أميرة عبد السلام

حينما يتكلم خالد مشعل

الثلاثاء، 23 ديسمبر 2008 12:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"محمود حسو" صياد غزاوى، تذكرت ملامحه جيدا أثناء لقائى مع "خالد مشعل" رئيس المكتب السياسى لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" فى دمشق، فجأة سيطر على خيالى، فعمره مرتبط بعدد خيوط شبكته ومركبه العجوز، لا يجيد أى مهنة سوى الصيد ، ولا يعرف مكانا لعمله سوى البحر، الذى جاء الحصار ليضع عليه حدودا لا تزيد عن 25 كيلو مترا، البحر من أمامهم والفقر من خلفهم، هذا هو وضع الفلسطينيين فى قطاع غزة المحاصر إذا حاولوا الهروب من قسوة الفقر، قابلتهم الشباك الحدودية بالمعابر الإسرائيلية والمصرية.

التفاوض خيار ترفضه حماس دائما تحت مسمى "الخيانة" بعقد صفقات مع العدو، ولكنهم بهذا تحولوا إلى العدو الأشرس فى قطاع غزة بعد أن تحولت إلى سجن كبير تعذب فيه حماس بقراراتها المواطن الغزاوى الذى أصبحت أحلامه كلها مرتبطة بالحصول على الكهرباء والوقود و الغذاء بشكل منتظم، وهى أحلام مشروعة يجب على حماس أن توفرها للفلسطينيين فى قطاع غزة، أليست هى "الشرعية" التى وصلت إلى الحكم فى غزة بالانقلاب، المعنى الحقيقى للحسم العسكرى الذى تنفيه حماس دائما؟

لماذا لا تفاوض حماس إسرائيل على فتح المعابر مع قطاع غزة؟ بدلا من مفاوضاتها مع الحكومة المصرية على صيغة لفتح معبر رفح أو تفجيره واقتحامه كما فعلت من قبل؟ حماس ترفض التفاوض مع العدو الإسرائيلى من منطلق سياسى رغم أن السياسية لعبة مصالح ومصلحة الفلسطينيين فى القطاع ترتبط بفتح المعابر التى تغلقها حماس على الغزاوية بشكل إنسانى لا سياسى، رغم دخولها فى تهدئة سياسية مع إسرائيل فهى لا تريد التفاوض على فتح المعابر إنسانيا ولا تستطيع حتى توفير البديل وهذا ضد الشرعية التى تحكم باسمها حماس فى غزة.

هل يجوع قيادات حماس فى غزة .. هل يعانون من نقص وقود التدفئة ؟ هل كل أمنياتهم عدم انقطاع الكهرباء حتى لا يموت مرضى الفشل الكلوى فى المستشفيات؟ الإجابة بالطبع لا فهم بعيدا عن هذا المعاناة اليومية التى يعيشها المواطن الغزاوى بغض النظر عن انتماءاته السياسية لحركة فتح أو حماس أوحتى الجبهة الشعبية.

وهذا يؤكد أن حماس سلطة خدعت الشعب باسم الدين، و انقلبت على الشرعية المستمدة من الاعتراف الدولى بمنظمة التحرير الفلسطينية بل و مارست باسم الشرعية التى استمدتها من صناديق الاقتراع ضد أبناء شعبها الفلسطينى ما لم يختلف كثيرا عن ممارسات الاحتلال الصهيونى .. منازل تم تفجيرها، و مقار تم احتلالها، و أطفال فقدوا حياتهم، ودعم تتم سرقته وتوزيعه على من لا يستحق، ومساجد تم تحويلها إلى إذاعات حزبية، الفرق أن السلاح مسجل عليه اسم "حماس" حركة المقاومة الإسلامية " الفلسطينية".

قيام الدولة على أساس دينى مفهوم تتبناه حماس، قيام دولة اليهود مفهوم تتبناه إسرائيل، الاختلاف الوحيد بينهم نوعية أرضية قيام الدولة فقط، ولكن أين الدولة التى تريد حماس تأسيسها دولة فتح فى الضفة الغربية أم دولة حماس فى قطاع غزة، الحقيقة أنها دولة فلسطين المحتلة.

ماذا قدمت حماس لتحرير هذه الدولة؟ فلم تكن جزء ا من نضال منظمة التحرير،لم تكن طرفا فى مباحثات أوسلو، نعم قدمت شهداء ملثمين بالمقاومة المسلحة ولكن لم تكن وحدها فى ساحة المقاومة، فتح أصل البندقية ومن بعدها الجبهة الشعبية ومعهم العديد من الفصائل الفلسطينية ، إذن حماس لا تختلف عنهم لا تتميز عنهم ألا بمقاومتها باسم الله ووعدها الرسمى لشهدائها بمكان فى الجنة.

لقراءة نص الحوار كاملاً أضغط هنا








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة