قال الدكتور محمد السيد ورداني، أستاذ بكلية الإعلام جامعة الأزهر، إن كليةُ الإعلامِ وليدةٌ في نشأتها ولكنها فتيةٌ في أدائِها ورسالتِها التي تنطلقُ من رسالةِ الأزهرِ الشريفِ، تلكُمُ المؤسسةُ التى عَرَفَها العالمُ منذُ القرنِ الرابعِ الهجريِّ.
وأضاف خلال كلمته بالمؤتمر العلمى الدولي الثالث لكلية الإعلام جامعة الازهر ، تحت عنوان الإعلام العربى والمبادرات الوطنية في ضوء أهداف التنمية المستدامة ، أن الكلية مارسَتْ ولا تزالُ تمارسُ دورَها التعليميَّ و الفكريَّ و الثقافيَّ حتى الآن.. غَزَا طلابُها وسفراؤُها الشرقَ والغربَ والشمالَ والجنوبَ؛ ليقدِّموا للعالمِ صحيحَ هذا الدينِ العظيمِ كما أرادهُ اللهُ دونَ إفراطٍ أو تفريط.
وأوضح أنه اندماجًا مع الواقع المجتمعي ووسْطَ هذه التحدياتِ التي تحتاج إلى أن يُعلي الجميعُ ما فيه صالحُ البلادِ والعبادِ، فإننا أمامَ قضيةٍ فَرَضَتْ نفسَهَا على الحاضرِ لتحدِّد نتائجُها مصيرَ المستقبلِ، وإذا كانت التنميةُ مستدامةً فإن تحقيقَها لا يُمكن أن تظهر بوادره إلا بحَرَاكٍ مؤسسيٍّ يُدلِي فيه الجميعُ بدلوه، كما أنه لا يُمكن لنتائجه أن تَرَى النورَ إلا بإعلامٍ مسئولٍ اتَّخذ من الوعى رسالةً قبل أن يكون تكليفًا.
وأكد ورداني أن جامعة الأزهر لم تقف موقفَ المشاهِدِ في مواجهةِ التحدياتِ المرحليةِ التي تواجه المجتمعَ المحليَّ بل والعالمي، خاصةً تلك المتعلقةَ باحتياجاتِ الواقعِ ورُؤى المستقبلِ، فقرَّرت أن تخوضَ مواجَهةً توعويَّةً انطلاقًا من دورها الوطنيِّ في هذا الشأنِ، فتأهَّبت كلياتُها المتنوِّعةُ لتضعَ كلٌّ منها بصمَتَها في البناءِ والتنميةِ لمصرِنا الحبيبة.
كما أكد أن الأزهرُ المعمورُ وضَرَبَ في عُمْقِ التاريخِ أكثرَ من ألفِ عامٍ، أسهمَ وعلماؤُهُ في حمايةِ منهجِ الإسلامِ الصحيحِ الذي أراده اللهُ لعبادهِ دونَ إفراطٍ أو تفريطٍ، فتخرَّج فيه أفذاذُ علماءِ الدينِ والدنيا ليكملوا مسيرةَ شيوخٍ أجلاءَ، وعلماءَ أفاضلَ قضوا حياتَهم في خدمةِ العلمِ وأهلهِ، فلم يتوقَّف لحظةً عن أداءِ دورِه على مرِّ التاريخِ؛ فعايَشَ الناسَ مشكلاتِهم ولم يغرِّد بعيدًا عن واقعهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة