قطب العربى

فكرة لمواجهة هجوم القمامة

الأحد، 19 سبتمبر 2010 07:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يعد السكوت على "قرف" أكوام الزبالة ممكنا بعد أن كادت تدخل علينا بيوتنا التى أخرجناها منها، لم يعد صمت المسئولين أو تحركهم الضعيف مقبولا مع انتشار هذه الأكوام فى كل مكان وكأننا نعيش فى "زريبة" مواشى، ولا أظن أن سيكون مقبولا أبدا أن يتحجج المسئولون بأن المصريين هم الذين يخرجون الآن كميات أكبر من الزبالة من بيوتهم بعد أن فتحت عليهم الدنيا وعمهم الرخاء والنعيم وصاروا يستهلكون أضعاف ماكانوا يستهلكونه من قبل، وبالتالى يقذفون أضعاف ما كانوا يقذفونه من مخلفات من قبل، تماما كما قيل فى أزمة الكهرباء بأن الاستهلاك زاد نتيجة اقتناء أجهزة تكييف كثيرة، وكأن الحكومة تريد أن تقول للناس ادفعوا ضريبة الترف الذى وفرناه لكم سواء عبر تحمل قطع الكهرباء أو تراكم أكوام الزبالة.

طبعا ليس فى الأمر ترف "ولايحزنون" فمستوى معيشة المواطن لم يتحسن كثيرا لدرجة استغناءه عن هذا الكم الكبير من المخلفات الغذائية وغيرها، لكن الحقيقة أن الشيخوخة التى أصابت الجهاز الرسمى، والتى دفعت كل موظف وكل إدارة للتحرك بالطريقة التى تروق لها، دون اكتراث بقانون أو خوف من المساءلة هى التى أوجدت هذه الأكوام والمقالب التى تفقأ عين أى مسئول صغيرا كان أم كبيرا، ولم يعد الأمر يقتصر على الأحياء الشعبية التى لا صاحب لها بل انتقل بجرأة إلى المناطق الراقية فى المهندسين والدقى ومصر الجديدة ومدينة نصر والمعادى.

نحن أمام حالة عصيان مدنى واضحة من عمال جمع القمامة ورؤسائهم، فهم " يتمخطرون" فى الشوارع جيئة وذهابا أمام أكوام الزبالة ولسان حالهم يقول" زيدى وارتفعى" فمهما زدت أو ارتفعت أو تطايرت شظايك أو روائحك الكريهة أو السامة فلن يقترب أحد منك سوى الكلاب والخنازير، وحتى لو تسببت فى موت أحد فلن يقترب منك أى مسئول.

هل وصلنا إلى هذا الحد من الترهل والعجز عن رفع أكوام القمامة من الشوارع؟ وأين الجيش العرمرم من عمال النظافة وآلياتهم التى تكلف الدولة ملايين الجنيهات سنويا؟ وماذ تفعل هيئات النظافة والتجميل فى المحافظات المختلفة؟ ولماذا لا يتم إغلاق هذه الهيئات وصرف موظفيها وعمالها بعد ثبوت عجزهم عن القيام بدورهم ووظيفتهم؟ وهل هناك مستفيدون من تراكم أكوام القمامة؟ فنحن فى بلد أصبح السؤال فيه مشروعا عمن يقف خلف أى مشكلة أو حتى مشروع مفيد، لأن الناس لم تعد تعتقد أن شيئا يتم لوجه الله والوطن.

لدى اقتراح بسيط لمواجهة غول القمامة يتمثل فى قيام مرشحى مجلس الشعب الحاليين سواء كانوا مرشحين عن الحزب الحاكم أو أحزاب المعارضة أو المستقلين بحملات تنظيف لأحيائهم ودوائرهم من القمامة على أن تقوم وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وخصوصا القنوات التلفزيونية بتغطية هذه الحملات وإبراز دور من يقومون عليها أمام أهل الدوائر حتى يكون ذلك هو المعيار فى منحهم الأصوات حيث لاتوجد معايير أخرى سياسية أو اجتماعية بعد قتل السياسة تماما وتأميمها لصالح الحزب الحاكم.

أظن أن الاقتراح سهل وميسور، سواء قام المرشح بحث هيئات النظافة وشركات جمع القمامة على القيام بدورها، أو قام هو باستئجار عمال وآليات من ماله الخاص لجمع القمامة فلن يكلفه الأمر نصف ما تكلفه له اللافتات القماشية والبنرات الضوئية، والمؤكد أن هذه الحملات التى سيلمس الناس أثرها ستكون هى الدافع لهم للمشاركة والتصويت لصالح أولئك المرشحين وليست اللافتات.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة