نجوي عبد العزيز

إلى من تشرق الشمس من أجلها

الثلاثاء، 26 مايو 2009 11:23 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم أنه الفرعون.. ورغم تعدد زيجاته البالغة 34 زوجة.. رغم جبروته.. وشراسته فى المعارك التى خاضها طوال فترة حكمه الممتدة 67 عاما.. إلا أن الحب اخترق قلبه حتى أضعفه، وألانه أمام جميلة الجميلات "نفرتارى" الزوجة الثانية، على الرغم من زواجه بعدها بـ 32 زوجة.. لكنه فى النهاية بشر يحب ويكره, بعد مئات السنين ذهبت إلى معبد رمسيس الثانى ضمن قافلة من الصحفيين، فكان ضمن بروجرام رحلة الأيام الخمسة لأسوان زيارة معبد أبو سمبل، كانت الرحلة طويلة وشاقة حيث يبعد أبو سمبل عن أسوان حوالى 300كم، ورغم عدم وجود خدمات طوال الطريق عدم وجود إنارة على الطريق المظلم ظلمة قاحلة كان يهون علينا ائتلاف القافلة والشغف لمعرفة تاريخ الجد القديم رمسيس فرعون مصر، والأوتوبيس المكيف الذى كان مذياعه ينقل ما بين أغانى أم كلثوم الهرم الرابع ووردة.. وكنا نردد وراءهما الأغانى الرائعة هذه.. بعد رحلة شاقة ووصلنا حيث يجلس جدنا فى قدس الأقداس.. تقابلنا مع المرشد السياحى هناك، ليحكى لنا ما حدث للمعبد بعد أن أصابتنا جميعا حالة مزدوجة ما بين الانبهار والرهبة أمام هذا العملاق الجالس فى الجبل الصخرى الواقف داخل معبده.. الجالس فى قدس الأقداس الذى تشرق على وجهه الشمس وتتعامد مرتين فى العام.. من هذا الجد العملاق إنه رمسيس الثانى.. القابع بجثته فى غرفة المومياوات بالمتحف المصرى.. يا إلهى رددنا جميعا عبارة عميد المسرح العربى يوسف وهبى، يا للهول نقف جميعا نختلس النظرات حيث تخرج الكلمات من مرشد الفوج حسام الدين وكأننا نسمعها للمرة الأولى.. فالشرح مبهر وأكثر منه انبهارا ما نراه أمامنا.. نقوش.. تماثيل وقفنا أمامها نلتقط صورا تذكارية.. يمكن أن تبلى هذه الصور كما بليت صور التقطها آخرين غيرنا معه، ولكن ما صنعه هذا الجد "الفرعون" لم يبل حتى الآن أكاد لا أصدق.. فأضخم شخص فينا نحسبه عملاقا كان لا يصل أثناء وقوفه بجوار تمثال الفرعون إلى ما بعد قدم الفرعون، ولا يصل إلى قرابة منتصف ما قبل ركبته، يا إلهى ما هذه الروعة، ما هذا الجبروت ما بين تاريخ قيادته للمعارك.. واقتحامه بلادا وقهره جيوشا فى 16 حملة عسكرية قادها.. فجأة رشق كيوبيد الحب سهامه مقتحما قلبه، إنها الجميلة بل جميلة الجميلات نفرتارى.. لتكون الزوجة الوحيدة التى شيد لها معبدا بجوار معبده "معبد نفرتارى" المشيد شمالا فى الربوة المجاورة لربوة المعبد الكبير زوجته نفرتارى.. الذى يتميز بنقوشه، حيث إن واجهة المعبد يصل ارتفاعها إلى 13 مترا، وبه 6 تماثيل ضخمة متجاورة, كما شيد لها مقبرة عظيمة فى وادى الملكات بالأقصر.. فالفرعون عندما أحب نزل من برجه العالى وكرسى عرشه وتناسى كل ذلك، فقد ضعف أمامها, أضعفه الحب وجعله يشيد لها معبدا بجوار معبده، فهى غير جميع نسائه أو قطيع زوجاته، رغم أن الزوجة الأولى له ايست نفرت وهى أم فرعون الصغير ميرن مرنبتاح ابنه الذى كحم مصر 18عاما، لكنه اكتفى ببناء قصرا لها كسائر نسائه عكس "نفرتارى" حبيبة قلبه، لكنه عندما أحب نفرتارى قال لها قبل تشييد المعبد ومكتوب على جدرانه مثلما حكى لنا المرشد بنى هذا المعبد.. لنفرتارى.. التى تشرق الشمس من أجلها, هكذا نرى أن الحب لا يفرق بين فرعون أو غيره.. ولا بين سادة أو عبيد.. فهو شىء عظيم، لا يستطيع أحد مقاومته مثلما ضعف أمامه قلب الفرعون..؟








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة