خلال أيام تجرى أول انتخابات حرة بنقابة المهندسين منذ فرض الحراسة على أحد أكبر وأهم النقابات المهنية المصرية منذ بداية التسعينيات، وقد خاض المهندسون معركة طويلة من أجل تحرير نقابتهم من سيطرة النظام الذى ضرب بعشرات الأحكام القضائية عرض الحائط ليحول دون تحرير نقابة المهندسين ورفع المهندسون شعار «نقابة حرة فى وطن حر».
كانت معركة المهندسين من أهم المعارك التى اختلط فيها المهنى بالوطنى، وتداخلت بينهما الخطوط لأن مأساة نقابة المهندسين المختطفة كانت نموذجا مصغرا من سرقة وطن والإصرار على بقائه رهينة فى يد الفاسدين.
وقد تجلت مراحل المعركة فى تدشين تجمع «مهندسون ضد الحراسة» الذى خاض معركة ملهمة لتحرير النقابة من براثن النظام، وكانت تجربة «مهندسون ضد الحراسة» تجربة ونموذجا ملهما لحركة احتجاجية تمثل جزءا من الحركة الاجتماعية الأكبر التى ساهمت بقوة فى صناعة التراكم المطلوب لمسيرة التغيير السياسى.
كانت تجربة «مهندسون ضد الحراسة» نموذجا لما يجب أن تكون عليه النخبة السياسية، إذ تم تدشين هذ التحالف بين المهندسين من مختلف التيارات السياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، والتقت إرادتهم وتوحدت رغبتهم فى مواجهة النظام، وتحرير نقابتهم المختطفة منذ سنوات طويلة.
وقاد تجمع «مهندسون ضد الحراسة» المعركة بكل مرارتها على جميع المستويات، بدءا من المسار القانونى والقضائى، والمسار الجماهيرى الشعبى، والمسار السياسى والإعلامى، وقدم نموذجا ملهما للنضال الجمعى للمصريين الذين أخروا اختلافاتهم الأيديولوجية ووحدوا إرادتهم السياسية من أجل الصالح العام.
وكان من الملامح البارزة لهذا التحالف هو الشراكة الجيلية التى تستطيع أن تراها بين صفوف أعضائه من الأجيال المختلفة، وبهذا التمازج الجيلى المميز استطاع تحالف «مهندسون ضد الحراسة» أن يعد الآن قائمة وطنية مميزة من المهندسين الذين يخوضون الانتخابات القادمة لنقابة المهندسين باسم قائمة «مهندسون ضد الحراسة».
سعدت كثيرا وأنا أرى وجوها من شباب الثورة وميدان التحرير من المهندسين ضمن هذه القائمة، وقد قرروا خوض الانتخابات رغم صعوبة المعركة الانتخابية التى ينافسون فيها قائمة جماعة الإخوان المسلمين القوية التنظيم والتى تملك كتلا تصويتية كبيرة فى المحافظات.
ولكن يراهن هؤلاء الشباب الذين التفوا حول أحد رموز تحالف «مهندسون ضد الحراسة»، وهو المهندس النبراوى أحد الوجوه التى قادت تحرير النقابة وأعادتها إلى أهلها، يراهن هؤلاء الشباب على جيلهم من آلاف المهندسين الشباب الذين تم إدراجهم فى النقابة منذ تخرجهم فى جامعاتهم، ولكنهم حتى الآن لم يشاركوا فى أى انتخابات خاصة بنقابتهم بسبب فرض الحراسة الذى امتد أكثر من عقدين من الزمان.
معركة نقابة المهندسين معركة مهمة وتمثل بروفة لانتخابات مجلس الشعب القادم بنفس المكونات الأيديولوجية والصراع التاريخى بين قائمة الإخوان المسلمين وبقية المكونات السياسية لهذا الوطن، بالإضافة إلى المستقلين الذين لا ينتمون سياسيا لأى تيار فكرى.
معركة الشباب فى انتخابات نقابة المهندسين لا تقل ضراوة وصعوبة عن معركة الشباب فى البرلمان القادم، هناك اختبار هام يواجه الأغلبية الصامتة فى نقابة المهندسين التى تستطيع أن تعيد تشكيل خارطة النقابة العامة والنقابات الفرعية التى عرف عنها سيطرة مهندسى الإخوان عليها منذ أواخر الثمانينيات حتى تجميد النقابة وفرض الحراسة عليها.
إن المشاركة الإيجابية للمهندسين بكل طوائفهم وأعمارهم ستضمن وجود مجلس نقابة متوازن ليس لأى تيار واحد السيطرة عليه، وهو ما سيضمن مستقبلا أفضل لنقابة المهندسين سيعود بالخير والنفع على كل مهندس.
إن أحد أهم منجزات الثورة أنها حررت إرادتنا وأعطتنا الحق فى اختيار مستقبلنا عبر مشاركتنا فى انتخابات حرة تعبر عن إرادتنا ورغبتنا وخياراتنا، ولا يمكن أن نفرط فى هذا الحق أبدا، الكرة الآن فى ملعب كل مهندسى مصر خاصة جيل الشباب، هناك تضحيات كبيرة بذلها رجال تحملوا الإيذاء والخطر والقمع من أجل أن يكون هناك نقابة حرة تعبر عن الإرادة الحقيقية للمهندسين، وقد حانت لحظة الوفاء.. متفائل جدا بأن مصر ستشهد تجربة ديمقراطية رائعة فى انتخابات نقابة المهندسين تعبر عن إرادة المهندسين جميعا وليست إرادة تيار سياسى واحد.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس عبده الشربيني
لا داعي للقلق من سيطرة الإسلاميين
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد موسى
مهندسى الغربة
عدد الردود 0
بواسطة:
ســعيد متولـى
أحسـن كـده . . خليك فى حالك
عدد الردود 0
بواسطة:
عمار ياسر
"تجمع مهندسى مصر" هى قائمة وطنية شكلها الإخوان من مختلف التيارات وهم مؤسسوا تجمع
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
ليه الانحياز
عدد الردود 0
بواسطة:
د- انور محمود
معلومة هامة يا د مصطفى النجار ونرجو التصحيح
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس حسام عوض
انتصار للنفس ، ناشئ عن دعم الإخوان للمرشح المنافس لكاتب المقال
عدد الردود 0
بواسطة:
said
نبراوي وكفراوي