قطب العربى

لغز ضباط التحرير والثورة المضادة

السبت، 09 أبريل 2011 07:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعم نحن لا نزال نعيش حالة الثورة، ولم تزل بعض أهداف الثورة الرئيسية معلقة، وعلى رأسها محاكمة الرئيس المخلوع وأسرته، وبعض أركان نظامه ورجال أعماله، وهذا ما يبرر حالة الحضور الثورى فى ميدان التحرير وغيره من ميادين مصر عبر مظاهرات منضبطة، ولكن هذا الحضور الثورى لا يعنى الفوضى، ولا يعنى السماح للثورة المضادة أن تجد لنفسها موطئ قدم فى ميدان التحرير.

ما حدث أمس الجمعة وفجر اليوم السبت فى ميدان التحرير من صدام مفتعل بين الجيش وبعض المواطنين لا ينبغى أن يمر دون معرفة الحقيقة كاملة، ومحاسبة المتسبب فيما حدث، سواء كانوا مدنيين أو عسكريين حقيقيين أو مزيفين.

لا نقبل أن يعكر أحد صفو العلاقة ويهدم جسور الثقة التى بنتها الثورة بين الشعب والمجلس العسكرى الذى انحاز إلى الشعب فى لحظة عصيبة عرض فيها أشخاصه للخطر، فى مقابل أن يحقق للشعب أحلامه فى الحرية والكرامة، وأصر عبر بيانات متتالية على ترك السلطة للمدنيين بمجرد انتخاب رئيس للجمهورية فى موقف ندر أن نجد له مثيلا فى العالم قديما وحديثا.

حين شاهدت عددا ممن يرتدون بزات عسكرية على منصة إحدى الإذاعات الصغيرة فى ميدان التحرير أمس الجمعة، موجهين بعض الانتقادات للقيادة العسكرية لم أرتح لذلك، وكان بودى أن أتمكن من إقناعهم بالكف عن هذا الحديث، لكن الزحام والإرهاق حالا دون ذلك، كنت أشعر أن موقفهم ليس بريئا، وأن هناك شيئا ما خلفهم، ولم يمض كثير من الوقت حتى ترامت لنا الأنباء أن أتباع بطل معركة الجمل إبراهيم كامل كانوا وراء ما حدث، حيث تدافعوا على منصة الإذاعة من الخلف، بينما اقتحم هؤلاء المرتدون للزى العسكرى المنصة من الأمام فى توقيت متزامن، ما يعنى أنه عمل مخطط ومنظم.

زعم المتحدثون ممن يرتدون بزات عسكرية، لا ندرى حقيقتها حتى الآن، أن هناك فسادا فى القوات المسلحة وأن أعضاء بالمجلس العسكرى هم ممن تلوثوا بفساد نظام مبارك، وأقول لهم بكل قوة إن موقف المجلس العسكرى من الثورة وانحيازه لها فى لحظة عصيبة وتعريض حياة أفراده للخطر فى وقت كان نظام مبارك لا يزال مسيطرا ينفى كل ما ترددونه، بل يكاد يرفعهم إلى مكانة الأولياء والصالحين، طالما استمروا على خطهم الداعم للشعب ولثورته ولتطلعاته نحو الحرية والكرامة، وطالما زهدوا فى السلطة.

نحمد الله أن قوى الثورة لاتزال متنبهة للثورة المضادة ولأساليبها القذرة والخبيثة، وأنها تمكنت من هزيمتها فى جولات متتالية سواء فى معركة الجمل أو معركة كنيسة صول، أو فى إستاد القاهرة، وحسنا فعلت القوى السياسية الحية التى تنادت سريعا وعقدت اجتماعا طارئا فى نقابة الصحفيين السبت للتنديد بما حدث فى ميدان التحرير وتأكيد وحدة الشعب مع قواته المسلحة، وعدم السماح للمتربصين بإفساد هذه العلاقة، وسبق ذلك صدور بيانين مهمين أحدهما من الإخوان والثانى اللجنة التنسيقية للثورة يؤكدان فيها المعانى السابقة.
أتمنى أن يسارع المجلس العسكرى بتحقيق بقية مطالب الثورة وعلى رأسها سرعة محاكم مبارك وأسرته وأركان حكمه، وحل المجالس المحلية، وإقالة المحافظين ومديرى الأمن المنتمين للعهد السابق حتى نقطع الطريق على المتربصين، وحتى تتوقف المظاهرات الحاشدة ويعود الاستقرار الكامل للوطن.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة