكن ما يجعلنا نقر أن هناك مستقبلا للنشر في سلطنة عُمان، هو بدء وزارة الثقافة والتراث العُمانية في بناء قاعدة بيانات للكتاب والأدباء في عُمان، وهو مجهود يتكامل مع مشروع مركز الدراسات العُمانية الذي يقوم بتجميع الإنتاج الفكري العُماني وحفظه وإتاحته، ويمتلك المركز 8400 عنوان و2500 رسالة جامعية معظمها عن سلطنة عُمان.
وتقوم وزارة الثقافة العُمانية بنشر العديد من الإصدارات وتصدر سنويًّا كتبًا تراثية محققة ودراسات، كما تصدر مجلة فصلية هي "التفاهم" وأعمال ندوتها السنوية "تطور العلوم الفقهية".
ويساهم النادي الثقافي العُماني منذ تأسيسه في عام 1983م، في حركة النشر العُمانية، إذ كان له ريادة نشر عدد من إنتاج الأدباء العُمانيين، بل وأقام قراءات لإبداعاتهم لتعريف الحياة الثقافية في عُمان بهم.
هناك جهود أخرى في عُمان بارزة منها جهود المنتدى الأدبي الذي أسس عام 1985م، وله العديد من الإصدارات خاصة أعمال الندوات التي ينظمها، لكن كان أبرز مشاريعه مسح ميداني للبنية الأدبية في عُمان.
هنا يبرز دور القطاع الخاص في مجال النشر ونستطيع أن نرصد ذلك عبر ثلاث تجارب:
- أُسست في مسقط عام 2015م دار الوراق وبدأت بـ 35 عنوان، لكنها برزت عام 2019م حين تبنت مشروع لنشر كتب التاريخ والتراث العُماني، فأصدرت: “المهالبة العُمانيون: رجال العلم والسياسة" للباحث يوسف الروادي، و"آل الرحيل: خمسة قرون من صياغة الحياة السياسية والعلمية في عُمان" للدكتورة بدرية الوهيبي، ودشنت سلسلة أدبية للتعريف بالشخصيات العُمانية، وسلسلة كتب تربوية للأطفال.
- كانت تجربة دار الغشام في مسقط عبر سنواتها القليلة واعدة، إذ تجاوزت إصدارات دار الغشام 330 عنوان، معظمها لكتاب من الجيل الجديد في السلطنة، لكن إغلاق الدار صدمة للأوساط الثقافية في عُمان والوطن العربي، إلا أن الكاتب محمد الرحبى الذي كان له دور رئيسي في دار الغشام أسس "دار لبان" ودشنها بعشرة إصدارات، ومن المخطط أن تصدر الدار من 60 إلى 70 إصدار سنويًّا.
بدأ أدب الأطفال في عُمان في السطوع في السنوات الأخيرة مع تأسيس "دار البطريق" على يد المترجم والناشر العُماني فهد بن عامر السعيدي، الذي ترجم العديد من معالم أدب الأطفال إلى العربية، زاد على 26 قصة أطفال مترجمة، لكن على جانب آخر بدأ كُتّاب عُمانيين متخصصين في أدب الطفل منهم الدكتورة وفاء الشامسي الذي نشر لها "عزوز يفتقد ماما" وغيرها.
ومما يساهم في الحراك العُماني عدد من المجلات الثقافية والعامة العُمانية التي تصدر بانتظام وأبرزها مجلة "نزوى الثقافية" وهي مجلة فصلية.
كما أن المجتمع العُماني يطلق على فترات مبادرات لتحفيز القراءة، ومن ذلك مبادرة "اقرأ" التابعة للجنة التواصل الاجتماعي بمؤسسة الزبير، والتي تهدف لنشر المكتبات في الأماكن العامة ومنها المستشفيات، فقد أهدت على سبيل المثال مكتبة إلى مستشفى السلطان قابوس في صلالة.
كما أطلق حي "الموج" مسقط مبادرة "المكتبات المجانية الصغيرة" وهي مكتبات توضع في أماكن مفتوحة يستعير منها الأفراد الكتب للقراءة ويستطيع أن يضع بها كتاب ليقرأه الغير.
دور النشر والمكتبات بسلطنة عمان
يكشف الجدول عن زيادة سنوية مضطردة في عدد المكتبات في عُمان، غير أنه توجد العديد من مشاريع تحفيز القراءة من قِبَل الدولة والمجتمع المدني تتيح مكتبات في أماكن مختلفة للقراءة المجانية، منها مبادرة منصة "عُمان المعرفة" "قراءة كتاب" حيث يقرأ كتاب من أعضاء عُمان المعرفة على الجمهور في أماكن عامة لمدة دقيقة يليه نقاش حول موضوع الكتاب أطلقت هذه المبادرة في العام 2017م.
الكتب المنشورة في عمان